يحتفي قرّاء «المدى» في ذي قار بإيقاد الشمعة الثالثة والعشرين لصدور الصحيفة، المصادف في الخامس من آب، فيما أكّد أكاديميون وأدباء وناشطو المحافظة أنّ «المدى» تمثّل هوية وطن بما تقدّمه من أفكار، وتطرحه عبر رسالتها الإعلامية وتغطياتها الصحفية المتنوّعة.
وقال رئيس اتحاد أدباء وكتّاب ذي قار الشاعر علي الشيال لـ«المدى» إنّه «في البدء نتقدّم بأطيب التهاني والتبريكات للأصدقاء في مؤسسة المدى، ونعبر عن شكرنا وتقديرنا لمواكبتها قضايا ونشاطات الأدباء والمثقفين ومختلف القضايا الوطنية الأخرى»، مبينًا أن «المدى ومنذ انطلاقتها الأولى وقفت مع الأدب الملتزم، وعملت على دعم المشهد الثقافي، ليس فقط بما تنشره من مواد أدبية وثقافية وإعلامية، بل عبر تبنّيها للعديد من معارض الكتب والنشاطات الثقافية في بيت المدى وغيرها».
ومن جانبه، يرى مستشار محافظ ذي قار لشؤون المواطنين حيدر سعدي أنّ المدى من المؤسسات الإعلامية الفذّة التي تركت أثرها المتميّز على وعي القارئ العراقي، مبينًا أن «ذلك جاء من خلال مصداقيتها وهويّتها، وما تتناوله من قضايا إعلامية وما تقدّمه من معلومات رصينة».
ويجد سعدي أنّ «المدى تطرح الحقائق المعززة بالأرقام والبيانات في تغطياتها وتقاريرها الإعلامية، وهي بذلك تكون مصدرًا حقيقيًا ومرجعًا أساسيًا للمعلومة الرصينة التي يحتاجها المواطن والمسؤول على حد سواء»، وأضاف أنّ «تلك الرصانة الإعلامية تدعم عملية التنوير والتبصير لمختلف الشرائح الاجتماعية». وخلص مستشار محافظ ذي قار إلى القول إنّ «المدى تمثّل اليوم هوية وطن عبر التزامها بالمعايير الوطنية وتبنّيها لقضايا المواطن، والوقوف مع جميع المكوّنات العراقية بدون استثناء».
وبدورها، ترى الناشطة في مجال الدفاع عن قضايا المرأة إيمان الأمين أنّ «المدى عبّرت بصدق عن قضايا المرأة والمجتمع المدني بصورة عامة»، وأضافت في حديث لـ«المدى» أنّ «وجود المدى ودعمها الإعلامي لقضايا المرأة يجعلنا كناشطات نشعر بقوة أكبر»، معربةً عن أملها بأن تتوسّع المدى في مشروعها الإعلامي من خلال إعادة العمل بفضائية وإذاعة المدى، وطرح برامج إعلامية أخرى تتواءم مع نهجها الرصين عبر الشبكة الإلكترونية»، مشيرة إلى أهمية ذلك في انتشار الوعي ووصول الرسالة الإعلامية إلى مديات أبعد.
وبدوره، قدّم نقيب الفنانين في محافظة ذي قار الفنان علي عبد عيد تهنئته لـ«المدى» قائلًا: «كل عام ومؤسسة المدى وكادرها بخير وسلام وتآلف دائم»، وأردف أنّ «المدى كجريدة ومؤسسة هي من أبرز الراعين والداعمين للثقافة والفنون والآداب عبر ما تطرح من أفكار وتقدّمه من مبادرات تعزّز مكانة المشهد الثقافي».
واستذكر عيد تبنّي المدى للنشاطات الإبداعية في ذي قار عبر إقامة «نهار المدى» لمبدعي المحافظة على قاعة المسرح الوطني في بغداد، حيث شارك أكثر من 50 فنانًا في تقديم فعاليات فنية في مجالات المسرح والفن الموسيقي والتشكيلي»، عادا ذلك جزءًا من تعزيز التواصل الثقافي والفني بين المدن العراقية.
ودعا نقيب الفنانين إلى تعزيز تلك النشاطات التي وصفها بالرائعة، والتي تترك أثرًا طيبًا في ذاكرة المبدعين.
وبدورها، أعربت الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة شذى القيسي عن تقديرها لما تقدّمه المدى من رسالة إعلامية هادفة، وأوضحت أنّ «المدى استحقت وبكل فخر أن تكون كوكبًا تنويريًا مشعًا في فضاء الإعلام العراقي والعربي»، واسترسلت أنّ «المدى باتت مصدرًا مهمًا للمعلومة ليس للقارئ العراقي فحسب، وإنما لجميع المهتمين بالشأن العراقي في مختلف بلدان العالم».
وفي ختام حديثها، أعربت القيسي عن تمنّياتها للمدى بالمزيد من التقدّم والازدهار لتحقيق كامل مشروعها التنويري الذي يجسّد طموحات كل عراقي يحبّ بلده.
من جانبه، أشاد المدير الإقليمي لمنظمة طبيعة العراق المهندس جاسم الأسدي بتبنّي المدى لقضايا سكان الأهوار والبيئة العراقية، وأوضح في حديث مع «المدى» أنّ «ما قدّمته المدى من تغطيات إعلامية وما طرحته من أفكار لدعم سكان الأهوار والبيئة العراقية هو جهد وموقف إعلامي يستحق التقدير بجدارة»، وأضاف الخبير البيئي في الأهوار العراقية أنّ «المدى واكبت الحياة في مناطق الأهوار منذ صدورها، وسلّطت الضوء على مفردات الحياة في تلك المناطق، وكل ما يتعلّق بأحلام وطموحات سكان الأهوار، ناهيك عمّا يحصل من متغيرات بيئية مقلقة ناجمة عن أزمة المياه والتغيير المناخي».
أما عضو ملتقى سومريون الثقافي الدكتور ياسر البراك، فقال لـ«المدى» إنّ «مرور ثلاثة وعشرين عامًا على صدور جريدة المدى يمثّل مناسبة تستحق التوقف عندها بكثير من التقدير»، وأضاف: «فمنذ تأسيسها، شكّلت المدى إضافة نوعية إلى المشهد الإعلامي العراقي، سواء من حيث المضمون التحريري أو من حيث تبنّيها لخطاب عقلاني بعيد عن التشنج والاستقطاب».
ويرى البراك أنّ «المدى نجحت في الحفاظ على مساحة مهنية مستقلة في بلد عانى من ويلات الحروب والانقسامات»، منوهًا إلى أنّه «كرّست صفحاتها للحوار والانفتاح، واحتضنت طيفًا واسعًا من الآراء».
وتابع: «وهي بذلك لم تكن مجرد صحيفة يومية، بل منصة ثقافية وفكرية تفاعلت مع هموم المواطن العراقي، وساهمت في تعميق الوعي العام بقضايا السياسة والمجتمع والثقافة»، واستطرد: «أقدّر شخصيًا التزام المدى بالسياق المدني والديمقراطي، وتمسّكها بمعايير الصحافة الرصينة في زمن باتت فيه هذه القيم مهدّدة، ولعلّ استمرارها بهذا الزخم، على الرغم من التحديات السياسية والاقتصادية، يؤكّد أنّ الصحافة الجادّة ما زال لها جمهور ومكانة في وجدان القارئ».
وتطرّق عضو ملتقى سومريون الثقافي إلى ما تقدّمه المدى من زاد معرفي عبر ملاحقها الأسبوعية، عادًّا ذلك جديرًا بالاهتمام كونه يوسّع من مساحة الفعل الثقافي، سواء على مساحة الوطن الواحد أو عبر الانفتاح على الثقافات العالمية.
وختم البراك حديثه بالقول: «وفي هذه المناسبة، أجدّد احترامي لجميع من أسهموا في هذا المشروع الإعلامي المهم، وأتمنى أن تظل المدى كما عهدناها: منبرًا حرًّا، نقديًّا، ومسؤولًا».










