متابعة / المدى
حذر وزير الموارد المائية العراقي، عون ذياب، من أن عام 2025 سيكون من بين الأصعب على البلاد من حيث شح المياه، مشيراً إلى أن مستويات الخزين المائي في السدود العراقية وصلت إلى حدود "خطيرة للغاية"، وسط تراجع كبير في الإطلاقات المائية من الجانب التركي.
وقال ذياب في تصريح للإعلام الرسمي إن تراجع المياه الواردة من دول الجوار، وعلى رأسها تركيا، أدى إلى تفاقم أزمة الجفاف، مبيناً أن أنقرة تستخدم عدة سدود على نهر الفرات لتوليد الكهرباء، ما تسبب بانخفاض كميات المياه المتدفقة إلى سوريا ومنها إلى العراق.
وبحسب الوزير، فإن الكمية التي تطلقها تركيا إلى الحدود السورية تبلغ نحو 350 مترًا مكعبًا في الثانية، لكنها تنخفض إلى أقل من 200 متر مكعب عند وصولها إلى سد حديثة داخل الأراضي العراقية.
وفي ما يتعلق بنهر دجلة، بيّن ذياب أن كمية المياه المطلقة من تركيا تقدر بنحو 200 متر مكعب في الثانية، وتضاف إليها 150 مترًا مكعبًا من سد الموصل، ليبلغ إجمالي المياه في حوض دجلة نحو 350 مترًا مكعبًا.
وأكد الوزير أن الخزين الحالي في السدود الكبرى كالموصل، ودربندخان، ودوكان، والثرثار، وحديثة، وحمرين، قد انخفض إلى ما دون 8 مليارات متر مكعب، وهو رقم "ضئيل جداً" مقارنةً بحاجة السكان والقطاع الزراعي في عموم البلاد.
من جهته، وصف عضو لجنة الزراعة والري والأهوار في مجلس النواب، ثائر الجبوري، الوضع المائي في العراق بأنه "خطير للغاية"، محمّلاً تركيا مسؤولية جانب من الأزمة بسبب عدم التزامها بزيادة الإطلاقات المائية كما تعهدت سابقًا.
وذكر الجبوري، وهو نائب عن ائتلاف دولة القانون، في تصريح صحفي أن تركيا خالفت تعهدها الذي أعلنته عقب لقاء جرى في أنقرة مطلع تموز 2025 بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني، حيث تقرر حينها إطلاق 420 مترًا مكعبًا من نهر دجلة في الثانية.
وبحسب الجبوري، فإن الزيادة التركية في الإطلاقات استمرت بضعة أيام فقط، ثم عادت الكميات إلى ما كانت عليه سابقًا.
أكد الوزير عون ذياب أن عدداً من خبراء المياه يقدّرون أن العراق يمر حالياً بأسوأ موسم جفاف منذ قرن، مشيراً إلى أن الحكومة تتابع تطورات الموقف المائي عن كثب، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد على صعيد إدارة الموارد المائية.
شح المياه يشتد.. وتركيا تتراجع عن وعودها

نشر في: 6 أغسطس, 2025: 12:10 ص









