علاء المفرجي
شاركنا عدد من المثقفين في الذكرى 22 لتأسيس صحيفة المدى التي انطلقت في الخامس من آب عام 2003، وقد عبر عدد من المثقفين والاكاديمين بكلمات عطرة، عن دورها الثقافي في إغناء المشهد الثقافي العراقي، وتفعيله من خلال ما أنجزته خلال إثنين وعشرين عاما منذ انطلاقتها، في إثارة قضايا ثقافية مهمة، وفتح النقاشات على الكثير من هموم الثقافة والمثقفين، فضلا إقامة الجلسات والملتقيات الثقافية، والمهرجانات الكبيرة التي أقامتها خلال ما يزيد على العقدين من مسيرتها الغنية.
أخذت المدى منذ تأسيسها طابعا ثقافيا، بما خصصته للثقافة من اهتمام، فهي اتخذت وسائل عديدة في ذلك، من اصدار ملاحق تخصصت باستعادة الرموز الفكرية والثقافية العراقية، وحفظ التراث العراقي، واستذكار الرموز العربية والأجنبية المهمة في الأدب والفن والفكر، فضلا عن الاهتمام بالحداثة في جميع مجالات المعرفة الإنسانية، وقد ادلى المثقفون العراقيون بدلوهم بمناسبة مرور 22 عاما على تأسيس المدى.
المؤرخ إبراهيم خليل العلاف: جريدة (المدى) في عيدها،
تحيات ومحبات للعاملين بها ولا اكتمكم سرا، في انني اقرأ جريدة (المدى) البغدادية، واحبها وأتمنى لها ولرئيس تحريرها الأستاذ فخري كريم، ولكل العاملين بها الخير، والتقدم. وكم انا سعيد عندما اعود الى الأرشيف لأجد ان لدي فيها اسهامات كثيرة. كما انني كتبت عن مؤسسها، وما كتبته متوفر في شبكة المعلومات العالمية –الانترنت.
وقد يتساءل البعض عن سر المحبة، وانا العروبي القومي وهي الجريدة التنويرية التقدمية؛ فأقول ان بيني وبين (المدى) وشائج وصلات. أهمها انها جريدتنا جريدة التقدميين، والتنويريين، واليساريين، والديموقراطيين والبناة الحقيقيين. هي جريدة تنطق بلسان الشعب العراقي، وتتحسس مشاكله، معاناته وترسم له طريق مستقبله لهذا احبها، ولي مع عدد من محرريها صداقات.
والمدى ليست جريدة فحسب بل هي (مؤسسة إعلامية ثقافية عراقية مستقلة)، وهي من تنظم سنويا معرضا للكتاب الدولي في أربيل وكان لي شرف ان اتحدث في احد دوراته. وقد يكون من المناسب القول ان جذور المدى عميقة، وعريقة تمتد الى ما يقرب من نصف قرن وما زلت احتفظ بأعداد من مجلة (النهج) الفكرية اليسارية وهي من احدى لبناتها، وما زلت أتذكر (المدى) الدمشقية، والبيروتية، والاربيلية فضلا عن البغدادية.
والمؤرخ في المستقبل لابد وانه سيقف عند كل محطات (المدى)؛ فالمدى هي المستقبل، والمستقبل مدياته عريضة، ومفرحة، وواعدة. تمنياتي للمدى بالتوفيق والتقدم والى مزيد من الإنجاز.
المعمار والأكاديمي خالد السلطاني: تحية في ذكرى تأسيس المدى
في ذكرى تأسيس المدى، يشرفني ويسعدني كثيرا ان اقدم خالص التمنيات والتحايا الطيبة لجميع العاملين فيها لجهدهم المميز والنبيل في ديمومة واستمرار اصدارها رغم العوائق الكثيرة.
ستبقى المدى الصوت اللافت والمهم، تحمل هموم الناس وتدافع عن مستضعفيهم. وتنشر الثقافة الرصينة والتنوير في مجتمعنا وتسهم في تقدمه!
سلام وتقدير الى المدى والى جميع العاملين فيها وكتابها وقراءها المخلصين!
الروائي أمجد توفيق: المدى نجحت نتيجة وعيها للتحدي، ونجحت لأنها وفرت الأسباب للنجاح
في عصر ثورة الاتصالات، وبرغم كل ما حققته هذه الثورة من انتصارات على النتاج الورقي ابداعاً وصحافة، فإن الذاكرة مفعمة بود أصيل للكتاب والصحيفة الورقية ذلك أنها ترتكز على تاريخ من العلاقة، وتاريخ من الصداقة النقية.. نعم انسحبت صحف كثيرة أمام التحدي، وعانى الكتاب من طعنات لا يمكن تجاهلها، ليبرز السؤال الأهم: لماذا نجحت المدى في هذا التحدي الكبير؟
وبعيدا عن سوق مدح رخيص أو مسوغات لا تستند إلى أسباب، أقول: إن المدى نجحت نتيجة وعيها للتحدي، ونجحت لأنها وفرت الأسباب للنجاح، من صحفيين أكفاء وامكانات عمل، ورؤية لا تتجاهل الواقع، والأهم من ذلك كله أنها استطاعت أن تمد جسورا حقيقية مع العصب الحي لثورة الاتصالات وتمكنت من استغلال فوائده ليتحول من خصم إلى إمكانية داعمة..
وفي يوم عيدها، لا أقل من تحية اعتزاز للجهد المضطرد الذي بذلته، ولا أقل من اعتراف يتضمن تقديرا عاليا للعاملين فيها، ولا أقل من دعوة صادقة لمزيد من الانفتاح على المبدعين العراقيين، وتبني همومهم واقتراحاتهم وآرائهم، فهم طاقة كبيرة لضمان النجاح الآن وفي المستقبل.. أكرر تحيتي واعتزازي بالجهد الثقافي الإبداعي لصحيفة المدى الغراء.
الناقد والشاعرعلي عبدالأمير عجام: وسع "المدى"
في أغنية للسيدة فيروز ترد عبارة "وسع المدى" في إشارة إلى الأشواق والمشاعر وصولاً إلى الإيمان. تلك عبارة تبدو يقيناً عندنا نحن الذي وجدنا في "المدى" الأسم والفكرة والمعنى.
الأسم الذي لايشبه أحدا، والفكرة التي لاتبرد نارها حين تستند إلى "وقود" أزلي عماده فكرة العدالة الاجتماعية المحركة للتاريخ، والمعنى الذي تعمدّ في اشتباكات المعرفة والحقيقة مع الجهل والتزوير.
ربحت بلادنا "المدى" في فترة التحولات الصاخبة، ربحت تياراً أريد له أن يضمحل، تيارا لايعرف فسحة للعقل ولا فسحة للمعرفة ولا فسحة للجمال. هكذا "المدى" فسحة التنوير العقلي في وقت موت العقل وتعتيم الدروب، فسحة المعرفة العلمية مقابل وقت منذور كله للأباطيل والجهل، فسحة الجمال في وقت بدا القبح فيه وكأنه صاحب اليد الطولى.
وبينما كانت المقاومة في ميادين المعرفة والتنوير العقلي شبه خاسرة، كانت "المدى" جبهة أخيرة تبتكر مواجهات من كل نوع في "سلاح" وحيد لا يندرج في لوائح العنف، سلاح ذخيرته القيم الانسانية المثلى وفي مركزها تأتي الحرية.
هكذا إذن هي "المدى" فكرة تتجدد في الصحافة والمعرفة والنقد، فكرة تؤمن بحداثة العقل وتجديد معاركه في مواجهة الظلام والأباطيل، وتلك فكرة تستحق منا أن نؤمن بها ونسعى إليها كما الأشواق والصدق والشغف "وسع المدى".
الناقد علي حسن الفواز: المدى ورهانات المستقبل
مع ذكرى تأسيس جريدة المدى نستعيد صورة المؤسسة التي تصنع الخطاب، وتفتح للثقافة التنويرية والمدنية أبوابا جديدة، تؤشر مدى التحول الاجتماعي والتداولي لمفهوم الثقافي، وللجدّة التي تكشف عنه، بوصفها أفقا لرهانات المستقبل، وديمومة الأسئلة الفاعلة التي يتطلبها زمننا الثقافي، للانخراط في حيوية النقد والمراجعة، وعلى النحو الذي يُعطي لهذه المؤسسة دافعا لأن تكون بمستوى مسؤولية البديل الثقافي، والخطاب الذي ينفتح على ما هو سياسي واجتماعي..
لقد كانت مؤسسة المدى طوال زمنها منصة للتنوير، ورهانا حقيقيا على قوة الخيار المدني، وعبر تنشيط كل الفاعليات على مستوى صناعة الثقافي، أو صناعة النقدي، أو على مستوى استقطاب حيوية "المجال العام" لأن يكون مساحة مفتوحة لحواراتها وحلقاتها الثقافية، وبما اسهم في دعم ستراتيجيات العمل الثقافي، وتوسيع الانهمام بما يخص قضايانا الوطنية، ومسؤوليات بناء هوية الدولة الاتحادية، وواقعية عملها في حماية التنوع والتعدد الثقافي، وكذلك في حماية الخيارات الديمقراطية والحقوقية..
الاحتفاء بعيد مؤسسة المدى هو استعادة لكل هذه القيم، ولابراز دور الخطاب الإعلامي والثقافي في ترصينها وتعميق معانيها، فاهمية الملف الإعلامي الثقافي لا تقل شأنا عن أهمية ملفات السياسة والأمن والاقتصاد، وهو ما وجدناه حاضرا في اهتمامات وسياسة هيأة تحرير الجريدة، من خلال صفحاتها المنوعة، لاسيما ما يتعلق بالمشغل الثقافي الذي كان فاعلا في ابراز هوية الثقافة الجديدة، ثقافة التنوير والنقد وكل ما له علاقة بمجالات الأمن الثقافي والنمية الثقافية...
الفنان والناقد د.شوقي الموسوي: لمدى.. منصة اعلامية ثقافية رائدة
انجازات ثقافية ومقالات اعلامية وعطاءات حقيقية مترامية الاطراف، لصحيفة المدى العراقية، الصادرة عن مؤسسة المدى للثقافة والاعلام والفنون، والتي تجاوز عمرها العقدين وأكثر، فمنذ عام 2003، قدمت خلال تلك السنين، أهم الاعمدة المعرفية والحوارات الثقافية والآراء النقدية والاخبار والتقارير اليومية من موقع الحدث، على المستوى المحلي والاقليمي والعربي والدولي وسلطت الضوء على نتاجات الفنون والآداب والرياضة وشؤون السياسة وعلم الاجتماع والاقتصاد.. فامتلكت، المهارات والخبرات التي تسهم في تنمية الثقافة الاعلامية والجماهيرية التي توجه وتؤثر على الاخر وتصنع الاسئلة وتطرح اشكاليات العصر، على وفق أبعاد مفاهيمية وجمالية
نحتفي اليوم و الثقافة العراقية وروادها من كتّاب ونقاد ومترجمين ومحررين وقراء وباحثين واساتذة أكاديميين في الاعلام والفنون بصحيفة المدى، المنصة الثقافية الرائدة بسنتها الثالثة والعشرون وهي تؤسس مشروعها الثقافي الريادي في العراق، وتسير بخطى ثابتة ونظرة بانورامية شاملة ودقة في نقل الاخبار والاحداث المصيرية وعرض الافكار باسلوب معاصر ولغة رقمية اتصالية، في عصرنا الرقمي الحافل بالتكنولوجيا والتقانة المعلوماتية، ضمن وسائط أدائية تفاعلية، حافلة بالصوت والصورة والكلمة، عبر فضاءات بلا حافات.
الشاعر هاتف الجنابي: الصحافة العراقية والمنبر الشجاع
أعتبر نفسي أحد المتابعين والمعجبين بالمدى. فمنذ تأسيسها في العام 2003 وصدور أول أعدادها في الخامس من آب/أغسطس 2003 وهي تواصل مشروعها المستقل، الوطني والتنويري والاستقصائي بتنوع واطراد قل مثيله. فما الذي يلفت النظر في المدى؟ أولا، وضوح وثبات مشروعها الوطني التنويري والإنساني وانفتاحها على كافة الأطياف العراقية، ونهجها المسؤول والشجاع في الدفاع عن القيم الوطنية، والإنسانية ومحاربة الظلامية وفضح الفساد الإداري والمالي والسياسي والدفاع عن لحمة المجتمع العراقي، ويكفي استحضار ما علق في الذاكرة من فتح ملف "فضيحة كوبونات النفط" عام 2004 على سبيل المثال. ثانيا، تنوع أبوابها وملاحقها، من محلية ودولية، واجتماعية، وخدمية، واقتصادية، وسياسية، ورياضية. ثالثا، ملاحق المدى. ما يجذبني والكثيرين أيضا إلى المدى هو غنى وطزاجة وجمال وحرفية ملاحقها الإبداعية والثقافية والتاريخية والرياضية وما يشمل حركة النشر وغيرها. كل ملحق يجلب المتعة والمعرفة. رابعا، استقطاب المدى لكتاب ومفكرين وفنانين من العراق وخارجه، أغنوا الصحيفة ونشطوا الحركة الأدبية، الثقافية، الفكرية، الاجتماعية والسياسية. خامسا، تمتاز المدى برئيس تحرير ذي تجربة إعلامية واجتماعية طويلة جدا، وأعني الكاتب والمثقف والإعلامي الكبير الأستاذ فخري كريم. وبهيئة تحرير محترفة متنورة، ذكية ومرنة في التعامل مع قرائها وكتابها. المدى مسيرة حافلة مسؤولة. إنها صوت من لا صوت لهم. تحية لها وهيئة تحريرها وكتابها وقرائها بمناسبة عيد ميلادها العشرين.
الفنان التشكيلي ستار كاووش: سحر الصحافة.
ها هي المدى تمضي بخطواتها بثقة ونحن نمضي معها، نتشبث بأطراف ثوبها كأنها أمنا الرؤوم، أمنا الجميلة الحانية التي تفتح ذراعيها لنا بدفء نحن قراءها وكتابها ومتابعيها. المدى هي جريدتنا التي قَرَّبَتْ المسافات ولامست القلوب وجعلت النصوص والأخبار نابضة بين أيدي القراء في كل مكان. إنها مرآة للجمال الذي ننشده ونحبه، ويعتبرها القراء في كل مكان رمزاً للحقيقة والكلمة الحرة الصادقة، ومدرسة لصياغة الكلمات ومعرفة قيمة القراءة، من خلال نخبة الكُتّاب الذين ينشرون فيها نصوصهم وأعمدتهم ومقالاتهم المهمة، يُضاف الى كل ذلك، هذه الاستمرارية المدهشة في هذا الزمن الصعب. شكراً للمدى على كل هذا الحضور المؤثر وهذه البهجة التي نتنفس من خلالها الكلمات ونتعرف على سحر الصحافة. سلاماً للأستاذ فخري كريم الذي شَيَّدَ هذا البيت العظيم، وإمتنان لكل من فتح هنا نافذة يطلَّ منها الضوء، فلا شيء أجمل من الصحافة حين تمثل روح الناس والعصر والكلمة المؤثرة، ولا شيء يعلو فوق النوافذ المفتوحة نحو الأفق. أليس جريدتنا إسمها الأفق؟ وهذا يقول ما فيه الكفاية.
الناقد خالد خضير: صحيفة المدى.. الصوت العراقي الحر والمهني بامتياز
بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس صحيفة المدى، الصوت العراقي الحر والمهني بامتياز، يطيب لنا أن نتقدم بأحر التهاني والتبريكات لرئاسة تحرير الصحيفة وهيأة التحرير، وجميع العاملين فيها، للاحياء منهم والاموات. فمنذ انطلاقة صحيفة المدى في (5 أغسطس 2003)، أثبتت انها منبر إعلامي وثقافي مستقل ومؤثر في الساحة العراقية؛ سواء من خلال الأخبار والأحداث بمصداقية ومهنية، او من خلال تحليلات كتابها المنهجية لكل الشؤون العراقية والعالمية، او من خلال تخصيص صفحات وملاحق ثقافية اعدها مراجع مهمة عن الثقافة محليا وعالميا.
وإذ نحتفي اليوم بمناسبة ذكرى صدور المدى، نؤكد على أهمية دور الصحافة الحرة والمستقلة كركيزة أساس في بناء نظام ديمقراطي حقيقي، وهو ما تطالب به وتضعه في حقل التطبيق من خلال ما تقدمه من محتوى إخباري وتحليلي وثقافي يساهم في إثراء النقاش العام وتوعية القراء، ولعب دور محوري في تعزيز الشفافية والمساءلة.
نرجو لصحيفة المدى دوام التقدم والازدهار، وأن تستمر في أداء رسالتها الإعلامية النبيلة بكل مهنية ومسؤولية. ولكل العاملين بها باستمرار النجاحات، وكل عام وأنتم والعراق بخير.
الروائي محمد حيّاوي: المدى ولدت وسط بيئة طاردة لمشاريع الفكر والوطنية والاحترافية
في عيد تأسيس "المدى" الثاني والعشرين، لابد من العودة إلى الماضي قليلًا، إلى إرهاصات التأسيس الأولى في العام 2003 المضطرب، إعلاميًا وسياسيًا واجتماعيًا، عندما ولدت الجريدة على ذلك الصفيح الساخن للغاية، وسط بيئة عدوانية طاردة لمشاريع الفكر والوطنية والاحترافية، ولأنّ المدى لم تكن تجربة عائمة، خرجت فجأة من الفراغ، كُتب لمشروعها الصمود، ومن ثم الاستمرار، متقلبًا على جمر الفوضى السياسية وغياب القانون، وتبدد الحريات العامة، تحت ظلال الاحتلال. كانت المدى، لحظة تأسيسها، تستند إلى تجربة إعلامية ونضالية عميقة، تعود جذورها إلى ستينيات القرن الماضي، مهدت لتأسيس مدرسة صحافية ونضالية مشرقة، تمثلت في إطلاق مجلة "النهج" مطلع ثمانينات القرن الماضي، التي سرعان ما تحولت إلى مثابة جامعة لليسار العربي المشتت، في ظروف صعبة شهدت تراجعًا خطيرًا لحركات التحرر في العالم عامة، والعالم العربي على وجه الخصوص، لكن على الرغم من ذلك، استمرت تلك التجربة الرائدة، بكل ما كانت تمثله من آمال وطموحات وبراءة ثورية وتوق للحريَّة وانتصارًا للإنسان. لينمو ذلك الوليد ويكبر، ويتحول إلى مؤسسة ثقافية شاملة، لها بصمتها العميقة على الثقافة والأدب والحياة السياسية والفكر التقدمي. لقد أصبحت المدى ـ الجريدة ـ اليوم، تستند إلى محفة المدى ـ الفكرة، والمدى ـ الناشر، والمدى ـ التلفزة، وقبل هذا كله، المدى ـ المدرسة.
بهذه المناسبة، أوجه تحية حب وعرفان لجميع الزملاء العاملين في "المدى"، وقبل كل شيء تحية حب وامتنان للعقل الاحترافي النيّر وعراب هذا المنجز كله، الصحفي والمفكر الكبير الاستاذ فخري كريم والذين معه من اضمامة رائعة، تتحدى الصعاب وتواصل النضال من أجل الانتصار للعراق، صحافة ووطنًا وحريَّة رأي ونافذة للحقيقة.
الإعلامي معد فياض: " المدى" مدرسة مهنية متميزة في الصحافة العراقية
لم ولن تكن جريدة المدى مجرد صحيفة كسائر الصحف، تنقل لنا الاخبار والصور وما تسمى بـ "العواجل"..بل هي المدى الصحفي والثقافي والسياسي..هي "مدانا"، ان صح لي اختراع هذه المفردة واستخدامها، الثقافي والاعلامي والسياسي، وهي مصدر ثقتنا واحدى مراجعنا المعرفية، حتى نتاكد من صحة الخبر نذهب اليها، وحتى نستند على معلومة ثقافية نعتمد عليها.
ليس لنا ان نختصر ماذا تعني جريدة المدى بالنسبة لنا كجيل، وانا افضل استخدام وصف جريدة على صحيفة كونها عالم من الصحف وليست صحيفة واحدة، بل بملاحقها الثقافية والاجتماعية والفنية تشكل عالما من الصحف والمجلات.
عندما قرر الكاتب والصحفي والمعلم الاستاذ فخري كريم اصدار جريدة المدى قبل 23 عاما، فهو إنما اراد ان يقول لنا، للقراء: هذه هي الصحافة العراقية المهنية والجريئة والرصينة والحرة والمستقلة. ذلك ان"المدى" مدرسة الصحافة العراقية، واعترف باننا تتلمذنا عليها، فصحفي مثلي يتعلم كل يوم من الاصدارات الحرة والمستقلة، خاصة واننا في العراق ومنذ ان بدأت مع مهنة الصحافة في منتصف السبعينيات، لم تكن عندنا صحافة حرة ومستقلة ومهنية، كانت هناك صحف حكومية وحزبية محدودة في لغتها وطروحتها، "الجمهورية" مثلا كانت افضلها، وصحافة حزبية بعثية "الثورة" وشيوعية"طريق الشعب"، ما زالت تصدر، حتى صدور "المدى" بمهنيتها العالية والراقية.
ولا غرابة ان تكون جريدة "المدى" مدرسة صحفية مهنية متميزة حيث يشرف عليها معلمنا الاستاذ فخري كريم الذي تم اختياره مؤخرا صحفي العام من قبل منتدى دبي للصحافة، وبوجود اسماء مهمة واستثنائية متمرسة في الابداع الصحفي والثقافي، مثل الصديق علي حسين، رئيس التحرير، والصديق علاء المفرجي، المشرف على الملاحق.
مبروك لنا اولا وللزملاء فريق اصدار"المدى" الذين يجدون ويجتهدون لتقديم قصص اخبارية وثقافية متميزة بحق.. مبروك تاهيد الـ 23 لصدور جريدتنا "ألمدى".
ضحى رؤوف: إلى جريدة "المدى" في عيدها المجيد...
كل عام وأنتم النبض الحيّ للكلمة الحرة، والوجه الثقافي المضيء الذي لم يخفت وهجه في زمن تتعثر فيه المنابر وتضيق فيه المساحات.
حين يُكرم الإنسان بأن يكون جزءًا من مؤسسة إعلامية تفهم حاجته للتعبير، وتقدّر مكانة الفكر والمعرفة، فإنه يدرك أن وجوده فيها ليس مجرد سطر يُكتب أو مقال يُنشر، بل هو امتداد لمعنى أعمق من الصحافة، وأكبر من النشر. وهذا تمامًا ما أشعر به تجاه "المدى" التي لم تكن لي جريدة فقط، بل بيتًا ثقافيًا، وعائلة فكرية، ومساحة من الحرية الحقيقية.
عملت ضمن هذا الصرح لأعوام، ولم أشعر يومًا أنني أكتب في فراغ. كنت أشعر أن صوتي يُسمع، وكلمتي تُقرأ، وأن هناك من يصغي بفكرٍ ومسؤولية، من أعلى الهرم التحريري إلى الزملاء في أقسام التحرير. حتى رئيس تحريرها، حين تخاطبه، لا تتأخر استجابته، ولا تشعر إلا أنه شريكك في الكلمة والرؤية.
"المدى" لم تكن يومًا جريدة عابرة، بل كانت حاضرة في تفاصيل الحياة الثقافية والسياسية، تُناقش، تُحلل، وتمنح للرأي والرأي الآخر المساحة التي يستحقانها. وهذا ما يجعلني أقول بثقة: إن المدى ليست فقط جريدة، بل حالة فكرية ووجدانية ما زلت أجد فيها الأمان والانتماء رغم تغيّر الأزمنة.
في عيدها، أتقدم لها بكل الامتنان، وأتمنى لها عمرًا أطول، وعطاءً أعمق، واستمرارًا في أن تكون المنارة التي نلوذ إليها حين يشتد الظلام.
كل عام و"المدى" بخير،كل عام وأنتم بخير، وأنتم الباب الأوسع في هذا العالم الذي يضيق، فتبقون أنتم اتساعه وأمله....










