علي حسين
كنت أعتقد حتى يوم أمس أن الباب أسدل على زمن الكتابة الساخرة في العراق، بعد أن تحولت حياتنا إلى "هم وغم" ونحن نشاهد " بعض شيوخ الفضائيات وهم يخوضون في اعراض النساء، والبعض منهم يتمنى أن يستيقظ صباحًا فلا يجد على الخارطة بلدًا اسمه العراق، كما أن غياب خماسي أضواء السياسة العراقية عن المشهد، بعد اختفاء عباس البياتي وقفشاته والببغاء محمود الحسن، والخبيرة الحربية عتاب الدوري، وعالم اللغويات إبراهيم الجعفري والمفكر جمال الكربولي، طبعًا يضاف لهم صف من الكوميديين الذين عادوا إلى أوطانهم الأصلية بعد أن حصلوا على التقاعد والامتيازات والعمولات، جعل كتاب الاعمدة من عينة جنابي يعانون من شحة في الموضوعات، كما كتب لي احد القراء وهو يعترض على ما كتبته عن الزعيمة عالية نصيف.
ولأن البعض يريد لنا أن نعيش معه عصرًا جديداً من الكوميديا، فقرر أن يعيد لنا موفق الربيعي بعلبة جديدة مكتوب عليها "متاح للعمل"، فقد فاجأنا مستشار الامن العراقي، الذي عاش العراق في ظله سنوات مضيئة من الامان والاستقرار، تفوقنا فيه على بلدان مثل هولندا والنمسا، بانه يبحث عن وظيفة مستشار، ويطلب من الجميع ان يدعموه، فالرجل مسكين، تقاعده لا يكفي لمنتصف الشهر، ورغم ان موفق الربيعي اخبرنا بعد ذلك ان قراصنة اختراقوا حسابه الشخصي، فان الأمر
وأنت تقرأ هذا الخبر ماذا يدور في ذهنك؟، بالتأكيد يمكنك أن تطلق على هذه الفقرة الكوميدية "عجائب وغرائب"، فالقائمون على شؤون البلاد فاتهم أن هذه البلاد عانت من أسوأ خراب أمني عندما كان السيد الربيعي مستشارًا للأمن الوطني.
في مرات كثيرة كتبت عن الربيعي وقلت، إن هذا رجل مولع بلقطات الأكشن، وفي كل تصريح نجد ذلك الإصرار في البحث عن لقطة مثيرة يستدرّ من خلالها آهات الإعجاب، طلبًا لمجدٍ شخصي زائف، وتتذكرون عروض "الشو" المثيرة التي يقدمها بين الحين والآخر ابتداءً بحبل صدام، وليس انتهاءً بالدعوى القضائية التي أراد أن يرفعها ضد بوش، لأنه احتلّ العراق، وهو الذي كان لا يذهب إلى النوم قبل تقبيل وجنتَي المستر بريمر.
موفق الربيعي رجل بسيط، صعد به المستر بريمر من العدم، فأسكنه في مشتشاريّة الأمن الوطني،،حيث ساهم بالوثائق في جزء كبير من الفشل الأمني في العراق على مدى سنوات عجاف،كان من الممكن أن يكون موفق الربيعي ومعه المئات ممن امتهنوا السياسة عن طريق الصدفة أو الواسطة أو الانتهازيّة أو عبر برامج الحظ، أن يعيشوا طوال حياتهم موظفين في دوائر الدولة، يحلمون بالحصول على قطعة أرض أو سلفة من المصرف. لكنهم في السلطتين التنفيذية والتشريعية شاركوا بجدارة في هندسة الخراب على مدى "22" عاماً.











جميع التعليقات 2
د. محمد عزيز زازا
منذ 4 شهور
وأمثال هذا الربيعي في العراق أكثر من الهم على القلب.
عبدالوهاب الفلاحي
منذ 4 شهور
هذا الربيعي بعد أن طواه النسيان وافل نجمه أراد تذكيرنا بأنه موجود وبانه كان في يوم ما مستشارا للامن القومي ونحن نقول له لا هله ولا مرحبا هم رجعت تبيع كلاواتك علينا