المدى/ خاص
تحتفل صحيفة «المدى»، بمرور 22 عامًا على تأسيسها، مؤكدةً استمرارها في نهجها المهني والثقافي ودعمها الثابت لحرية التعبير وقضايا الشأنين السياسي والمجتمعي. وقد تزامنت الذكرى مع إشادات من شخصيات أكاديمية وثقافية بارزة، وصفت الصحيفة بأنها نموذج للصحافة الجريئة والمتوازنة في عراق ما بعد 2003.
عمر السراي: «المدى» قمة ثقافية عراقية
أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، الشاعر عمر السراي، أشاد بدور «المدى» بوصفها مؤسسة جمعت بين الأدب والفن والإعلام، وشكّلت «قمة عالية من قمم الثقافة العراقية». وقال في تصريح لـ(المدى): «حينما نتحدث عن المدى، فنحن نعني مؤسسة استطاعت أن تشكل بحضورها طريقًا ناصعًا يجمع الأدب بالفن والإعلام عبر وسائل الثقافة المعروفة من نشر وصحافة وفعاليات مستمرة».
وأضاف: «ها هي اليوم تنهض بعراقتها المعهودة، ورسوخها في أرض المعرفة العراقية، وتحتفل بذكرى تأسيسها فيحتفل معها المحبّون والمتابعون والقرّاء»، مؤكدًا أن المدى ظلت ترعى المبدعين وتسير في طريق المدنية والمواطنة.
هاشم حسن: صوتٌ مهني متوازن
من جانبه، وصف الصحفي والأكاديمي البارز الدكتور هاشم حسن، عميد كلية الإعلام السابق بجامعة بغداد، «المدى» بأنها من الأصوات النادرة التي حافظت على مهنيتها واستقلالها وسط ما سماه «ضباب المشهد الإعلامي وتراجع الأخلاقيات الصحفية».
وفي حديثه لـ(المدى)، قال حسن: «المدى نجحت في الحفاظ على سياستها المهنية المتوازنة، وواصلت إصدارها وديمومتها التمويلية رغم التحديات العنيفة التي واجهت الصحافة الورقية». وأضاف أن الصحيفة «غنية في محتواها الفكري والثقافي، بسيطة بقربها من الإنسان العادي، وعميقة في طرحها القريب من عقل المفكر الموسوعي».
ولفت إلى أن «المدى لم تتردد في تناول القضايا المرتبطة بحقوق الإنسان والحريات والمجتمع المدني، وسعت بهدوء لأن تكون جسرًا للحوار بين المكونات الاجتماعية والسياسية». كما أكد أنها تمثّل صوتًا نقيًا في وجه الرأسمالية المتوحشة و«عصر التفاهة» على حد تعبيره، مستشهدًا بكلمات زياد الرحباني: «شرف الكلمة أن تكون نقية مثل النغمة التي يفهمها الجميع».
السامرائي: نموذج للصحافة الجريئة
وفي السياق ذاته، أكد أستاذ الإعلام والصحفي نزار السامرائي أن استمرار صدور «المدى» بانتظام رغم التحديات يمثل شهادة على تميّزها المهني، معتبرًا إياها «واحدة من أبرز ثلاث صحف في العراق من حيث التأثير والانتشار».
وقال السامرائي: «المدى لم تقتصر على كونها صحيفة فقط، بل تحوّلت إلى مؤسسة ثقافية لها دور فاعل في المجتمع»، مشيرًا إلى جرأتها في تناول قضايا الأقليات وحقوق الإنسان، وإصدارها ملاحق ثقافية نوعية، وتنظيم ندوات منتظمة في مركزها الثقافي بشارع المتنبي، ما جعلها وجهة أساسية للمثقفين والكتاب العراقيين.
كما أشار إلى أن التحوّل الرقمي في «المدى» ساهم في توسيع انتشارها، وتحقيق حضور بارز على المستوى البحثي والأكاديمي، بفضل أرشيفها الرقمي المتاح للباحثين، مشيدًا بتعاونها مع المؤسسات التعليمية في تدريب طلبة الإعلام وتأهيلهم ميدانيًا.
رسوخ مهني في ظل متغيرات عاصفة
تأسست صحيفة «المدى» في 5 آب 2003، في مرحلة ما بعد سقوط النظام السابق، لتكون جزءًا من موجة الصحف الجديدة التي رافقت التحوّل السياسي في العراق. ومنذ انطلاقتها، تميّزت بدعمها الصريح لحرية التعبير، وتغطيتها المتوازنة والمتعمقة للشؤون الثقافية والسياسية.
وتصدر الصحيفة عن «مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون» ومقرها العاصمة بغداد. وهي تواصل اليوم إصدار نسختها الورقية إلى جانب موقع إلكتروني يومي، يقدم الأخبار والتحليلات والمقالات من مختلف الاتجاهات الفكرية.
على مدار أكثر من عقدين، عملت «المدى» على ترسيخ نموذج صحافي مختلف، يقوم على احترام القارئ والابتعاد عن الإثارة، وهو ما جعلها تحظى بثقة فئات واسعة من المثقفين والقراء والمهنيين.
كما ساهمت المؤسسة في احتضان فعاليات فنية وأدبية كبرى، وشكلت رافدًا مستمرًا للنشاط الثقافي في البلاد، من خلال إصداراتها، وندواتها، ومراكزها الثقافية، وملتقياتها التي جمعت شخصيات فكرية وفنية محلية ودولية.










