TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى يؤبن فراشة المسرح العراقي اقبال نعيم

بيت المدى يؤبن فراشة المسرح العراقي اقبال نعيم

نشر في: 27 يوليو, 2025: 12:03 ص

 متابعة المدى

أقام بيت المدى للثقافة والفنون يوم الجمعة 25 تموز جلسة لتكريم الفنانة القديرة الراحلة إقبال نعيم التي رحلت عن عالمنا الأربعاء 9 تموزعن عمر ناهز الـ 67 بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء في المسرح والسينما والتلفزيون. حضر الفعالية جمهرة من الفنانين العراقيين ورواد بيت المدى .. وقال مقدم الجلسة: نجتمع اليوم برعاية حميمة من المدى لنؤبن القامة المسرحية الكبيرة الدكتورة إقبال نعيم التي رحلت عن عالمنا قبل أيام، وتعد اقبال احدى ممثلاتنا الكبيرات، وكانت لسنوات غير قليلة مصدرا لسعادتنا من خلال أعمالها الفنية المميزة في المسرح والتلفزيون والسينما.

ثم دعا الحضور للوقوف حدادا على روحها، مضيفا: سأنقل خطوي الى بلدة ليس فيها خطاك، لكنني يئست، تعبت، لأن جميع المسارح تحمل وجهك، ولأن جميع العيون نوافذ من أجل عينيك تفتح. الحقيقة لا يمكن حصر أعمال الفنانة الدكتورة اقبال نعيم في مجال واحد، لأنها متعددة المواهب والإهتمامات، فهي ممثلة ومخرجة وإدارية على درجة عالية من الصدق، فمنذ بواكيرها الأولى في معهد الفنون الجميلة، وفي فرقتي المسرح الحديث والشعبي، والفرقة القومية للتمثيل، نمت عندها موهبة قل نظيرها، في التأمل والمتابعة والمراقبة لتجارب جيل الرواد وما بعدهم، لتنضوي تحت خيمة المخرجين الكبار، عوني كرومي وعزيز خيون وناجي عبد الأمير وفاضل خليل وعواطف نعيم، مسجلة أروع الأدوار التمثيلة، فمن مسرحية بيت برنارد ألبا للمخرج الراحل سامي عبد الحميد، الى (نساء لوركا) أخر أعمالها مع عواطف نعيم، لتطل علينا بأكثر من ستين عملا مسرحيا مهما.

د. ميمون الخالدي
من المحزن فعلا اجتماعنا اليوم لتأبين أقبال نعيم، المليئة بالحياة والأفكار، وبالانسانية بشكل عام، عرفت اقبال نعيم عام 1979، بعد ان تركتنا الممثلة نماء الورد في مسرحية (الأنشودة) للراحل عوني كرومي، في الليلة الأولى جاءنا الراحل عوني كرومي، وقال: ولدت طاقة جديدة ستغنيكم جدا، وإذا بأقبال نعيم، أنا لا أعلم عندما جاءتنا كان عمرها 17 عاما طالبة في المرحلة الثالثة من معهد الفنون الجميلة .. كانت طاقة جبارة وطاقة هائلة، سواء كانت شعوريا أو جسديا أو صوتيا، كانت مليئة بالحياة، وابتدأت رحلة عمر مع اقبال نعيم .. كبرنا معا في المسرح وفي الحياة، وأشتغلنا كثيرا، فقد عملنا في (أعتذر أستاذي) وعملت تحت إدارتها في (الأمنيات الذهبية) للأطفال.

المخرج والأكاديمي: د. عقيل مهدي يوسف
كانت أقبال نعيم من النسوة اللواتي أسهمن في عمل متقدم سواء في التلفزيون أو السينما أو الإذاعة أو المسرح في بداياتهن، لأن كان هناك نمط من التمثيل مغاير لكل ما هو موجود في كلية ومعهد الفنون الجميلة، ليس تحيزا ولكنه واقع، ويسعدني أن يكون في هذه الجلسة عدد من الأساتذة من دورتي، مثل الأستاذ عزيز خيون وجمال محمد، وفيما بعد د. علي، ود. حسين وأخرين.
اقبال نعيم أنتقلت من ورشة معهد الفنون الجميلة وهي طالبة مبدعة، الى صرح كلية الفنون الجميلة، ويسعدني أن أكون أحد الذين درسوها في المراحل الاولى ثم في الماجستير والدكتوراه، وكانت من الطلبة الذين قدموا ما هو جدير بالتقدير، خاصة أن هذه الموهبة نمت في محيط أسرة مجتهدة على رأسها الصديق الفنان الكبير عزيز خيون.
ومن الضروري أن نشير هنا الى مساهمتها القيمة في مسرح الطفل، فهي لم تجد فيه فعلا عابرا وطارئا، بل ركزت عليه بأنتباه مكثف، بفكر وتربية وقيم وطنية وأنسانية.

الفنانة هند كامل
كنت متوقعة هذا الرحيل للفنانة الصديقة أقبال نعيم، وهنا سأتحدث عنها كإنسانة وصديقة ارتبطت معها بعلاقة لما يقرب من أربعين عاما أو أكثر، واتحدث عنها كإمرأة، اقبال كإنسانة تعيش في معادلة فكرية وعاطفية وسلوكية تكاد تقرب الى عالم خاص بها، لم تستطع التكيف تماما بالرغم من وجودها الحقيقي والفاعل بالوسط الفني، وخصوصا الوسط المسرحي، يعني، أنا كإمرأة ممثلة أشتغلت الكثير في المسرح والتلفزيون والإذاعة، لكني لم اكثف جهودي على العمل المسرحي، العمل المسرحي يخلق علائق بين أفراد الفريق وكأنها علاقة أسرية، بسبب الوقت الذي ينقضي سوية بين كل أفراد العمل، فهذا التكاتف يخلق أواصر متينة، بالنسبة لي شخصيا أنا حرمت من هذه النعمة بسبب سفري الطويل خارج العراق، فمراقبتي لها كصديقة قريبة، بالرغم من افتراقي عنها سنوات طويلة.

المخرج حسين علي هارف
هي تدري اننا لا نعود حين نموت، ومع هذا فالبذور لا تموت حين تدفن، وربما الإنسان أيضا لا يفنى حين يدفن، ولهذا قد يعود، وربما الفنان حين يموت قد يعود ذات يوم، اقبال بالنسبة لي كانت اختا وأما، بالمناسبة لم يجمعني معها سوى عمل واحد، هو فيلم (ستة على ستة)، لكن ما جمعنا هو المركز الوطني للمسرح حيث عملنا سوية، عندما كان المركز برئاسة الفنان الرائد يوسف العاني، ثم بعده مع الفنان سامي عبد الحميد، وكانت دور اقبال نعيم كـ (داينمو) لفريق العمل بنشاطها وعملها المتفاني، وكشفت لي زمالتها في هذا العمل نقاوتها وجديتها.

المخرج التلفزيوني جمال محمد
الفنانة اقبال نعيم مليئة بالحيوية والنشاط، وقد عاصرتها منذ نهاية السبعينيات، وكان لها حضور متميز في الإذاعة والتلفزيون، ولها مشاركات كثيرة في التلفزيون، كسهرات ومسلسلات، وكانت في أوج حيويتها، لكنها رحلت في غير أوانها، اخرجت تمثيلية سهرة كتبها الأستاذ فاروق محمد بعنوان (للوقت وجه أخر) وكانت البطولة للفنانة اقبال، وموضوع التمثيلية هو عن عروس في اللحظات الأخيرة قبل زفافها، وفي هذه الاثناء يعتقل العريس، فطلبت من اقبال ان تعطي هذا الإحساس، إحساس العروس، فأعطت الدور ما يستحقه من إجادة.

الناقد عباس لطيف
أنا اعتقد أن اقبال نعيم كقامة جمالية وإنسانية وكونها روح محلقة، فبعض الراحلين لا يليق بهم الرثاء، وعلى الخصوص أنها كانت تبرهن على خشبة المسرح، أنها حالمة وأنها خارج كل حساباتنا الأرضية، كانت تملك شيئا من نقاء يتعارض من المحيط بها، وفي كل المراحل التي عاشتها، من السهل ان يشتهر الانسان أو يبدع، ولكن من الصعب أن يثبت أنه انسان كبير .. كانت اقبال تمثل بحس عميق، من أعماق وجدانها ومن أعماق دواخلها، كانت تتقمص الدور وكأنها مفكرة وليست مؤدية وهو الدرس الذي نادرا ما نجده عند أغلب ممثلينا.

الفنان عزيز خيون
بعدها قرأ الممثل عزيز خيون كلمة عن العائلة هي بمثابة نص رثاء، جاء فيه:
الآن وقبل الآن
ها انت انيستنا الغالية
سيدة البهجة والنقاء،
والسرور،
مضيئة الحضور
أطايب روحك تهيم في الهناء
رسائل للصفاء،
والنواية البانية
في ذاك المكان،
خشوعاً تطيلين دورة الصلاة
بتراتيل صوتك الآسر
عزف ذاك الرنين
وعذوبة التدبير
تستدرجين غيمات الجمال
هطولا قدسيا،
يسقي نعمة التفكير.
********
بأي المعارج والقمم
لتحليق أجنحة التعبير
أراك تحلمين؟
مشروع جمالي جديد
ينشط ثمار العقل
وبالعافية يرفد القلوب؟
أم لأمر فات وانقضى
حسم القرار؟
**********
تسامحين؟
تسامحين من أخيتي؟!
المسخ، خنزير، الاوحال،
سمم فرآت وردك؟
افترس طائر الحلم والشباب،
غيبك في زنزانة العتمة..
وابتلع جمار حياتك..
تسامحين؟!
*********
ام حلف الدولار والكبد الفساد،
على اطفاء ضوءك...
تجمعوا.
حرق مشروعك الوطني...
تعاونوا.
وعن منصة الجمال...
وحدوا قرارهم...
تعزلين
من تسامحين؟
*********
أخيتي الملكة
الان بم تفكرين؟
يا ابنة الذي أوى الرافدين...
سراج الابجدية والتنوير...
حين صرخة الطين؟
**********
قبولتي بم تفكرين؟
مفجوعاً غادر الجمع
شلت خطوته صعقة الذهول
خرساء وسائط الموسيقى
انفضت ارواح الضوء والحركة،
سحرة القول وجنيات الإداء.
إلام تنظرين؟
الصمت جنرال الموقف...
وآهات الأنين
أخيتي.. أبنتي.. رفيقتي
هوت الستارة
وشاخت لذة التمرين

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مرآة الصمت والانعكاس في معرض كاظم إبراهيم

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض

شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج

المركز الثقافي العراقي يحتفي بالذكرى العاشرة لرحيل الرشودي

مقالات ذات صلة

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

 بغداد / علي الدليمي أعلنت نتائج المسابقة الدولية الثانية للكاريكاتير في الجزائر عن إنجاز فني عربي جديد، حيث فاز الفنان العراقي القدير "غزال محمد" بالجائزة الثانية المرموقة. وقد جاء فوز غزال عن عمله...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram