TOP

جريدة المدى > عام > الآن وهـا هـنـا

الآن وهـا هـنـا

نشر في: 28 يوليو, 2025: 12:27 ص

عبدالرحمن طهمازي
هذه هي حياة تنهدم فيها الأجوبة على الأسئلة وتُكرِم الشجاعةُ نفسَها بالدموع ويبدأ الحنين المخنوق ولا يقرّ قرار للمصير الهارب الذي لا يلوي على شئ وليس فيه لون ولا رائحة ولا تأويل أو رُخصة الّا الظلام الجائع الغادر الفوضويّ السُخريّ والعمل على تحنيط الأحلام والذي اختلط شهيقه بالزفير في زنزانة الزمان وصارت حفلة التاريخ على قدمٍ وساق في تدريب الماعز على الجوع والعفاف وسرقة السكاكين الذهبيّة اللطيفة الماكرة ويجفَ النور الكبير جفافاً مؤسفاً وهنا يفقد الأملُ عصاه التي تطول وتبرد ولا ينتبه احدٌ الى اليأس الصامت الذي سرعان ما يجد مكاناً له في الخلف او مثلما يعيد الأطفال ضجرهم الى الألعاب التي ضاعت فيها النهايات بفعل الإرتباك والسرور السريع في العيون والحركات ثمّ الأحلام المتبادلة الياردات في تمثيلية ينقصها شئٌ ما تخفيه أخطاء العادات الهامشيّة التي ترضع مع الطفولة المتروكة في أسواق الغنائم التي تتقاذفها الرياح وتستهلكها الأقنعة العقيمة أمًا العناكب الشفّافة العروق الملوّنة فحدَّثْ عنها ولا حرج فهي
تغزل نسيجاً عبقرياً في كمال اللغة المعصومة حيث يؤدي الصوت معناه في الحكمة والسعادة وما يطيب من الثروات إلى أن يبخل عليها الخلود وتعود أخباراً تجثم فوقها الأقدارالوحيدة كالصقيع الخطير الذي يخزن الموت الاعمى الذي لا يتخلّف عن المعاناة التي سيواريها المجهول الذي يبقى حائرا من فرط الحقيقة العابثة بالبوصلة والأسرى ها هم على عتبة الوصول تسهر غرائزهم من جديد على الصداقة والحرية في ابتهال طويل تستلقي فيه الأرض الخصبة لتنال رائحة النخيل وتنام تحتهم ألوف السنين التي مازالت تحصدها الأشباح ويذروها الوجدان الكاذب لحساب المجهول الذي يقبض ضرائب المستقبل من هذا الوادي الذي اخترع الذاكرة وأمواج الثياب ونسج الطين بالحروف وأعطى العهد بإيقاف الطوفان بشهادة نوح لكنّ السلالم والمفاتيح تصاب بالكساح وهذا هو المعنى المستعار الذي تنتظره اللغات كالألوان التي تختبر الغموض البعيد مثل الألحان المفقودة التي تدبّ دبيباً في الحواسّ بحثاً عن ذكرى الحبّ وعن الحريّة التي لا حدود لها في الإخلاص وفي الخلود العاري وهي حجر الزاوية ومبدأ الحياة القصوى وفي الحال ينبعث
غناء صديقي القديم وطاقتي تخالف دورات الفرح والقدرة على ألخجل الثوريّ وها أنا أتعرّف على الوتر الذي كان الشعب يتجمّع حوله في منتصف الطريق وبعد ذلك تتواصل الأكاذيب بالنضج المأسوف على شبابه الرياضيّ فلماذا أفرغتَ الموسيقا من الزمان فما الذي بقي لتسديد الحساب وهؤلاء الأطفال ينتظرون الأحلام ليدخلوا مع الأفق الى اليقظة الأولى وهم يحملون أشياء النوم في حين يعتذر ساعي التاريخ من الأمل السهران و أعادَ المفاتيح الى ما بعد الطبيعة دَعْ عنك كلَّ شيء فهذه القطّة الصغيرة جالسة في الليل تحت القمر وهي قطّة واقعيّة أيقظتني على أشواقي كما