TOP

جريدة المدى > سياسية > منظمة دولية: عوامل اقتصادية وبيئية واجتماعية تدفع عراقيين للهجرة

منظمة دولية: عوامل اقتصادية وبيئية واجتماعية تدفع عراقيين للهجرة

74% منهم للبحث عن فرص عمل وحياة أفضل

نشر في: 30 يوليو, 2025: 12:09 ص

 ترجمة: حامد أحمد

 

أشار تقرير جديد لمنظمة الهجرة الدولية (IOM) إلى أن هناك أسبابًا رئيسية عدة تدفع فئات من شريحة المجتمع العراقي للهجرة خارج البلاد بشكل مؤقت أو دائم، تمثلت بسوء الظروف المعيشية والبحث عن وضع أفضل بنسبة بلغت 74 %، أو لمغادرة حالات الحرب والتوترات بنسبة 67 %، أما بالنسبة للمهاجرين المحتملين المغادرين لأسباب دراسية فقد بلغت نسبتهم 87 %.

 

وتذكر المنظمة الدولية في تقريرها الصادر في 20 تموز 2025، الذي حمل عنوان «عوامل متداخلة للهجرة في العراق: دوافع أمنية واقتصادية وبيئية»، أن قرارات الهجرة نادرًا ما تنبع من سبب واحد، حيث توجد عدة دوافع مترابطة، فقد أشار معظم المهاجرين خلال استطلاع أُجري معهم إلى عوامل متعلقة بظروف المعيشة والأمن والبحث عن فرص عمل أو الدراسة، بوصفها من بين الأسباب الرئيسية، فضلًا عن تأثيرات العوامل المناخية والبيئية التي أثرت سلبًا في مجتمعاتهم.
فيما يخص المهاجرين الذين استقروا بالفعل خارج العراق، فإن الدوافع الأساسية للهجرة شملت سوء ظروف المعيشة في العراق، بما في ذلك الحصول على الخدمات والسكن الملائم، بنسبة (74 %)، وتبعات الحرب والظروف الأمنية بنسبة (67 %)، أما البحث عن العمل فقد بلغت نسبته (46 %). بالإضافة إلى ذلك، هناك من غادر العراق من أجل لمّ الشمل مع أسرهم أو الزواج، وبلغت نسبتهم (15 %)، وأشار عدد قليل من المشاركين إلى الأحداث البيئية البطيئة الظهور المرتبطة بالبيئة كأحد أسباب الهجرة أو الظروف المناخية القاسية، وبلغت نسبتهم 4 %.
أما بالنسبة للمهاجرين المحتملين المغادرين، فقد كان السبب الرئيسي لمغادرة العراق هو الدراسة، وبلغت نسبتهم (87 %)، يليه نقص فرص كسب العيش بنسبة (24 %)، ثم تحقيق ظروف معيشية أفضل في البلد المقصود بنسبة (19 %). أما بالنسبة للمهاجرين المحتملين القادمين الذين كانوا خارج العراق لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، فإن زيارة الأقارب شكّلت نسبة (76 %)، والسياحة أو قضاء عطلة شكّلت نسبة (60 %)، حيث كانت الأسباب الرئيسية لتواجدهم خارج العراق.
وتعلقت عوامل أخرى بالوضع الأمني والاقتصادي والثقافي والبيئي في العراق، حيث سعى 10 % من المشاركين للحصول على صفة لاجئ، أو غادروا بحثًا عن فرصة عمل، أو بسبب العادات والثقافة في العراق.
وذكر نسبة مماثلة (9 %) الأحداث البيئية البطيئة الظهور كسبب للهجرة. من جانب آخر، أشار قسم من المشاركين في الاستطلاع إلى أن تحديات الوظائف ذات الأجور المنخفضة ورغبتهم في مستقبل أفضل هي ما دفعتهم للتفكير بالهجرة، ورغم أنهم كانوا يعملون، فإن دخولهم لم تكن كافية لإعالة أسرهم أو حتى أنفسهم. وقال أحد المشاركين: «السبب الذي جعلني أرغب في الهجرة هو أن دخلي لم يكن كافيًا، لم يكن يصمد حتى نهاية الشهر، ولم يكن لدي أي مصدر دعم آخر».
وخلال الفترة ما بين 1 أيلول 2024 و30 كانون الثاني 2025، أجرى مؤشر حركة الهجرة والنزوح (DTM) التابع لمنظمة الهجرة الدولية استطلاعًا عشوائيًا شمل 4,813 شخصًا كانوا يعبرون نقاط حدود برية بين العراق ودول مجاورة شملت إيران وسوريا وتركيا. ومن بين هؤلاء المسافرين كان هناك 282 شخصًا من المهاجرين العراقيين المقيمين في الخارج، و23 شخصًا من المهاجرين العراقيين المحتملين الذين ينوون مغادرة البلاد لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر أو أكثر. وأشارت المنظمة الدولية في تقريرها إلى أن المحافظات الرئيسية التي ينحدر منها المهاجرون العراقيون شملت كلًا من بغداد ونينوى ودهوك وأربيل.
بالإضافة إلى ذلك، غادر المهاجرون المحتملون من محافظتي واسط وبابل أيضًا. مبيّنة أن غالبية المهاجرين من إقليم كردستان كان دافع الهجرة لديهم هو الحصول على فرص عمل وتحسين وضعهم المعيشي، في حين أشار المهاجرون القادمون من محافظات شمال ووسط البلاد إلى أن ظروف الحرب والتوترات الأمنية، إلى جانب سوء الظروف المعيشية، هي الدوافع الرئيسية للهجرة لديهم. وأشار المشاركون من منطقة وسط وجنوب العراق إلى أن سوء ظروف المعيشة والعوامل المرتبطة بالعمل هي ما دفعتهم للهجرة.
أما بالنسبة للمهاجرين المحتملين المغادرين، فكانت الدراسة هي الدافع الرئيس للهجرة عبر مختلف المحافظات، مع بعض الاستثناءات، فقد كانت سبل العيش من العوامل الشائعة التي أشار إليها مشاركون من واسط وبابل، بينما أشار أولئك القادمون من ديالى وبغداد إلى ظروف المعيشة كسبب للهجرة، كما غادر القادمون من نينوى من أجل الدراسة في الخارج وطلب اللجوء والعمل.
أما ما يتعلق بالفترات الزمنية التي شهدت مغادرة عراقيين للبلاد، فإن الفترة المحصورة ما بين عامي 2014 و2017 كانت أسباب الحروب والتوترات الأمنية وظروف المعيشة الصعبة بسبب تنظيم داعش هي الدوافع الرئيسية للهجرة. وعلى النقيض من ذلك، فإن أولئك الذين غادروا من أجل لمّ شمل الأسرة كانوا قد غادروا البلاد قبل عام 2011، في حين أن الذين غادروا للدراسة في الخارج هاجروا بشكل رئيسي منذ عام 2015.
وبالنسبة للبلدان والجهات المقصودة، فقد استقر المهاجرون الذين شملهم الاستطلاع في تركيا، وكذلك في ألمانيا والمملكة المتحدة وفنلندا.
وإن الذين غادروا العراق بسبب الحرب والنزاع أو التعليم استقروا في تركيا، أما أولئك الذين هاجروا بسبب ظروف المعيشة الصعبة أو من أجل العمل أو لمّ الشمل فقد استقروا في بلدان أوروبية، بينها المملكة المتحدة وألمانيا وفنلندا.
يُشار إلى أن 7 % من المهاجرين كانوا قد نزحوا داخليًا في العراق قبل هجرتهم. ولهذا، فإن الجهود الرامية إلى تعزيز السلام والاستقرار، وحماية الفئات المهمشة، وتعزيز تقديم الخدمات، ستساعد في معالجة الظروف السلبية التي تدعو إلى الهجرة، فضلًا عن تحسين ظروف العمل وتوفير فرص عمل للعاطلين.
عن ريليف ويب الدولي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء المقبل مُلزَم بأخذ رأي
سياسية

رئيس الوزراء المقبل مُلزَم بأخذ رأي " الإطار " بكل صغيرة وكبيرة ولا يشارك بالانتخابات

بغداد/ تميم الحسن تعمّقت الخلافات داخل "الإطار التنسيقي" إلى حدّ دفع بسقف التوقعات حول حسم اسم رئيس الوزراء المقبل إلى صيف 2026. وفي ظل هذا التأخير، يواصل التحالف الشيعي البحث عن شخصية يمكن "ضبط...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram