TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > أسر غزة تكافح لإيجاد ما يكفي من طعام للبقاء على قيد الحياة

أسر غزة تكافح لإيجاد ما يكفي من طعام للبقاء على قيد الحياة

نشر في: 3 أغسطس, 2025: 12:01 ص

 متابعة / المدى

كل صباح، تستيقظ عائلة فادي صُبْح (30 عامًا) في خيمتهم بقطاع غزة على نفس التساؤل مع زوجته عبير: كيف سيعثرون على طعام لهم ولأطفالهم الستة الصغار؟
أمامهم ثلاثة خيارات: قد يفتح مطبخ خيري أبوابه ليتمكنوا من الحصول على قدرٍ من العدس المائي، أو يمكنهما محاولة التدافع وسط الحشود للحصول على بعض الطحين من شاحنة إغاثة عابرة، أما الخيار الأخير فهو الاستجداء للحصول على طعام. ولكن إذا فشلت كل هذه الخيارات، فإنهم ببساطة سيقضون يومهم بلا طعام. وهذا يحدث كثيرًا في هذه الأيام، إذ ينال الجوع من طاقتهم وقوتهم وأملهم. وضع عائلة صُبْح، التي تعيش في مخيم لاجئين ساحلي غرب مدينة غزة بعد أن نزحت عدة مرات، هو نفسه وضع العائلات في جميع أنحاء هذا القطاع المنكوب بالحرب.
يقول عمال الإغاثة إن الجوع ازداد طوال الأشهر الـ22 الماضية بسبب القيود المفروضة على المساعدات. لكن خبراء الغذاء حذّروا في وقت سابق من هذا الأسبوع من أن «أسوأ سيناريو للمجاعة يحدث حاليًا في غزة».
فرضت إسرائيل حصارًا كاملاً على الغذاء والإمدادات الأخرى لمدة شهرين ونصف ابتداءً من آذار، وقالت إن الهدف هو زيادة الضغط على حركة حماس للإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم. ورغم استئناف تدفق المساعدات في أيار، إلا أن الكمية الواردة لا تمثل سوى جزء مما تقول منظمات الإغاثة إنه ضروري.
كما أن انهيار النظام العام لنظام الإغاثة جعل من المستحيل تقريبًا إيصال الغذاء بأمان، والكثير من المساعدات التي تصل يتم تخزينها أو بيعها في الأسواق بأسعار باهظة.
ومع عدم حصول عائلة صُبْح على طعام، أو عدم وجود ما تبقى من طعام اليوم السابق، تخرج زوجته عبير لتتسوّل شيئًا لوجبة الإفطار. وأحيانًا يعطيها الجيران أو المارة بعض العدس، وأحيانًا لا تحصل على شيء. تعطي عبير ابنتها الصغيرة، هلا، ماءً من زجاجة إرضاع الحليب. وعندما تكون محظوظة، يكون لديها عدس تطحنه إلى مسحوق وتخلطه بالماء. تقول عبير: «اليوم الواحد الذي يمر علينا يبدو وكأنه مئة يوم، بسبب حرارة الصيف والجوع والضيق». يقول فادي إن المطبخ الخيري يفتح تقريبًا مرة في الأسبوع، ونادرًا ما يكون الطعام متوفرًا ولا يكفي الجماهير المحتشدة، وإنه غالبًا ما ينتظر طوال اليوم ثم يعود بلا شيء، مشيرًا إلى أن الأطفال ينامون جائعين من دون طعام. كان فادي يذهب سابقًا إلى منطقة في شمال غزة حيث تصل شاحنات الإغاثة، وهناك تتدافع حشود ضخمة من الناس اليائسين حول الشاحنات لتفريغ حمولتها من الغذاء. وغالبًا ما يطلق الجنود الإسرائيليون النار عليهم، بحسب شهود عيان. وقد أُصيب فادي برصاصة في ساقه الشهر الماضي، وهذا أضعفه كثيرًا عن محاولة القفز إلى الشاحنات والتدافع، لذا أصبح يكتفي بمحاولة الحصول على الطعام من المطابخ الخيرية.
أحيانًا تذهب زوجته عبير بنفسها إلى منطقة زكيم، مع ابنها يوسف البالغ عشرة أعوام، حيث إن أغلب الحشود هناك من الرجال. وتقول: «أحيانًا أتمكن من الحصول على طعام، وفي كثير من الحالات أعود خالية اليدين».
وإذا لم تنجح، فإنها تناشد وتستجدي آخرين للحصول على شيء من الطعام، وكثيرون يستجيبون لها، وتحصل على كيس صغير من الطحين لتخبزه للأطفال.
وقد أصبحت عبير وابنها يوسف وجهين مألوفين هناك. ويقول أحد الرجال الذين يداومون على انتظار الشاحنات إنه غالبًا ما يرى عبير تكافح من أجل الحصول على الطعام، فيعطيها بعضًا مما يحصل عليه، ويقول: «إنهم فقراء وزوجها مريض. كلنا جائعون وكلنا بحاجة إلى الطعام». تقول عبير إنها أصبحت ضعيفة، وغالبًا ما تشعر بالدوار عندما تكون في الخارج بحثًا عن طعام أو ماء.
وتمضي بقولها: «أنا متعبة. لم أعد أستطيع، وإذا استمرت الحرب، أفكر في إنهاء حياتي. لم يعد لي أي قوة أو طاقة».
عن أسوشييتد برس

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

واشنطن تربط انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة بمشاركة أوروبية في قوة دولية

واشنطن تربط انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة بمشاركة أوروبية في قوة دولية

متابعة/ المدى أفادت مصادر مطلعة لموقع "أكسيوس" بأن مسؤولين أمريكيين أبلغوا دبلوماسيين أوروبيين بأن الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة مرهون بإرسال الدول الأوروبية جنودا لدعم "قوة الاستقرار الدولية" أو دعم الدول المساهمة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram