متابعة / المدى
تتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بشكل خطير، وسط استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي، في وقت تسجل فيه المستشفيات ارتفاعاً ملحوظاً في حالات سوء التغذية، خصوصاً بين الأطفال والنساء وكبار السن.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن خمسة أشخاص توفوا بسبب الجوع خلال الساعات الماضية، بينهم أربعة أطفال، أحدهم رضيع يبلغ من العمر سبعة أيام، لم تتمكن عائلته من تأمين الحليب له، نظراً لسوء التغذية الحاد الذي تعاني منه والدته، وعدم توافر الحليب الصناعي.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن 14 شخصاً توفوا خلال يومين فقط في مختلف أنحاء القطاع بسبب المجاعة، معظمهم من الأطفال، فيما تشير الإحصاءات الأخيرة إلى أن عدد الوفيات بسبب سوء التغذية منذ بداية العام الجاري بلغ 73 حالة، مقارنة بـ50 حالة في العام الماضي، وأربع حالات فقط في عام 2023.
تشير المعطيات الصحية إلى أن 28,677 شخصاً مصنفون رسمياً ضمن فئة المصابين بسوء التغذية، بينهم 260 ألف طفل دون سن الخامسة، و100 ألف امرأة حامل، و1,556 حالة ولادة مبكرة، و3,120 حالة إجهاض أو وفاة داخل الرحم، إضافة إلى 159,409 من كبار السن، و18 ألف جريح، جميعهم يواجهون خطر تفاقم الوضع الصحي نتيجة نقص الغذاء.
وحذرت وزارة الصحة عبر بيان مقتضب نشرته على منصاتها الرقمية من أن "سجلات المجاعة لن تُغلق قريباً"، مؤكدة أن المستشفيات تستقبل بشكل متواصل حالات سوء تغذية ومجاعة، وسط ظروف تشغيلية كارثية.
من جانبها، أشارت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" إلى أن 900 ألف طفل في غزة يعانون من الجوع، بينهم 70 ألفاً دخلوا مرحلة سوء التغذية.
في سياق متصل، ذكر المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحكومة "حماس" أن هناك أكثر من 100 ألف طفل دون العامين، و40 ألف رضيع دون السنة الواحدة، معرضون للموت خلال أيام، إذا لم يتم إدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية بشكل عاجل.
وأكد المكتب أن الأمهات باتت ترضع أطفالهن الماء بدلاً من الحليب، محذراً من "مجزرة جماعية متعمّدة" تُنفذ ببطء بحق الأطفال، في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال المستلزمات الأساسية.
وطالبت الجهات الصحية والإنسانية بفتح المعابر فوراً دون شروط، والسماح بدخول المواد الغذائية والطبية، خصوصاً حليب الأطفال والمكملات الغذائية، تفادياً لكارثة إنسانية واسعة النطاق.
ورغم السماح الإسرائيلي المحدود بمرور شاحنات طحين إلى قطاع غزة خلال الأيام الخمسة الماضية، فإن عددها لم يتجاوز 100 شاحنة، وتعرضت أغلبها للنهب ولم تُوزع بشكل آمن أو عادل.
وقال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية إنه تم إدخال أكثر من 250 شاحنة خلال الأسبوع الماضي من قبل منظمات الأمم المتحدة، فيما يجري التحضير لإدخال نحو 600 شاحنة أخرى عبر معبري كرم أبو سالم وزيكيم. وأوضح أن محتويات هذه الشاحنات لا تزال قيد التجميع على الجانب الفلسطيني في انتظار التوزيع.
الجوع المميت يتفاقم في غزة.. وخطر المجاعة يهدد حياة عشرات الآلاف من الأطفال والنساء

نشر في: 27 يوليو, 2025: 12:01 ص