ترتقي الحنطة برج السنبلة كما هو آخر تحليق للذاكرة ثمّ يوسّعُ الغموض إنتقام الماضي السياسيّ والأزمات المقدَّسة والأفخاخ المختنقة فوق اللزوم كالأعاجيب الدمويّة التي ترتجف لها الأنفاس وتخرس وتلك الخرسانة الدفاعيّة المبتسمة بعد أوجاع القلوب والأذهان اللامعة وتحرير جذور المستقبل وأحفاد الزمان وتلطيف الأعماق التي لا تستطيع السيطرة على النشوة وعلى ضغوط الحريّة والضرورة وعلى ضراوة الوفرة ولا يتاح للحب الذي اكتمل توّاً أن يرتوي
والجوع الايجابيّ الاحتياطيّ جاهزٌليشفع للمأزق البشري فهل وضعتَ نفسك أمانةً في يد الزمان الحقّانيّ وقد كنّا نتمتّع بأنصاف الحلول التي تفيض بالوعود والندم السرطانيّ وهكذا حصل لدينا ما نريد من الخسائر التي رأيناها آنذاك خفيفة الوزن على الضمير الكسول الذي يستضيف البهجة ويستأنف الرعب ويزورك الجيران ليزرعوا مزيداً من الإشفاق على الأفق الأنانيّ وكأنّ الدماء الجافّة لن تتكدَّر وتسيل كرّةً أخرى أو إنّ الظلال لا تتصارع والطيور المراهقة المصابة بفقر الدم لا تغرق وهي تتسلّق الهواء وحبّات الحنطة تنزل من برج السنبلة ويتولّى الخوفُ مسؤولية الأمور في الحياة اليومية وحيرة المعجزات والذاكرة المعتدلة المزاج والأضرار ثمّ القلق المنحاز الى المجهول الذي يتمتع بالحركة ويقود الشعب في النضال دون أن يشبع بذلك هذا النوع من الشعوب حيث يتعدّد الكادر ويتسّع ويتلّهف على الحظوظ التي تزيح الفراغ المباشركما لو إنّ الامجاد بدأت ترمش للاستيقاظ والنور الأصيل للحرية سيخنق من يغتصبها في العتمة فهل ستنسى وأنت الحر حاجاتك الجديدة الى الحريّة والأحرار فمتى ستقوم
بترقيع الأكفان والعذاب والأصوات المتخثّرة في الحناجر وبدأتْ العنقاء المتشنّجة تنسحب مثل أهداب البرق بين الجماهير ذات الزغب اللولبي وتلوذ بزنزانة سكرى في المرايا العدوانيّة للسلطات المتكاثرة المحميّة بقداسة غامضة وبالغبار كالأمل المنافق ونحن نلهج بالشكر للكلمات التي تسترنا ونحن نصعد معها وننزل في غربةٍ تشابكت فيها القرون الشائكة التي لا تستطيع قوّة أن تمنعها من الهلاك الساذج وليس من عثرة عمياء لتنقذ الموقف من الورطة وحَيرة المسؤولية والسرور اللذين لا يستريحان ولا يستقرّان ولم يكن الليل أكثر او أقل انتظاماً من النهار أو من ضربات القلب وتزداد أعداد ضحايا الضحايا كما يشعر أحد القرابين المليئة بمصيرها الكامل وكان انفلات المتاهة لا متناهياً حيث السلطة تشاطر الناس في هزيمة تغذّيها المسافات الهاجعة والهذيان الذي صار ضرورة مُلحّة فياليت الحمامة لم تكن خرساء وأمّا عن الأحلام فقد ظهرت داخل إطار هستيريّ يفيض بالأقواس بعد الطوفان حيث أعطت العهد على عدم تكرار الدرس فوق الأمّ البيضويّة التي لا تعرف كيف تحتفظ بالأحزان الجوهرية في ملابس الصيف التي تتذوّق فيها الطفولة أنواعاً جيّدة من المرح ولم يُعدْ
لتلك التجارب العذراء أرقام مغرورة تتهرّب من الذاكرة وما زالت الأحلام الشاحبة تحشو الفراغات بأنفاس انتهتْ صلاحيّتها للأستعمال كالنجوم التي ظلّتْ حتى اليوم تمطر نيكوس بالنيازك المعبأة بالشتائم الزيتيّة المتزاحمة التي تتدثّر بأردية من صلوات اللغات القوميّة التي تخلّفتْ عن سداد الديون المستحقّة وبدا كما لو إنّ ارتعاشة الوتر تنتظر لحناً قابلاً للتبديد الصادق بلا ريب وهذا مطلب تمّت تجربته في أعماق العاشقين الذين عطشهم لا يرتوي من الأشواق التي تشهق وتتضّرع وها نحن نتعرّف على المصبّ الذي اختار الينبوع هذا الذي سيحتضن مجراه الحرّ الجميل بين الشغاف الكثيف الذي يحث الزمان على الذوبان وتستقبل الأيام أشقّاءها كما تتلّقانا النوافذ العالية التي تفوّقتْ على بوّابات الحصون المتجهَّمة ويعلو الغبار هامات الغيوم والأرض تعزل بلا حياء وراءها شرذمة من الظلال التائهة وعدداً من الأضواء المسكينة وشيئاً من رماد العنقاء وأطواراً من الغناء المبحوح وصوراً ورقيّة لخطوات البطّ على تخوم السلطة والهاوية والأرواح المائعة
في جوانح العاجزين والندم يعلّمنا درساً في الحرّية وهي تعادل نفسها ولا تتوازن الّا من دواخلها العظيمة والمعاودة ولم نقف على أسباب الليل في إيقاف الأحلام بعيداً عن ملاعبها الصاحية التي يأخذ فيها النومُ مداه فهيّا الى المباريات الطويلة للفقاعات التذكارية وكان الماضي يريد أن يبقى قريباً من بيوتنا ونحن ندفع أبنيتنا الى البعيد وهكذا نقوم بالهجرة البلاغيّة فهل تنقسم الكرةُ بين اللاعبين على طريقة نزوات الرياح الحائرة بين الطيور التي تتخلّف عن الركب وتضرب الصمت بأجنحتها لتصل الى لحنٍ ضائع كما لو إنّ الأفخاخ كانت تتماشى مع الصيّادين والطريدة حتى في الذروة العفويّة للرقص والى الصراع الذي يقوده الغموض بين الألفاظ والمعنى العربيّ الذي وقع في مخبأ الصدأ مثل عصفور ذابل الصوت يقدّم اعتذاره عن الفراغ ولا يقترب من الامل الأخير في آبار خالية من الصدى وتعتمرها الاحلام العشوائية التي لا يروق لها معاشرة النيام الذين أتخموا خيالهم برنين الرطوبة والزمان العاجز عن تنقيح مرايا الشعراء التي تنبض فيها القصص التي خرجت لتوّها خلال الحظّ العاثر الذي يجري في أبرياء الروح الذين
مازالوا يفتحون المرايا في الهاوية ويتلّقون الساعات المضاعَفة وصناعة النسيج الوطني الذي لم نجد المِداد الذي يجمع أشتاته في كلمات حيّة تستطيع محو إثمها الذي كنّا قدّسناه حين رأينا الزمان يلاحق أصله المتهرّب في الأبديّة الى أن يصير الهواء ثقيلاً لا يُطاق كالذاكرة الجريئة وقد حلَّ المستقبل قبل الآوان خائفاً من فائض الأقدار النهائية التي ستتبادل العناوين مع إناث القطا أشجع الأدلّة ولكنّها فطمتْ نفسها بالمفاجأة وبالأرقام التي التهمتْ النسيان وأخلاط الحنين والوداع وبقيّة التوابل الثقافية الثنائيّة الأغراض وبدأنا بتسلّم حصصنا من تعاليم الفوضى وما إنْ توصّلنا الى المنعطف حتى أخذ النسيان بأيدينا الى غياهب اليقظة ولا مفرّ من ذلك والأيّام كلّها ماعت في الحوادث الجليلة والهابطة ولم يعد الفارق منتظراً ونحن الآن راضون عن الاضطراب الصريح من وراء الحواس المتجوّلة على غير هدى وهي تزداد طولاً ذريعاً كالزفير في الضباب البارد الإنفعال كاللحظة الهازئة بالخريف الذي يلتفّ على أشرعة الظلال ويغتسل معها في عبث متفاوت القيمة وعندها تبدأ الأضداد الذاتيّة بالسخرية العمليّة هذا مفتاح يعمل مغلاقاً والمصعد
ينزل والفائدة تتجنّب الدقّة والعيون نصف المفتوحة تحتفظ بالواقع الذي اخترعه الخيال و الكلمات العربيّة وفيرة الأرزاق والأنفاق والقافات والتوزيع العادل لأوجاع الأسنان البدائية بسرعة الصوت نراها ايضاً رأي العين ونعطي مكافأة متحرّرة من كلّ أنواع الأوجاع ونحتسي الماء الطيّب ونشكر الكؤوس ونتعلّم دائماً بأن الأرض السخيّة في أمس الحاجة الى الكرماء والى النجاح المشترك والجمال الذي تصله الأعذار العميقة وحين تتصارع المعاني مع التخوم فإنّ الواقع سيقوم بدفع العربة نحو إنضاج الأزمة وتدشين العبادات بالبخور وكالعادة ترفع المعاني رؤوسها لتراها الألفاظ التائهة وهكذا يتجاوزان الصعوبات المشتركة و يخلدان الى النجاح الجانبيّ ولا يوجد أحد في الميدان هذه الساعة الخالية من الروح المعنويّة والنعاس يصل الى النقطة النائية أو لم ينتبه ويتغيّر عليه درب النوم في غشاوة اليقظة المفرطة المتأكسدة الروح مثل اللحظة العقيمة وقد كان النعاس والنوم فوق سرير واحد قبل سيطرة الجواسيس على السياسة وانشغال المرايا بمداعبة البرق والحيرة تستهلك الأسئلة والأجوبة التي تتغامز بالخطأ والصواب وثراء أحرف العلّة ذات التاريخ
الكبير للعلاقات الصوتية والذاكرة الحبلى بالخجل من أجل المستقبل الفولكلوري أو من أجل الوجود الاحتياطي أو من أجل القصص الشراعية ويكفيها ما هي فيه وحين تخرج بواطن المرايا تصادفها أقدار متزحلقة تسوقها الى المجهول ذي الطراز الصادق المخيف والحزين كالمصير الناقص والعدوّ الكئيب وفي هذه النفوس تتكافأ الزعامات وأمام الشاهدة سيكون هاكم وهاتو خليطاً من الذكريات المتنافرة ومن النسيان الذي يتدفّق نحو جنون أقنعة السلطة واكتمل نسيج الظلام والرطوبة واخترق الخوف فرائص المدينة والعمود الفقريّ وليس هذا كلّ شيء بلْ سيبقى لنا مسابقة الانتظار المحروم من الحاضر ومازالت الأصداء المبحوحة تتجاوب بين التاريخ والجغرافيا المجهرية حيث تغتسل السياسة في إدارة الهزائم ويسرع البخلاء الى تسوية خلافاتهم قبل أن يترك شكسبير قصته الأخيرة في منتصف الطريق حرصاً منه على سلامة المرايا والخوف الذي يحجز مقعده في مسرح المستقبل وتأخذ العدوى الحميمة المهتاجة المتداخلة الأسباب بتجاوز الحدود وفقدان فنّ التراجع وتنقلب العيون الزئبقيّة ويتأمل البصر والأجوبة الثانويّة ووجدتْ الأسئلة موطن قدم لها بين
الأموات والسجون الحساسة تحرس البلاد التذكاريّة وتقوم الأسطورة بتخطيّ أنصاف الحلول من أجل أن تنبث للمشكلات أجنحة دائريّة وفي لمح البصر يسود الصمت والصدق والظلّ المكبوت والأسباب التي لا تكتفي من الوجود والنداء الأول الذي مازال يلتمس وتلتزم به الحياة في مذاقها الأخلاقيّ المشوّش ويزاول الناس حظوظهم بالتخمين والطمع وهم يحاولون اللحاق بالحياة التي تفيض عن خيالها والترجمات تسعى بين الآمال والخشية وفنادق السياسة الخارجية والعار الذهبيّ لانتقام الدُمى من الذاكرة واللجوء الى خندق الجليد الرمليّ وهاهي السلطة تضرب في الظلام وتضطرب كالموت الذي ينظر في المتاهة حيث يحترق الأرغن ويحترس القوم من الرماد والألحان وتقوم الأسماك بتنسيق مسيرتها حسب الأطوال وعند ذلك سنرى الأشياء المفقودة وغيرها من الخطوات الجادّة التي تتخوّف من السياسة الفائضة من الحاجة التي تشحن أعصابها بالخداع الذاتي الوراثيّ المقروح الجاثم على صدر الطفولة المقلوبة التي لم تتمّ كالحزن السالب الذي أدار ظهره للسرد والخيال الذي مازال يعمل
منادياً على الطفولة التي تريد ثمّ تريد التخلص من الأذى ولا تستطيع وفي هذه الاثناء تغرق أعماق الصمت في فراغ متكرّر بارد تتناثر فيه بقايا ألحان كان الزمان سرقها واستدار بوجهه المثلّث ولن نعرف ماذا دهاه يمتلئ نازفاً يحاول استيعاب الحنين في دموع العِيس والسراب لا ينشف بل هو يواصل السهر على الحلقة المفرغة وكما يقولون اكتفتْ الحريّة المؤقتة بالحوار بين الذهاب والإياب ودخان الزوايا التي أهملتْ التجارب فهل نتوقّع خروج السؤال من المأزق ومن البراءة الشاحبة التي تعاتب الجميع بلا قصد والشعب يردّ التحية تحت ضوء الشمس الشتائية وما زلنا نتابع المسابقات المختلطة ويكون الليل قد حلّ ويظهر خبراء الصداقة الاحرار وثمالة السعادة وهكذا الى ان ندفع بأيدينا أواخر الليل و نفسح في الطريق لأحلام أيلول وللألحان التي تسري في ألحان أخرى وسأدعو سيزان الى تمزيق الألوان فوق قماشة تتضايق من الاعترافات الشاعريّة التي كانت ضائعة والتي أمكن استردادها من بطون الكتب ولا يحقّ للماضي أن يُسرع الخطى
في الغموض وانتزاع الألم من الأجيال القادمة وهذا هو ما يخبئه الأمل النفيس ولا يبوح به الخيال وصار من الملائم أن نلملم الماضي ونطويه ونرميه وليذهب المستقبل الى حيث يشاء فنحن جادّون في المطاردة وقريبون من النجاح والعذاب …
قريبون كالعذاب البليد العابث المثابر غير المناسب وأمام الزمان وجهاً لوجه كالفوضى الراقية الفاتنة الغافلة التي تمتطي الغالبين والمغلوبين والمحبّين البخلاء والجذور الأنانية الأسيرة تستغيث بالذاكرة الماكرة الأبدية كالجنون العاجزالذي لم يبقَ له الّا الصدق الوحيد العادل المنزعج كالموسيقا التي لا بدّ أن تبقى ناقصة وكالواقع الذي جرَّب نفسه نفسه سابقاً وسمح بالانحراف الى النسيان المزخرف الذي سيخضع للانهيار حيناً بعد حين حتى تأذن الأقدار بفتح الملاجئ الزئبقيّة بأمانٍ رهيبٍ وجيعٍ بعيد الخيال كلا فاللحظة لا يمكن الركون اليها وهي تسعى وتتجوّل في أيام إجازة الحضارات والحمام الزاجل والبلاهة على وشك الضحك الثقيل المخنوق في أفق الانتظار المشبوه ولا يراه احد ثم يأتي دور
الغموض الذي يلفّ نفسه على الخارطة التجريديّة ويختفي مخلّفاً وراءه أسراباً من الأسئلة التي تضيق ذرعاً بالوطن والأحفاد والسنوات الكبيسة والدموع الأخرى والضلوع القصيرة التي يرتجف فيها أطفال الأوقات العشوائية وتلتبس المصالحة على الليل والوعود ذات المساحات المنفلتة مثل ذاكرة غمرتها المرايا الجوفيّة كما انّها مثل البضائع الانتحارية التي تفرض نفسها على سجناء المخلّفات العقليّة الذين يريدون زيادة مخزونهم النفسيّ عملاً بنصيحة طبّاخ مستقل متخصّص بالأشباح الحميدة عند وجه الصباح حيث يلتذّ الناس بالغيبوبة المختلسة بينَ بينَ وقد نشعر بالمعاني وهي تطفو بلا أمواج لاهثة وتمضي الساعات كقطيعٍ من الدوائر وحين أغلق الحساب حصل لنا أنْ وجدنا معنا وقتاً كثيراً وقلنا في انفسنا لعلّنا ننتفع بذلك في بيعه على الشعوب المحتاجة أو ندسّه في أكياس الشحّاذين الذين سيحتارون به وننام نحن رَغداً في بالٍ يخلو من الوقت الضعيف وقد توقّفت أنفاسُ المسافات والطيور المراهقة يائسة من تسلّق الهواء والحريّة بلا اختيار ولا كرامة ولا طعام والنار تُريق
الأنخاب المضمونة والمعاناة مشغولة بترويض السعادة وأفٍ لكِ من ذكريات المرايا ومرايا الذكريات ويصير الألم ضرورياً وهنا يتناوب في صليل العظام والحركة الداكنة التي تغوص في اضطراب لا يستطيع الهرب بين المرايا ذات الدرجات العليا من الخطورة الكثيفة المحايدة وبين الآهات التي يعيقها المفسّرون المعتادون على الخوف الذي هو أحد جرائم الحياة البطيئة بل الخوف هو المسؤولية الصامتة للجميع وقد تبخّرنا نحن من دمعة واحدة ولا نندمل حين تساقطت الطبيعة من أيدينا منذ جنازة انكيدو وهذا هو المعنى البطئ الذي طابتْ له أخيراً الخلوة مع العنقاء والكفاف التاريخي وشكوك النجاح المؤقت للمستقبل الذي يأتينا بالتجزئة وتنفتح علينا أنواع الأساطير كالثعالب الزاهدة التي تبتسم في تراتيل القصص والنزوات الهجينة وقلق الحاجات والرموز الأخرى حيث تعترض الثعالب على أسعار الفراء والرفق المتأخر عن القضاء والقدر ولا يدافع عن الحريّة الّا الحريّة وهؤلاء هم مؤسسو الفقر العراقيّ الذي هربوا مع أبطال القصص الى مقاهي بغداد وهاهي
الألغاز القديمة تغمرها الحلول والزمان المباغِت يخلط الحوادث في ألعاب الدمى للطفولة الطويلة ويدفع بها الولعُ الى النهايات العديدة الآن وهاهنا وعن طيب خاطر فوريّ لأجراس العفويّة للشعب المأهول بالحكايات المتقاطعة والمتجاذبة في أشباه العوائل والصداقات المرتجلة من غير أسباب ملعونة متكافئة الدلائل وعبادات الدبلوماسية الغاضبة على شيء مجهول سيكون من مزعجات الليالي العسكريّة التي ملأتها الجنائز الدفاعيّة العميقة التهذيب والتي التهمتْ جرعة عجيبة من الطوباويّة العذراء غير المسبوقة وتتغلّب علينا الوجوه التي ترسّبتْ فيها الأقنعة البالية من الداخل ويستمرّ انفراط العقد وخلال ذلك كان الصدى يدافع عن الكنوز والشاعر يعبّئ شتائمه متمنياً لو يكون له توأم من هذه الكلمات العربيّة التي يوجّه لها أصابع الاتهام في تفعيلات خماسيّة لها أشداق مترادفة على نطاق واسع تسبقنا الى الأقدار ثمّ نحو لحظة يتشوّش فيها المصير ذائع الصيت كالفولكلور الذي تورّطت فيه الجماهير الحسّاسة في الليل ودعِ الألوان ترشدك الى المراعي كما الالحان تعبر الفوغا قبل الجنون وتطير أشباه الأصوات اكثر من ذلك.
فهل استولتْ علينا الأسئلة الكامنة في الديون المجهولة في التثاوب الرسميّ على رؤوس الأشهاد وهلمَّ جرّاً ودليلاً على جدارة التاريخ غير المرئيّ والضروريّ مثل أيّ أمر آخر يقبل الطيّ والنشر وعبور حقول النسيان والالتزام المعقَّد بالخوف الذي لا يستطيع الهرب من المسؤولية أما الشِراك المتراخية واصطياد الآمال فهي مُحاطة بألوان سنجد مذاقها بعد حين حيث الأدلّة الكثيفة ترتجف ومشغولة بالعتبات وكيفيّة السماح للموسيقا الوشيكة بالعبور الى السلام والدماء المذعورة وترضية الذاكرة بأشباه النسيان الحديث الإيقاع الذي يجاهد حثيثاً في أن يستطيل مثل خمرٍ مسلوبة الإرادة أو مثل براءات الاختراع المتراكمة كالهزيمة والنصر وما بينهما في المرايا الباردة الزاحفة نحو الناس الذين مازالوا ينخرطون في الدوافع الطارئة ويتراجعون أملاً في مقترحات مختلطة الجذور أو في العبارات التي تمتصها الأوراق وانت يا انت هل ستكون منهوباً مثل اشرعة الذكريات وتصير المواهب شريكاً لنا كالمعجزة التي نتعجب منها كما لو ان الجمال المستقل يسترسل نابضاً بأنفاسه العميقة و ان البرق يلهو وهو يفضح عيون الظلام ونحن نتمادى في الندم واسراب الغبار ورطوبة الحشرات حين نشات أولى القيثارات المعقوفة التي التصق بالحانها اللصوص والاستبداد وشهوات الحق الروماني وألعاب اللهب والجليد الأزرق الشاحب وتزدحم الوصايا بالسواد العريض الناعم وتتهيّأ الالات لتحرير الالحان قبل الأخيرة وتكون السقوف تشير الى الموادّ الاوليّة أمام السماع الّلامتناه ولن تعوزنا نرجسّية الاضداد ولا موسيقا الزفاف وهذا الغموض الأليم في الوطن ومراياه حيث ينمو الصراع والإخلاص الجوهريّ وتعرض الارضُ كنوزها والمثالب للعالم ثم تغوص الأشياء في اسفنج السياسة وفي الانتظار الخالد الذي يحرس الحياة حيث خميرة الدنيا وآدم أسقط سرته سريعاً بعيداً والاساطير سابحة خلف المرايا وهي التي تقوم بتكميل وتوزيع الذكريات على اللاعبين

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

بروتريه: فيصل السامر.. قامة شامخة علماً ووطنيةً

موسيقى الاحد: 250 عاماً على ولادة كروسيل

الحكّاء والسَّارد بين "مرآة العالم" و"حديث عيسى بن هشام"

في مجموعة (بُدْراب) القصصية.. سرد يعيد الاعتبار للإنسان ودهشة التفاصيل الصغيرة

شخصيات اغنت عصرنا.. الملاكم محمد علي كلاي

مقالات ذات صلة

الكاتب يقاوم الغوغائية والشعبوية والرقابة
عام

الكاتب يقاوم الغوغائية والشعبوية والرقابة

أدارت الحوار: ألكس كلارك* ترجمة: لطفية الدليمي يروى كتابُ مذكرات لي ييبي Lea Ypi ، الحائز على جائزة، والمعنون "حُرّة Free" تجربة نشأتها في ألبانيا قبل وبعد الحكم الشيوعي. أما كتابُها الجديد "الإهانة indignity"...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram