TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى ومعهد غوته يستضيفان الفنان عقيل خريف وحديث عن الفن والبيئة

بيت المدى ومعهد غوته يستضيفان الفنان عقيل خريف وحديث عن الفن والبيئة

نشر في: 3 أغسطس, 2025: 12:05 ص

 متابعة المدى

قام بيت المدى للثقافة والفنون، بالتعاون مع معهد غوته الألماني، جلسة حملت عنواناً يجمع بين البيئة والفن: “هل يمكن للفن أن يُعيد رسم علاقتنا مع البيئة؟”، أدارها الباحث والأكاديمي معتز عناد، واستضاف فيها الفنان التشكيلي والأكاديمي الدكتور عقيل خريف، أستاذ فن العمارة في الجامعة المستنصرية

ابتدأ الدكتور عناد غزوان الجلسة بالتعريف بالحاضر قائلا : يحترف "د. عقيل خريف" فن التجهيز أو التركيب الذي يعتمد على مواد مختلفة لتجهيز أعمال تشكيلية متنوعة، ورغم اتهامه بالجنون من طرف أقرب الناس إليه، فإنه شق طريقه المحفوف بالمخاطر بنجاح في ما يسمى "فن التركيب". وأضاف ان الفنان عقيل خريف، المتسلح بثقافة علمية اكاديمية بدأها بالحصول على شهادة الدبلوم من معهد الفنون الجميلة ببغداد في العام 2003 وبكالوريوس في الفنون التشكيلية من كلية الفنون الجميلة في العام 2010 ثم الحصول على درجة الماجستير من كلية الفنون الجميلة من جامعة حلوان في جمهورية مصر العربية في العام 2018 ليتوج بعد ذلك جهوده العلمية في الحصول على شهادة الدكتوراه من معهد الفنون والحرف في جامعة صفاقس في الجمهورية العربية التونسية في العام 2023”. واضاف : د. عقيل اهتم بهذا الفن الذي يعد من الفنون الحديثة، وهو الفن الذي أطلق عليه الفنان د. بلاسم محمد جسام عندما الف كتابا بعنوان الفن والقمامة، اي كيف يكون الفن موجودا من خلال بعض المخلفات في الطبيعة أو البيئة، وكيف نشكل فناً صديقاً للبيئة ومعبراً جمالياً، ومعبراً عن هذه البيئة بطريقة أبداعية . أشتغل د. عقيل مع معهد غوتة فترات طويلة، وتخصص في هذا الميدان وله حضورا بارزا في عملية استخدام هذه الخامات في تشكيل العمل الفني الجمالي المتوائم مع البيئة، فالعالم الأن كما تعلمون يبحث في مجال الاستدامة والبيئة، وهي من القضايا المهمة الان التي ينادي بها العالم، لاسيما الدول الاوربية، وهذا يذكرنا أن هذا الفن يتضمن أبداعا كبيرا لأنه يخلط اشياء ليس لها قيمة أو اصبحت غير ذي فائدة، الى عمل تشكيلي وجداري، وهذا يجعلك تتعامل مع المكان وتتفاعل مع هذه المجسمات أو التكوينات الفنية، الأساليب الفنية وكما يقال أن الوصول الى الأسلوب هو الوصول الى الأبداع، لأن الأسلوب هو تعبير الفنان عن ذاته تعبيرا صادقا، وهذا موجود في كل أنواع الفنون في المسرح والسينما والتشكيل، فجواد سليم أختط له أسلوبا، فهو رسام كبير ونحات كبير ولكن إن بقى في الفن المعروف عنه، لم يكن جواد سليم.. ومثل هذه القضايا تذكرنا انها تعتبر ثورة على ما موجود من أساليب دوشامب الذي تعمد في الفن استخدام أساليب، مثل التوقيع على مبولة، ويقول انني أرفض هذا الواقع، وكما تعلمون أن الحروب أحيانا، ولدت نوعا من ردات الفعل، منها ظهور فمختلف.
والأمر ينسحب على الفنان الدكتور عقيل فالمنطقة التي عاشت ظروفا شائكة وصعبة وخاصة العراق، فهو أبن العراق، لذلك فهو نهل الكثير من الأشياء والمرجعيات، وعلى سبيل المثال النحت أخذها، وهذه أصبحت بمجملها من الأفكار التي كانت في داخله، تخرج بأسلوب جديد الذي ينتجه الان.
بعدها تحدث ضيف الجلسة د. عقيل خريف قائلا : بغداد هي الجذر الذي تفرع منه أسلوب دراستي وخطواتي الأولى التي خطت نتاجي الفني من خلال دراستي في المعهد والكلية . ومصر هي محطة مهمة في الانفتاح على طرق اخرى للتفكير والإبداع حصلت من دراستي فيها على درجة الماجستير في فنون التشكيل والعمارة .. أما تونس فهي المحطة الأخيرة التي رأيت نفسي بها كباحث يسير بخطى ثابتة للحصول على شهادة الدكتوراه في التشكيل والعمارة . . بغداد وظف مبدعوها جزء الأحداث والتقلبات التي مروا بها في نتاجهم التشكيلي . وفي مصر كانت الهوية والموروث الحضاري والشعبي حاضر وبقوة في نتاجهم التشكيلي . أما تونس فكانت المدارس الأوربية لها أثر واضح في نتاجهم التشكيلي.
واضاف : أنه بعد الثورة الصناعية كل شيء تغير، وبدأت علاقة الانسان بالأنسان تتغير، مثلما تتغير علاقة الأنسان بالبيئة، والحروب الاولى والثانية جعلت الكثير من الفنانين يأخذون منحن أخر، هو بمثابة إحتجاج على ما مرت به البشرية.
كما اكد عقيل خريف: أن أول من استخدم الخامة خلال سنوات الحرب العالمية الأولى هو دوشامب، عندما قدم عمل الينبوع أو المبولة، الذي كان أحتجاج على الحروب والقتل، وقبل ذلك قدم ماكس ارنست عملا بسيطا عندما أتى بلقا وبقايا صاروخ ووضعه في عمل فني، لكنه لم يثر أهتمام، لكن الذي أثار الأهتمام واحدث تغييرا مفصليا بتاريخ الفن هو دوشامب، بعده جاء جورج براك وبيكاسو، دخلوا خامات كالورق لكنها لم تصنف بيئية بل استعاضة عن اللون.
هذه الفنون نشطت في أمريكا وكان الشعب الامريكي يعيش في وسط عالم إستهلاكي، فذاكرة الفرد الامريكي تعيش بين علب جاهزة. فبادر الكثير من الفنانين طرح مشكلات المجتمع في الفن.
يضيف خريف: بالنسبة لي أعمل في أسلوب معاصر يمثل فنون اليوم التي أتت بها فنون ما بعد الحداثة . تحويل الخامات الصناعية والخردة التالفة إلى أعمال فنية مأخوذة من المشاكل أو الأحداث التي تحيط بي كفرد يعيش في مجتمع يعيش هزات كثيرة على كافة الأصعدة.
وأضاف: أنه اختار الأحذية عندما لم يجد سوى الأحذية البالية والنفايات كي يجسد بها “بشاعة” كي يستعملها في أعماله الفنية، معتبرا أنها أفضل ما يمكن استخدامه لنقل الصورة الحقيقية عن عناصر التنظيم المعروف بـ “داعش”، الذي “قتل وهجر مئات الآلاف في العراق وسوريا وتحدث الفنان خريف عن المعرض المشترك الذي أقامه مع النحات العراقي رضا فرحان «نشيد الفجيعة» مشيرا الى انه وتميز بضم عملين فقط، بواقع عمل واحد لكل فنان. العملان ينتميان إلى ما يعرف بالفن التركيبي، الذي لاقى انتشاراً واسعاً من قبل الفنانين العراقيين، بوصفه الفن الذي يعتمد على عناصر وخامات مستهلكة وبشكل يومي من قبل الجمهور، مما يمنح المتلقي فرصة في النظر للموضوع باعتباره جزءاً منه. ويتناول العملان الواقع الفجائعي الذي مر به العراق على مدى أكثر من ثلاثة عقود، من الحروب والحرب الأهلية والحصار، والآثار السلبية للوضع الاقتصادي والاجتماعي. وأضاف أنه قدم عملاً حمل عنوان «جثة في مكب النفايات» بقياس 300 في 185 سنتيمتراً، يقدم فيه رؤية فردية للفن الجاهز والمستهلك. علب «الكولا» جمعها لتكون مشهداً بصرياً لصرخة موحدة. علامات مرمزة لأفواه مفتوحة، وهي تهم بالصراخ. وقد كتب هو أيضاً ورقة مع عمله يقول فيها: «لا قيمة للإنسان في عالم تقوده آلة الخراب، سلعة تباع وتشترى، يرفع الظلم رأسه ويصغر أمامه الإنسان. هذا العالم أصبح كئيباً. التعصب الديني والعرقي أصبح عبئاً على البشرية، من يقود العالم يقدس كل شيء إلا الإنسان، أصبح سعر الفرد يساوي قنينة (كولا) وهو سعر الرصاصة التي اخترقت رأسه ليستقر به الأمر في مكب النفايات " .بعد ذلك فتح باب الحوار حيث شارك عدد من الحضور في اغناء الجلسة بالعديد من المداخلات

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مرآة الصمت والانعكاس في معرض كاظم إبراهيم

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض

شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج

المركز الثقافي العراقي يحتفي بالذكرى العاشرة لرحيل الرشودي

مقالات ذات صلة

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

 بغداد / علي الدليمي أعلنت نتائج المسابقة الدولية الثانية للكاريكاتير في الجزائر عن إنجاز فني عربي جديد، حيث فاز الفنان العراقي القدير "غزال محمد" بالجائزة الثانية المرموقة. وقد جاء فوز غزال عن عمله...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram