بغداد / المدى
تواصلت في أربيل، أمس الاثنين، تداعيات الهجمات المتكررة بالطائرات المسيّرة التي استهدفت منشآت حيوية في إقليم كردستان، مع تصاعد الضغوط على الحكومة الاتحادية لإعلان نتائج التحقيق، في وقت سلّمت فيه سلطات الإقليم ملفاً أمنياً متكاملاً يتضمن أدلة مصوّرة ومعلومات عن الفصائل المشتبه بها، وسط تعهد رسمي من بغداد بملاحقة الجناة.
وكشف عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، وفا محمد كريم، أن حكومة الإقليم سلّمت اللجنة التحقيقية المكلفة بمتابعة الهجمات ملفاً يتضمن «صوراً، فيديوهات، أسماء الألوية والفصائل وتحركاتها، ومواقع الاستهداف». وأكد أن مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي تسلم هذه المعلومات خلال زيارته الحالية لأربيل.
ورغم ما وصفه كريم بالتعاون الأمني، أعرب عن شكوكه في إعلان نتائج التحقيق بشفافية كاملة، مرجعاً ذلك إلى «الضغوط الخارجية»، التي قد تدفع الحكومة الاتحادية نحو «إعلان تفاصيل جزئية فقط دون الجرأة على كشف كل شيء للرأي العام»، حسب تعبيره.
وفي تطور لافت، عقدت اللجنة الأمنية المشتركة، برئاسة الأعرجي، اجتماعاً أمنياً رفيعاً مع حكومة الإقليم وأجهزتها المختصة، جرى خلاله استعراض طبيعة الهجمات والمعلومات المتوفرة، وانتهى بتوصيات سترفع إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وجدد الأعرجي تأكيد رئيس الوزراء على أن «أمن كوردستان جزء لا يتجزأ من أمن العراق»، مشدداً على أن الأجهزة الأمنية المختصة «تواصل تحليل المعلومات المتعلقة بالأعمال التخريبية التي استهدفت المنشآت النفطية».
وقال الأعرجي، في تدوينة على منصة «أكس»، إن «الهجمات تمثل استهدافاً مباشراً للاقتصاد الوطني، وإساءة لسمعة العراق محلياً وإقليمياً ودولياً»، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية «ستصل إلى الجناة الحقيقيين ويُحالون إلى القضاء العادل»، داعياً إلى التكاتف الوطني لحماية السيادة، ومشدداً على أن «قوة إقليم كوردستان من قوة بغداد».
وفي مؤتمر صحفي مشترك، سبق الاجتماع الأمني، قال وزير داخلية الإقليم ريبر أحمد «إن كوردستان لن تبقى صامتة» إزاء استمرار الهجمات، مؤكداً أن «بغداد لم تتخذ أي خطوات فعلية حتى الآن، رغم امتلاكها نتائج تحقيق أولية».
وكانت لفتة رمزية قد أثارت الاهتمام صباح أمس، حين قال الوزير أحمد لمستشار الأمن القومي لحظة استقبالهما في مطار أربيل: «استقبلنا ضيفاً أيضاً صباحاً… طائرة مسيّرة»، في إشارة مباشرة إلى سقوط إحدى المسيّرات المفخخة في ناحية رزكاري، دون تسجيل خسائر بشرية، تزامناً مع سقوط طائرة أخرى في قرية كوركوسك.
شهد صباح أمس الاثنين سقوط طائرتين مسيرتين مفخختين ضمن حدود قضاء خبات، ما زاد من حدة التوتر الأمني، خصوصاً في ظل التزام بغداد الصمت بشأن تحديد الجهات المسؤولة عن هذه الهجمات، التي طالت مواقع نفطية ومناطق مدنية، وأحدثت أضراراً في البنية التحتية.
تصاعد هجمات المسيّرات على الاقليم.. بغداد تتسلم أدلة شاملة وتعد بكشف الجناة

نشر في: 29 يوليو, 2025: 12:04 ص









