ترجمة وإعداد: حامد أحمد
بدخولها العام الثالث والعشرين من عمرها، بقيت صحيفة «المدى» بتقاريرها وتحقيقاتها وأعمدتها السياسية والاقتصادية والثقافية تشكّل مصدرًا للمعلومات انفردت به، خصوصًا السياسية منها، تقتبس منها صحف ووكالات ومراكز أبحاث عالمية وعربية معلومات وتصريحات تُستشهد بها لدعم تقاريرها، حيث ورد اسم صحيفة «المدى» ضمن تقارير صحف ووكالات عالمية شهيرة، على سبيل المثال لا الحصر: صحيفة نيويورك تايمز، ووكالة أسوشييتد برس، ومحطة الـ«بي بي سي»، ومجلة نيوزويك، ومركز أبحاث الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن، وغيرها من مواقع عالمية وعربية كثيرة.
ومن بين أشهر المواضيع التي انفردت بها صحيفة «المدى» منذ تأسيسها واستقطبت اهتمامًا عالميًا دعا صحفًا ووكالات عالمية للرجوع إليها واقتباس معلومات منها، هو موضوع فضيحة الفساد في برنامج «النفط مقابل الغذاء» التابع للأمم المتحدة، واستغلاله من قبل النظام السابق في جني ملايين الدولارات، قام خلالها برشوة شخصيات أجنبية بارزة، مما استدعى من الأمين العام للأمم المتحدة في حينها، كوفي عنان، مطالبة مجلس الحكم العراقي بالتدقيق في هذه المعلومات.
وكانت وكالة أسوشييتد برس الأميركية العالمية (AP) قد أشارت في تقريرها الصادر بتاريخ 17 آذار 2004 إلى صحيفة «المدى» في اقتباس معلومات عن هذا الموضوع، وكذلك محطة التلفزيون الأميركية العالمية NBC News التي نشر لديها تحت عنوان: «الأمم المتحدة تحقق بقضايا فساد في برنامج النفط مقابل الغذاء». وكذلك صحيفة «لوموند ديبلوماتيك» الفرنسية، أشارت في تقرير لها صدر في شباط 2005 إلى صحيفة «المدى» وما تناولته من تفاصيل حول هذه المسألة الحساسة، بتقرير تحت عنوان: «العراق: فضيحة العقوبات الاقتصادية الحقيقية».
وأشارت «أسوشييتد برس» في تقريرها إلى أن طلب الأمم المتحدة بالتحقيق جاء بعد نشر صحيفة «المدى» العراقية قائمة بأسماء 270 مسؤولًا وزاريًا سابقًا وناشطًا سياسيًا وصحفيًا من أكثر من 46 بلدًا، يُشتبه بحصولهم على منافع من مبيعات غير قانونية للنفط العراقي.
صحيفة «لونغ وور جورنال» الأميركية اقتبست في تقرير لها صادر 28 كانون الثاني 2025، تصريحات لمسؤولين عراقيين انفردت بها صحيفة «المدى» حول موضوع الفصائل ومحاولات دمجها في الأجهزة الأمنية العراقية وتهديداتها للقواعد الأميركية في العراق. وفي تقرير لمركز الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن (MEI) صدر بتاريخ 26 حزيران 2025 بعنوان «العراق يحاول فرض سلطته وسط الأزمة» التي رافقت أحداث الحرب بين إيران وإسرائيل، استشهد المركز بتصريحات لمسؤولين ومحلّلين أدلوا بها لصحيفة «المدى» من أجل دعم تقريرهم. وأشار المركز إلى تقرير صحيفة «المدى» الذي نُشر في 22 حزيران، بوصفه يستند إلى معلومات دقيقة.
مجلة «ذي كريدل» العالمية، وفي تقرير لها صدر في 18 تشرين الثاني 2022 حول التحقيقات المتعلقة بسقوط الموصل، استشهدت بتصريحات ومعلومات نشرتها صحيفة «المدى» حول هذا الموضوع، واقتبست المجلة من تقرير «المدى» الذي نُشر في 8 تموز 2017، عما أوردته لجنة التحقيق البرلمانية بخصوص سقوط الموصل، بأن القنصل التركي أوزتورك يلماز «كان بمثابة المحافظ الفعلي» لنينوى، حيث استندت هذه المعلومات إلى إفادات من رئيس مديرية المخابرات في المحافظة ومقابلات القنصل المتعددة مع أشخاص مشبوهين قبل سقوط المدينة.
وكانت مجلة «ذي كريدل» نفسها قد نشرت تقريرًا بتاريخ 16 حزيران 2014 بالتزامن مع فترة سقوط الموصل بيد داعش، استشهدت فيه بما نشرته صحيفة «المدى» بعددها الصادر في أيلول 2011، لتقرير تضمّن لقاءً مع منشق من القاعدة يُدعى ناظم الجبوري، قال فيه: «إنّ معظم قادة التنظيم محليون، باستثناء القائد العسكري الذي دائمًا ما يكون عربيًا غير عراقي».
صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية الشهيرة، وفي تقرير لها صادر بتاريخ 13 / 12 / 2012 حول الذكرى السنوية لانسحاب القوات الأميركية من العراق، استشهدت بمقال نُشر في صحيفة «المدى» بهذه المناسبة، جاء فيه: «هذا العام بدأ بإصدار مذكرة اعتقال بحق الهاشمي»، حيث وصف التقرير هذه المغادرة بأنها «تركت فراغًا كبيرًا وتدهورًا كبيرًا في المشاركة الوطنية».
