TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: قانون تكميم الافواه !!

العمود الثامن: قانون تكميم الافواه !!

نشر في: 3 أغسطس, 2025: 12:06 ص

 علي حسين

عادة ما ينتقم السياسي الفاشل من جمهور يرفض تصديق منجزاته "العظيمة"، فتجده يخرج في الفضائيات ليصرخ " "نحتاج إلى قانون حرية التعبير لأن العراق يتعرض إلى مؤامرة خارجية"، في كل يوم يخرج علينا ساستنا الافاضل وهم يرددون الأسطوانة المشروخة من أن البرلمان غير مسؤول عما يجري من كوارث اقتصادية خدمية، لانه ورث جهة تشريعية.
توقع العراقيون أن يدخل بهم الحكام الجدد إلى ثقافة الأوطان والمواطنة، وأن يعاملوهم كمواطنين، لا كأعداء وأن يبدعوا في الإعمار والتنمية، لا في السباق على اصدار قوانين تحسب على الناس انفاسها. عندما تقوم دولة العدالة الاجتماعية، تصبح القوانين لمعونة الناس، وليس لاضطهادها وابتزازها وإذلالها.
لماذا يصرّون على منع الناس من مناقشة القضايا الحقيقية المتعلقة بمستقبلهم واستقرارهم؟ الجواب واضح لأن إزالة الغبار الكثيف الذي يغطي حياتنا السياسية والاقتصادية سوف يكشف للناس أن معركتهم الحقيقية هي مع السذاجة السياسية التي يراد لها أن تسود حياتنا، وان البعض لا يريد للفشل ان يغادر حياتنا.
لماذا يريد منا البرلمان ان نصدق أن قانون حرية التعبير، لا يعني حالة الحصار ضد الاراء التي تخالف توجه ساسة البلاد؟ فماذا يعني يا سادة، والقانون يقول ان المواطن ليس من حقه الاحتجاج والتظاهر السلمي إلا بموافقة رئيس الوحدة البلدية او المحافظ، ماذا يعني ان التظاهرات او الاحتجاجات ضد سوء الادارة والخدمات يجب ان تنطلق في ساعات معينة تحددها الدولة؟! ماذا يعني منع الاعلام من الاقتراب من قلاع مؤسسات الدولة؟ ماذا يعني مراقبة الناس في مواقع التواصل الاجتماعي؟ لعل مما يثير الحيرة ليس اصرار البرلمان على التصويت على هذا القانون، وانما حالة التناقض الواضح لدى السادة النواب، فندهم يتقاتلون في الفضائيات ويتراشقون بأسوء الالفاظ، وبين منع المواطن ان يعبر عن رأيه، ناهيك عن تناقضات أخرى مضحكة بين سيل التصريحات البرلمانية السابقة بخصوص الاستقرار والازدهار الذى يحسدنا عليه العالم أجمع، وبين عصبية بعض السادة النواب وهم يتحدثون عن العواصف والأخطار المحدقة بالبلاد من كل حدب وصوب.
ايها السادة لا تستغربوا محاولة البعض في الضحك علينا بكلمتين حول الحرية والقانون واحترام الرأي الآخر وضمان الحريات، فتلك بضاعة لا ينفد معينها، ثم إنها بضاعة مجانية، لا تتطلب من أصحابها سوى تزويق العبارات وحبكها، وهي الصنعة التي راج سوقها في زمن العجز عن الفعل والاستقواء بالسلاح إذ كما أن هناك من يفصّل القوانين على هواه فهناك أيضا من يجيد تفصيل الخطب لتناسب كل مقام وزمان، لا غرابة في كل ذلك، وإنما الغريب في الأمر أن يتجاهل البرلمان مناقشة قوانين تهم مستقبل العراقيين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: صنع في العراق

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

 علي حسين عاش العلامة المرحوم محسن مهدي ينقب ويبحث في كتب التراث ويراجع النسخ المحفوظة في مكتبات العالم من حكايات ألف ليلة وليلة، ليقدم لنا نسخته المحققة من الليالي، يقول لنا فيها إنّ...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

التكامل الاقتصادي الإقليمي كبنية مستدامة للواردات غير النفطية

ثامر الهيمص المرض الهولندي تزامنت شدته علينا بالإضافة لاحادية اقتصاديا كدولة ريعية من خلال تصدير النفط الخام مع ملف المياه وعدم الاستقرار الإقليمي. حيث الاخير عامل حاسم في شل عملية الاستثمار إجمالا حتى الاستثمار...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram