 بغداد / المدى

تتسارع التحركات السياسية بين كييف والعواصم الغربية قبيل القمة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، المقررة اليوم الجمعة في آلاسكا، وسط تسريبات عن مقترحات تتضمن تنازلات إقليمية واسعة لإنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ أكثر من عامين.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أجرى، أمس السبت، اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، دعا فيه القادة الأوروبيين إلى اتخاذ «خطوات واضحة» لتحديد نهج مشترك قبل القمة، مؤكداً ضرورة التنسيق على أعلى المستويات.
وأعلن مكتب ستارمر أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ونائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس ينظمان اجتماعاً لمستشاري الأمن القومي الأوروبيين والأميركيين في لندن، لوضع أسس موقف موحد من مفاوضات السلام المحتملة. واعتبر زيلينسكي أن الاجتماع «فرصة حاسمة» لمناقشة ما يمكن تحقيقه لإرساء سلام «عادل ودائم»، مشدداً على أن كييف لن تمنح موسكو أي مكافآت على ما ارتكبته، وأن السلام العادل يتطلب فهماً واضحاً من الشركاء الدوليين.
موقع «أكسيوس» الأميركي كشف أن المبعوث الخاص للرئيس ترامب، ستيف ويتكوف، أبلغ المشاركين في الاجتماع التحضيري أن بوتين وافق على إنهاء الحرب إذا تنازلت أوكرانيا عن منطقتي لوغانسك ودونيتسك، إضافة إلى شبه جزيرة القرم، مع إشارة إلى استعداد موسكو للتخلي عن مطالبها بمنطقتي خيرسون وزابوريجيا اللتين تسيطر عليهما جزئياً. من جهتها، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أوروبيين وأوكرانيين أن الاقتراح الروسي يشترط انسحاب القوات الأوكرانية من كامل إقليم دونيتسك، ما يضمن لروسيا السيطرة على دونيتسك ولوغانسك والقرم، مقابل وقف شامل لإطلاق النار، من دون تقديم التزامات روسية إضافية. وأبدى مسؤولون غربيون قلقهم من أن يكون العرض محاولة من بوتين لتفادي عقوبات ورسوم أميركية جديدة. المسؤول في الكرملين يوري أوشاكوف أكد أن اختيار آلاسكا مكاناً للقمة «منطقي تماماً» نظراً لقرب روسيا والولايات المتحدة، وأن المحادثات ستركز على إيجاد حل سلمي طويل الأمد للأزمة الأوكرانية. وأفاد بأن روسيا وجهت دعوة لترامب لزيارة موسكو بعد القمة. أما ترامب، فأوضح أن الاتفاق المحتمل لإنهاء النزاع قد يتضمن «تبادلاً للأراضي» لتحسين الوضع للطرفين، مشيراً إلى أن واشنطن وموسكو تعملان على صيغة اتفاق تثبت سيطرة روسيا على الأراضي التي استولت عليها. ودعا زيلينسكي إلى الاستعداد لتوقيع اتفاق سلام، في حال تم التوصل إليه. مسؤولون في كييف أكدوا أنه حتى إذا قبل زيلينسكي بالمطالب الروسية، فإن الدستور الأوكراني يمنعه من التنازل عن الأراضي من دون استفتاء شعبي، ما يضيف عقبة قانونية أمام أي اتفاق محتمل.