وفي تقرير لمحطة الإذاعة والتلفزيون البريطانية BBC نُشر بتاريخ 8 آذار 2021 حول حقوق المرأة والعنف الذي تتعرض له، اقتبست المحطة تصريحات لناشطين في حقوق المرأة أدلوا بها لصحيفة «المدى» في تقريرها بتاريخ 19 أيلول 2020، بأن «منظمات غير حكومية ومؤسسات حكومية سجّلت تزايدًا في أعداد حالات العنف المنزلي الذي تتعرض له النساء، خصوصًا بعد مرحلة جائحة كورونا».
وكانت BBC أيضًا قد تناولت في تقرير نُشر بتاريخ 10 حزيران 2020 موضوع الحوار الاستراتيجي المرتقب بين بغداد وواشنطن، وفيما إذا كان سيواجه عقبات من جانب فصائل مسلحة عراقية مدعومة من إيران تسعى إلى إخراج القوات الأميركية من البلاد، واستشهدت بتقرير نُشر في صحيفة «المدى» حول هذا الموضوع تحت عنوان: «جماعات الكاتيوشا ترد بصواريخ على الحوار العراقي – الأميركي»، واقتبست من «المدى» ما نصّه: «قبل يوم من انطلاق الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، عادت جماعات الكاتيوشا إلى استهداف المنشآت الحساسة داخل البلاد».
وكالة الأنباء الفرنسية، «فرانس برس»، استشهدت بما ورد في تقرير لصحيفة «المدى» صدر بتاريخ 29 تشرين الأول 2019 حول تداعيات انطلاق الاحتجاجات الشعبية الواسعة في العراق، الذي نُشر تحت عنوان: «تهديدات الحكومة وحظر التجوال لم يقلل من زخم الاحتجاجات». ونقلت «فرانس برس» عن تقرير «المدى» ما نصّه: «إن حظر التجوال يُعد إنذارًا للمتظاهرين بإخلاء ساحة التحرير الرمزية وسط بغداد».
معهد «بروكنغز» الأميركي للدراسات نشر دراسة عام 2016 متعلقة بإجراءات تشكيل قوات مكافحة الإرهاب في العراق، واستعان بما نُشر في تقرير لصحيفة «المدى» حول هذا الموضوع بتاريخ 1 آب 2013 تحت عنوان: «قوات مكافحة الإرهاب أصبحت جاهزة»، وقد ورد اسم الصحيفة ضمن حاشية المراجع التي استند إليها كمصدر.
موقع SBS News الإخباري الأسترالي نشر بتاريخ 10 نيسان 2015 تقريرًا تناول هجمات مسلحي تنظيم داعش على منطقتَي القائم والفلوجة غربي العراق، مقتبسًا معلومات من تقرير نُشر في صحيفة «المدى» حول هذا الموضوع، تضمّن لقاءً أجرته الصحيفة مع أحد قياديي القوات العشائرية في الفلوجة.
ونقل الموقع عن القيادي قوله للصحيفة ما نصّه: «الساعات القليلة القادمة ستشهد اقتحام مدينة الفلوجة التي تمّت محاصرتها من جميع الجهات».
معهد «تشاتهام هاوس» البريطاني للدراسات نشر دراسة في حزيران عام 2021 تحت عنوان: «الفساد السياسي المتقن وعوائق تحقيق الإصلاح في العراق»، تناول فيها فساد الأحزاب السياسية الحاكمة في العراق، وقد استشهد بما نشرته صحيفة «المدى» من تقرير حول هذا الموضوع بتاريخ 23 آب 2011، تناول موضوع تشكيل لجنة مشتركة من الرئاسات الثلاث للإشراف على توزيع مناصب الدرجات الخاصة.
معهد الدراسات الحربية الأميركي (ISW) نشر في كانون الثاني 2012 تقريرًا بعنوان: «عودة ظهور الفصائل المسلحة في العراق»، واستشهد المعهد بما أوردته صحيفة «المدى» من لقاء أجرته مع أحد قياديي الفصائل.
موقع قناة الجزيرة الفضائية القطرية الدولية تناول في تقرير بتاريخ 8 تموز 2014 أزمة فشل انعقاد الجلسة الثانية للبرلمان العراقي وتأجيلها لموعد آخر بسبب خلافات على تسمية المرشحين للرئاسات الثلاث، واقتبس ما جاء في تقرير لصحيفة «المدى» حول هذا الموضوع ما نصّه: «تأجيل الجلسة البرلمانية الثانية يُعد مؤشرًا سلبيًا إزاء النزاع المسلح في البلاد، وتأخيرًا لأي رسالة تصالح من شأنها تخفيف التوتر». وكانت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأميركية قد وصفت صحيفة «المدى» في تقرير لها عام 2005 بأنها من بين أكثر الصحف العراقية مصداقية ومهنية، باعتبارها صحيفة مستقلة، مشيرة إلى أنها تنشر تقارير وتحقيقات صحفية، فضلًا عن تقارير أدبية وثقافية وشعرية.










