متابعة / المدى
تستمر الاشتباكات المسلحة بين كمبوديا وتايلاند لليوم الرابع على التوالي، رغم محاولات التهدئة التي تقودها الولايات المتحدة. وأسفر القصف المتبادل والغارات الجوية بين الطرفين عن مقتل 34 شخصًا على الأقل، ونزوح نحو 200 ألف من المناطق الحدودية.
واندلعت الاشتباكات، التي تُعد الأعنف منذ سنوات، على خلفية نزاع حدودي طويل الأمد يشمل معابد أثرية متنازع عليها. وامتدت المعارك على طول مناطق ريفية تغطيها الغابات وتضم أراضي زراعية، حيث يزرع السكان المحليون المطاط والأرز.
وبحسب وزارة الدفاع الكمبودية، فقد استهدفت القوات التايلاندية معبدين شمال غرب البلاد فجر الأحد، ووصفت الهجوم بأنه «عدائي ومنسّق». من جهتها، قالت الخارجية التايلاندية إن الجيش الكمبودي أطلق نيرانًا مدفعية كثيفة على منازل مدنيين في مقاطعة سورين.
واتهم الجيش التايلاندي كمبوديا باستخدام «أسلحة بعيدة المدى»، بينما قالت بانكوك إن أي تهدئة «غير ممكنة» في ظل ما وصفته بانتهاكات كمبودية متكررة للقانون الإنساني.
مبادرات الوساطة ومواقف متباينة
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه تحدث هاتفياً مع رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت ورئيس الوزراء التايلاندي بالإنابة فومثام ويتشاياتشاي، حيث أعرب الطرفان عن استعدادهما لبدء محادثات تهدف إلى التوصل إلى وقف سريع لإطلاق النار.
ورغم إعلان تايلاند موافقتها المبدئية على الهدنة، أكدت عبر منصّة “إكس” أنها تنتظر «نية صادقة» من الجانب الكمبودي، بينما كلف هون مانيت وزير خارجيته بالتواصل مع نظيره الأميركي ماركو روبيو لبحث إنهاء الصراع.
وحثت الأمم المتحدة الجانبين على التوصل «فورًا» إلى وقف لإطلاق النار، مع تصاعد القلق الدولي بشأن تدهور الوضع الإنساني في المنطقة. الخلاف بين البلدين يعود إلى ترسيم الحدود الذي تم خلال فترة الاستعمار الفرنسي للهند الصينية. وتسبب النزاع سابقًا في مواجهات دموية، أبرزها بين عامي 2008 و2011، حين اندلعت معارك حول معبد برياه فيهيار أسفرت عن مقتل 28 شخصًا ونزوح الآلاف. ورغم صدور حكمين من محكمة العدل الدولية عامي 1962 و2013 لصالح كمبوديا بشأن ملكية معبد برياه فيهيار، لا يزال الخلاف حول مناطق حدودية أخرى دون حل.
في ظل هذا التصعيد، تم إجلاء أكثر من 138 ألف تايلاندي و80 ألف كمبودي من المناطق المتأثرة، بينما تتجه العلاقات الثنائية بين البلدين نحو مزيد من التوتر السياسي والدبلوماسي.










