TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > لماذا تبقى أسوأ الذكريات عالقة في أذهاننا فترة طويلة؟

لماذا تبقى أسوأ الذكريات عالقة في أذهاننا فترة طويلة؟

نشر في: 4 أغسطس, 2025: 12:06 ص

مع الأسف الشديد، يُمكن للأحداث السلبية أن تُحفر في ذاكرتنا بوضوح مذهل، وغالباً ما تبقى الذكريات السيئة أكثر وضوحاً من الذكريات السعيدة.
ووفق ما ذكره موقع «سيكولوجي توداي» المعنيّ بالصحة النفسية والعقلية، يتفق علم النفس التطوري وعلم الأعصاب على فكرة محورية واحدة؛ وهي أن «تذكر ما يؤذينا عملية تكيف عميقة». فلقد طوَّر الدماغ البشري، الذي تشكّل بفعل تحديات البقاء، آليات تُعطي الأولوية لتشفير واسترجاع التجارب السلبية.
وكشفت الدراسات العصبية أن الذكريات العاطفية، خصوصاً السلبية منها، تُنشّط مناطق دماغية مُحددة بشكل أقوى من الذكريات المحايدة أو الإيجابية. وعلاوة على ذلك، تُشير الدراسات الجينية إلى أن الأفراد قد يختلفون في مدى وضوح تذكرهم للأحداث المؤلمة بناءً على وظيفة الجينات المرتبطة بالذاكرة، التي قد تُسهم في حالات مثل اضطراب ما بعد الصدمة. وتؤكد هذه الرؤى أنه قد لا يكون هناك «مكان» واحد في الدماغ للذكريات السيئة، بل شبكة متخصصة ومترابطة تُعالج الأمور ذات الأهمية العاطفية.
من منظور تطوري، يُعد التركيز على الذكريات السلبية أمراً منطقياً وطبيعياً، إذ إن تذكّر أن نوعاً معيناً من الطعام يسبب التقيؤ، أو أن حيواناً مفترساً يتربص بالقرب من مصدر مائي، يعد عاملاً حاسماً في تعزيز فرص البقاء على قيد الحياة. وفي حين أن الذكريات الإيجابية تُفيد الترابط الاجتماعي والرفاهية على المدى الطويل، فإنها لا تحمل الأهمية نفسها لشخص يحاول البقاء حياً. وهكذا، فضّل الانتقاء والتطور الطبيعي الأنظمة المعرفية «المتحيزة للسلبية»، وهي ظاهرة تكون فيها الكائنات الحية أكثر انسجاماً مع المحفزات السلبية وتتأثر بها.
وتدعم الأبحاث المتعلقة بالذاكرة التكيفية هذه الفكرة بشكل أكبر. ففي التجارب، يتذكر المشاركون الذين يُشفّرون المعلومات في سيناريوهات البقاء التفاصيل بشكل أكثر فاعلية، خصوصاً عندما يتضمن المحتوى تهديدات أو نتائج سلبية. هذا التحيز ليس عيباً بل سمة متطورة من سمات الإدراك البشري، مصممة لحمايتنا من تكرار الأخطاء التي قد تكون قوغالباً ما تكون الشدة العاطفية في الذكريات السعيدة أقل حدةً مقارنةً بالصدمات. ويرى عالم الأعصاب الأميركي جيمس ماكغرو أن أنظمة ذاكرة الدماغ مُصممة على «الشدة»، وهي سمة يُثيرها الخوف أو الفقدان بسهولة أكبر من الرضا، وفي حين أننا قد نُقدِّر غروب الشمس الجميل أو لحظة عاطفية، فإن هذه الذكريات عادةً ما تفتقر إلى الأثر العصبي الدائم الذي قد تُخلفه الصدمة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مرآة الصمت والانعكاس في معرض كاظم إبراهيم

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض

شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج

المركز الثقافي العراقي يحتفي بالذكرى العاشرة لرحيل الرشودي

مقالات ذات صلة

"غزال" العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير الدولية بالجزائر

 بغداد / علي الدليمي أعلنت نتائج المسابقة الدولية الثانية للكاريكاتير في الجزائر عن إنجاز فني عربي جديد، حيث فاز الفنان العراقي القدير "غزال محمد" بالجائزة الثانية المرموقة. وقد جاء فوز غزال عن عمله...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram