علي حسين
دفاعها عن المرأة العراقية وصراحتها، هي التي فتحت باب جهنم على المحامية زينب جواد، وهناك أيضاً موضوعة قانون الاحوال الشخصية الذي اعتبره البرلمان انجازا تاريخيا، يعادل التطور الذي حصل في سنغافورة واليابان، وقد وقفت زينب جواد بكل شجاعة لتفضح المستور وراء اعتماد مثل هذه القوانين التي تسعى للنيل من مكانة المرأة في المجتمع، الأمر الذي دفع البعض الى اتهامه بالكفر والفسق، وتقف وراء الاتهام جهات سياسية لا تتحمل الخوض في المستقبل، فأخرجت فتاوى الإقصاء والتحريم لتمنع الأفكار الجديدة من أن تنتقل عدواها الى مجتمع يريد له البعض من اصحاب الأمر والنهي أن يعيش في العصور الوسطى من اجل ان يبقى المواطن كارها لمتع الحياة التي يسعى ساستنا لان تكون حكرا عليهم، فنرى العديد من السياسيين يتباكون على الفضيلة والاخلاق، لكنهم بالمقابل يساهمون في تضخم حالة الفساد. فساد في الشارع، في مؤسسات الدولة، وبين أعلى مستوى في النخب السياسية.. هذه الازدواجية دفعت زينب جواد أن تدينها وتسخر منها خلال منهج قانوني وطني، في المقابل كان هناك من يسعى إلى احتكار الحق في التفكير والسلوك، مثلما يحتكر الحق في التلاعب بمصائر العراقيين وأمنهم وثرواتهم
أدركت المحامية زينب جواد أننا يجب أن نعيش عصر المستقبل، هذا المستقبل الذي لا يمكن بناؤه بأفكار معاد تصنيعها من منتجات الماضي. ولهذا واجت قوى سياسية "نفعية" مازالت مشدودة إلى الماضي، وغير قادرة على إدراك أن المستقبل، بالنسبة لنا، أهم من الماضي. ولهذا كان لا بد من عقوبتها، مرة عن طريق نقابة المحاميين والسبب كما اخبرتنا النقابة ذات يوم ان هذه المحامية خالفت "قواعد السلوك المهني للنقابة"، طبعا لا أحد يعرف ما هي قواعد السلوك المهني التي تتبعها النقابة، لكننا نعرف ان البعض في النقابة يطمح في الحصول على كرسي البرلمان حتى وان كان ذلك على حساب استقلالية النقابة .
سيقول البعض يا رجل هل شاهدت الصور التي تم تسربيها من قبل الجيوش الالكترونية والتي حصلوا عليها كما ورد في الاخبار عن طريق جهاز امني يفترض ان مهمته حماية الناس، لكننا للأسف نعيش في غابة، الكلمة فيها لمن يملك السلاح.
للاسف نعيش اليوم في ظل جهات سياسية تصر على ممارسة دور حراس الفضيلة والاخلاق، لا تؤمن بأن العالم تغير وأصبحت الدنيا غير الدنيا، فهم مازالوا مصرين على أن أي تفكير حر ومخالف هو ملعون في الدنيا والآخرة، جهات سياسية لا تعرف أن المتمردين على السمع والطاعة هم الذين يغيّرون الأفكار والمجتمعات، ولهذا ستنتصر زينب جواد وهي تخوض معركتها النبيلة امام جيوش الظلام، وستصبح رمزا عراقياً.










