بغداد/ داود العليكررت الأجهزة الأمنية العراقية مشهد جمعة الغضب في الخامس والعشرين من شباط الجاري، حين واصلت اعتقال وملاحقة وضرب نشطاء الفيسبوك وصحفيين على خلفية المشاركة في تظاهرة يوم الندم أمس الاثنين.
وتجددت التظاهرات في ساحة التحرير أمس للمطالبة بإقالة مجلس بغداد، بينما منعت القوات الأمنية البث المباشر للتظاهرات الاحتجاجية التي دعت إليها مجموعات شبابية وأطلقت عليها "يوم الندم" إحياءً للذكرى الأولى للانتخابات النيابية.ودعت تلك المجموعات المتظاهرين إلى تلوين أصابعهم التي غطسوها في حبر الانتخابات قبل عام باللون الأحمر، تعبيرا عن ندمهم. وحثت المجموعات المشاركين على التظاهر السلمي وعدم الانقياد إلى صِِدامٍ مع رجال الأمن والتمسك بشعارات التظاهرة.لكن الإجراءات الأمنية المشددة التي شهدتها بغداد وجدها مراقبون مبالغاً فيها ما دامت التظاهرة سلمية ولم تؤثر أبداً على الحياة العامة في بغداد.في وقت لاحقت دورية من الجيش العراقي صحفيين اثنين وحاصرتهم في طريق فرعي وسط شارع السعدون، وهم الشاعر والكاتب احمد عبد الحسين والسينمائي والصحفي علي السومري.وحشر الجنود عبد الحسين والسومري في عربة همر بعد أن عصبوا عيونهم واقفلوا أجهزة الهاتف النقال واتهموهم بالتحريض على التظاهرة.ورغم إبلاغهما القوة العسكرية بأنهما صحفيان يعملان في جريدة الصباح لكن الجنود أصروا على الاحتجاز الذي دام قرابة الساعة لتنتهي باعتذار من قبل ضابط قال إن الاعتقال تم عن طريق الخطأ. وكان السومري وثلاثة صحفيين عراقيين وهم هادي المهدي وحسام السراي وعلي عبدالسادة اعتقلوا بعد تظاهرة 25 شباط وتم ضربهم بشدة واقتيادهم إلى سجن في بغداد حيث دام احتجازهم قرابة عشر ساعات.وابلغا عبدالحسين والسومري المدى أمس أن تصرفات الأجهزة الأمنية غير مقبولة و تثير القلق والخوف من انهيار الحياة المدنية في العراق، مطالبين بإجراء تحقيق رسمي في حالات الانتهاك التي يتعرض إليها المواطنون والصحفيون على حد سواء. وفي تطور آخر، لاحقت قوة عسكرية أخرى ثلاثة من نشطاء تجمع شباب شباط على الفيسبوك وهم معن سامر اسماعيل وعلي صيهود وعلي عبدالزهرة في شارع السعدون وتم اعتقالهم على خلفية المشاركة في تظاهرة يوم الندم ببغداد.وقال بيان للتجمع تلقت المدى نسخة منه أمس إن القوى اعتقلت الشباب الثلاثة بعد عودتهم من تظاهرة ساحة التحرير.وطالب البيان الجهات الحكومية بإطلاق سراحهم فورا، مؤكدا حرص التجمع على سلمية الاحتجاجات وضمان سير النظام وتطبيق القانون. وعرف نشطاء الفيسبوك بدورهم في منع الاحتكاكات السلبية مع أجهزة الأمن، بينما يقول زملاء للناشطين الثلاث بأنهم كانوا يوزعون الورود على عناصر الأمن المحتشدين حول التظاهرة.وكان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق آد ميلكرت أعرب في وقت سابق عن قلق المنظمة الدولية من وقوع العديد من الحوادث التي تنطوي على انتهاكات لحقوق الإنسان والتي مورست بحق المتظاهرين. وقال ميلكرت إن الانتهاكات تنطوي على استخدام قوات الأمن القوة على نحو مفرط، الأمر الذي نجم عنه مقتل عدد من المواطنين وإصابة آخرين بجروح، إضافة إلى تقييد حرية وسائل الإعلام وتعرض بعض المنظمات الإعلامية للهجوم، فضلاً عن تعرض مواطنين وصحفيين بوجه الخصوص للاعتقال والاحتجاز.
حملة اعتقالات لنشطاء "التحرير" واحتجاز صحفيين في يوم الندم
نشر في: 7 مارس, 2011: 10:04 م