متابعة / المدى
يثير الاتفاق التجاري الإطاري الذي أُعلن عنه بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، يوم الأحد، ردود فعل متباينة في عواصم الاتحاد، بين مؤيدين حذرين ومنتقدين صريحين، أبرزهم فرنسا التي وصفته بـ«الإذعان» الأوروبي لواشنطن.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، في منشور عبر منصة «إكس» يوم الاثنين: «إنه ليوم قاتم، قرر فيه تحالف شعوب حرة مجتمعة لتأكيد مبادئها والدفاع عن مصالحها، الإذعان». وجاءت تصريحاته بعد الإعلان عن اتفاق ينص على فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 15% على معظم السلع الأوروبية، مقابل التزام أوروبي بشراء منتجات طاقة أميركية بقيمة 750 مليار دولار، والاستثمار بـ600 مليار دولار داخل الولايات المتحدة.
إيطاليا ترحب بتحفّظ
رحّبت الحكومة الإيطالية بالاتفاق، معتبرة أنه يجنّب اندلاع حرب تجارية، لكنها أبدت حذراً بانتظار التفاصيل. وقال وزير الخارجية، أنطونيو تاياني، إن الاتفاق «ينهي مرحلة من عدم اليقين»، مؤكداً أن الحكومة ستدرس تفاصيله بعناية.
من جانبها، وصفت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني الاتفاق بأنه «أمر إيجابي»، لكنها قالت من أديس أبابا، حيث تشارك في قمة للأمم المتحدة حول الأمن الغذائي، إنها لن تصدر حكماً نهائياً قبل الاطلاع على كامل بنوده.
وأصدر كل من ميلوني وتاياني ونائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني بياناً مشتركاً أكدوا فيه أن الاتفاق «يضمن الاستقرار ويجنّب الغرب عواقب لا يمكن التنبؤ بها»، معتبرين أن الرسوم الجمركية المفروضة «يمكن تحمّلها». كما أبدوا استعدادهم لتفعيل إجراءات دعم وطنية للقطاعات الاقتصادية المتضررة، داعين إلى تحرك مماثل على المستوى الأوروبي.
ألمانيا تعتبره تفادياً للتصعيد
بدوره، أعرب المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، عن ترحيبه بالاتفاق، واصفاً إياه بأنه «يجنب تصعيداً غير ضروري في العلاقات التجارية عبر الأطلسي». وأضاف في بيان صحفي أن بلاده تمكّنت من الحفاظ على مصالحها الأساسية، رغم تمنيه رؤية المزيد من التسهيلات.
وأكد ميرتس أهمية الاتفاق بالنسبة لقطاع صناعة السيارات، مشيراً إلى خفض الرسوم الجمركية من 27.5% إلى 15%، وهو ما اعتبره «أمراً بالغ الأهمية».
رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، دافعت عن الاتفاق واصفة إياه بأنه «أفضل ما كان يمكن الحصول عليه» في ظل تهديدات أميركية بفرض رسوم بنسبة 30%. وأوضحت أن الاتفاق يشمل رسومًا بنسبة 15% على معظم السلع الأوروبية، بما فيها السيارات وأشباه الموصلات والمنتجات الدوائية.
وفي ردها على سؤال حول ما إذا كانت هذه النسبة تمثل صفقة جيدة لمصنعي السيارات الأوروبيين، أجابت فون دير لاين: «15% ليست رقماً سهلاً، لكنها تبقى أفضل خيار ممكن في ظل الظروف».
وسجّلت الأسواق الأوروبية ارتفاعاً ملحوظاً، إذ بلغت الأسهم أعلى مستوياتها في أربعة أشهر، مدفوعة بارتفاع أسهم قطاعي السيارات والأدوية، غداة الإعلان عن الاتفاق وقبل انتهاء المهلة المحددة في الأول من آب/أغسطس، والتي كانت تهدد باندلاع حرب تجارية واسعة.










