ميسان / رعد الرسامفي الوقت الذي هللت الحكومة لنجاح القوات العسكرية في حفظ الأمن خلال تظاهرات الجمعة الماضية التي وسمها ناشطو الفيس بوك بجمعة الغضب ، أثارت الخطوات الاستباقية التي اعتمدتها الحكومة بإنزال قوات الجيش المدرعة لتقطيع أوصال المدن وفرض حظر التجوال وإغلاق الأسواق وملاحقة الإعلاميين ، أثارت استنكار العديد من ناشطي المجتمع المدني ونخبه إضافة لجمهور ميسان الذين عدوا هذه الإجراءات بمثابة انتهاك صارخ لمبادئ دستورية اساسية فيما يخص حرية التعبير عن الرأي وحق التجمع والتظاهر السلمي ،
حيث كانت ميسان واحدة من المحافظات القليلة التي عزف جمهورها عن التظاهر خلال الجمعة الماضية بسبب الإجراءات الأمنية والعسكرية المشددة واللافتة التي فاجأت المواطنين منذ ساعات الصباح الأولى ، إضافة لتوجس المواطنين وخشيتهم من ردود أفعال الجيش والشرطة التي وصفوها بالمتهورة ،خصوصا وأن أحداث تظاهرة العاطلين وما رافقها من تصرفات هستيرية واطلاق نار كثيف من قبل هذه القوات لا زالت طرية في اذهان الناس ، المدى استطلعت آراء عدد من الإعلاميين وناشطي المجتمع المدني حول الاسباب الحقيقية لعزوف جماهير ميسان عن التظاهر خلال جمعة الكرامة .العديد من النخب الميسانية أجمعوا على غياب قيادات حقيقية وفاعلة للمجتمع المدني ونشاطاته الجماهيرية وبضمنها التظاهرات الاحتجاجية التي خرجت بشكل عفوي للمطالبة بحزمة أمور تتعلق بمكافحة الفساد وتحسين الخدمات مشيرين الى أن الجمعة الماضية خير شاهد على هذا حيث بقيت مجاميع صغيرة من الذين يرومون التظاهر واقفين في الشوارع الفرعية وسط المدينة بانتظار من ينظم صفوفهم ويتقدمهم للتظاهر ولكن غياب القادة الميدانيين وقيام القوات العسكرية بأمر التجمعات الصغيرة بالتفرق حال دون قيام التظاهرة المرتقبة يوم الجمعة الماضية ، ويشير الصحفي أحمد الحلفي الى أن تغيب القيادات المدنية عن الساحة خلال هذه الأيام ربما يعود لخشيتها من أن تقوم السلطات بملاحقتها واعتقالها .لافتا الى أن أحداث تظاهرة 27/شباط وما تعرض له المشاركون فيها من قبل القوات العسكرية التي أطلقت النار بكثافة ردا على تجاوز بعض المتظاهرين لا زالت راسخة في اذهان المواطنين الذين يخشون من تكرار التجربة .من جهته قال الناشط المدني محمد عبد الجبار أن التعامل المتشنج للقوات العسكرية مع متظاهري جمعة الغضب زرع الرعب في اوساط المجتمع المدني بحسب وصفه مضيفا " لقد توجس الناس خشية من ردود افعال القوات العسكرية فيما لو خرجوا للتعبير عن آرائهم عبر التظاهرات السلمية بعد أن تجسدت هذه الردود في عمليات القمع وإطلاق النار بكثافة خلال التظاهرة السابقة ، ناهيك عن قطع الطرق وفرض حظر التجوال على المركبات وقيام المفارز العسكرية بتفريق التجمعات الصغيرة التي كانت تتهيأ للتجمع والتظاهر ، حتى وصل الحال الى منع تجمع او وقوف أربعة اشخاص او ثلاثة في الشوارع الفرعية القريبة من المحافظة إضافة لقيام أفراد الجيش والشرطة بتصرفات غير لائقة واستفزازية ضد المواطنين" عبد المحسن داغر العقبي/ رئيس تحرير جريدة صوت ميسان المحلية بين للمدى أمس أن احد أهم اسباب عزوف جماهير ميسان عن التظاهر في جمعة الكرامة هو توجس الناس وخشيتهم من التعرض لإطلاق النار من قبل القوات الأمنية والعسكرية التي انتشرت بكثافة منذ ساعات الفجر وقامت بقطع الطرق وفرض حظر للتجوال في عموم المحافظة ، وعن تعامل هذه القوات مع الإعلاميين أكد العقبي أن معظم أفراد القوات العسكرية متشنجون ويتعاملون مع الإعلاميين بخشونة مضيفا انه شخصيا تعرض للاعتقال اثناء تظاهرة العاطلين يوم 27 / شباط جراء قيامه بأداء عمله الصحفي موضحا " اثناء اندلاع المواجهات بين المتظاهرين وقوات حماية مبنى المحافظة كنت في مكتب الجريدة ضمن الطابق الثاني للبناية القريبة من ساحة الحدث ، ولتغطية الحدث إعلاميا حملت كاميرتي الفوتوغرافية وتوجهت الى الشرفة المطلة على ساحة التظاهر وما أن قمت بالتقاط صورة لما يجري في الشارع حتى فوجئت برشقة من الرصاص توجه على البناية فسارعت لدخول المكتب وما هي إلا لحظات وإذا بثلة من الجنود تقتحم المكتب وتطالبنا بتسليم الكاميرا فأعلمناهم بأنا لا نمتلك كاميرا ولسنا من صور الحدث ، فلم يجادلونا وغادروا المكتب ، وبعد فترة قصيرة غادرت المكتب واتجهت الى وسط المدينة وإذا بثلة عسكرية أخرى تلاحقني في أحد ممرات السوق وأعتقد ان أحد المخبرين السريين أو ما يعرف ب (الشمشوم ) أرشدهم نحوي حيث قامت باعتقالي وحجزي داخل إحدى غرف بناية مجلس المحافظة وهنالك تم توجيه كلمات نابية بحقي ، وبعد احتجازي بمفردي لنحو ساعتين ، جاءت مجموعة أخرى من الجنود وقالوا لي من أعتقلك ولماذا ؟ فأجبتهم لا أعلم فقاموا بإطلاق سراحي ." rnنقابة الصحفيين .. صمت مطبق ومريبوعن دور فرع نقابة الصحفيين في الدفاع عن منتسبيها أكد العقبي أنه أتصل بالنقابة وأخبرهم بما تعرض له ولكنهم لم يحركوا ساكنا وكأن الأمر لا يعنيهم على حد وصفه مضيفا " فوجئت بموقف نقابة الصحفيين بعد أن اتصلت بهم وأطلعتهم بتفاصيل ما حدث لي ولك
ناشطون مدنيون في ميسان للمدى:قوات مدرعةوحظرالتجوال وملاحقة الإعلاميين وأد للديمقراطية
نشر في: 7 مارس, 2011: 05:34 م