TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > عقبات كثيرة تحول دون نجاح خطة نتنياهو المتهورة للسيطرة على غزة

عقبات كثيرة تحول دون نجاح خطة نتنياهو المتهورة للسيطرة على غزة

نشر في: 10 أغسطس, 2025: 12:03 ص

 متابعة المدى

أشارت دراسة تحليلية لموقع «ذي كونفيرسيشن» The Conversation البريطاني إلى أن هناك عدة أسباب وعقبات تجعل من خطة نتنياهو المتهورة للسيطرة الكاملة على غزة واحتلالها أمرًا متعذر التحقيق، وقد تُدخل إسرائيل في «ثقب أسود» بخسائر كبيرة في أفراد الجيش، مع تعريض حياة رهائن ما زالوا أحياء للخطر، وعدم وجود احتياطي كافٍ من أفراد الجيش للمطاولة في حرب قد تتحول إلى حرب عصابات واستنزاف، باستعانة مسلحي حماس بالاحتماء داخل الأنفاق، فضلًا عن زيادة عزلة إسرائيل الدولية بسبب الانتهاكات الإنسانية لسكان غزة، ورفض عربي واسع لأي سيناريو بإفراغ غزة من أهلها.

وتضمنت الخطة التي أعلنتها حكومة نتنياهو للسيطرة الكاملة على غزة تحقيق خمسة «مبادئ» من بينها نزع سلاح القطاع، والإفراج عن بقية الرهائن المحتجزين لدى حماس، وتجريد الحركة من سلاحها. وتأتي هذه المرحلة الجديدة من الحرب ضمن نمط مألوف من وضع استراتيجيات ضعيفة التخطيط من جانب نتنياهو، دون مبررات كافية أو تخطيط مسبق واضح. ومع هدفه الجديد المعلن بالسيطرة الكاملة على مدينة غزة، فإن نهاية الحرب لا تبدو قريبة أو وشيكة.

هل الخطة حكيمة من الناحية العسكرية؟
من اللافت أن رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، الفريق هرتسي زمير، عارض قرار توسيع العمليات في غزة، محذرًا من أن أي خطة لاحتلال القطاع ستدخل إسرائيل في «ثقب أسود». ويرى أن توسيع الحملة العسكرية ليس له أي جدوى أو منفعة، بل سيكون مردوده عكسيًّا محفوفًا بالمخاطر في بيئة سكنية مثل غزة، إذ يمكن لحماس استخدام شبكة أنفاقها الضخمة لتنفيذ هجمات مباغتة ضد الجنود الإسرائيليين وزرع العبوات الناسفة في المباني. وبالتالي فإن خطة نتنياهو ستؤدي حتمًا إلى سقوط المزيد من قتلى الجيش الإسرائيلي، فقد قُتل نحو 900 عنصر من الجيش حتى الآن في الحرب.
علاوة على ذلك، فإن السيطرة الكاملة على القطاع قد تستغرق شهورًا، وستؤدي إلى مقتل عدد لا يحصى من المدنيين الفلسطينيين، وقد تعرض حياة نحو 20 رهينة إسرائيلي ما زالوا أحياء للخطر. وقد قتلت حماس ستة رهائن أواخر عام 2024 عندما بدا أن القوات الإسرائيلية تقترب منهم، ولا يُستبعد تكرار ذلك إذا شعرت أنها محاصرة.

هل لدى إسرائيل ما يكفي من القوات العسكرية لتنفيذ العملية؟
يبلغ قوام الجيش الإسرائيلي حوالي 169 ألف جندي، ويعتمد على أكثر من 400 ألف من قوات الاحتياط لتعزيز الجيش وقت الطوارئ، لكن استدعاء الاحتياط لفترات طويلة يضر بالاقتصاد على المدى البعيد.
يعتمد نتنياهو على استراتيجية «التطهير والسيطرة والبناء» ضد حماس، أي تطهير المنطقة من مقاتلي حماس، ثم السيطرة عليها عسكريًّا لمنع عودتهم، ثم تهيئة بيئة تمنع حماس من العمل، عبر تدمير الأنفاق وإعادة السلطة المدنية. لكن لا توجد لدى إسرائيل قوات كافية لتطبيق هذه الاستراتيجية على كل القطاع، خصوصًا مع الحاجة إلى إبقاء قوات في الضفة الغربية حيث تتصاعد المواجهات بين المستوطنين اليهود والفلسطينيين.
ورغم أن نتنياهو يقول إنه لا يريد احتلال غزة بشكل دائم، فإن وزراء اليمين المتطرف في حكومته يريدون ذلك، بل يطالبون بإعادة المستوطنات الإسرائيلية إلى غزة وضم معظم الضفة الغربية، إن لم يكن كلها.
هذا التناقض في مواقف الحكومة يجعل من الصعب معرفة الخطة الحقيقية طويلة المدى لنتنياهو، إذا كانت موجودة أصلًا.

ما طبيعة «القوة العربية» التي ستتولى الأمن لاحقًا؟
قال نتنياهو في مقابلة هذا الأسبوع إنه يتصور أن تنتقل السيطرة الأمنية على غزة لاحقًا إلى «قوات عربية». لكن ما هي الدول العربية التي سترسل قوات؟
الموقف العربي التقليدي هو عدم حل مشكلة إسرائيل مع الفلسطينيين بالنيابة عنها، ورفض أي ترتيبات في غزة أو الضفة يعارضها الفلسطينيون. وباختصار، رغم أنهم يعارضون حماس، فإنهم يرفضون القيام بهذا العمل «غير المرحب به» لصالح إسرائيل.
وقد حذر مسؤول حماس، أسامة حمدان، هذا الأسبوع من أن حركته ستعتبر أي قوة تتولى الحكم في غزة قوة احتلال مرتبطة بإسرائيل، وستكون هدفًا للهجمات.

ما الخطة لسكان غزة المدنيين؟
في تموز، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت عن خطة لنقل سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة إلى «مدينة إنسانية» في جنوب القطاع. ورئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت شبَّه الفكرة بـ«معسكر اعتقال».
لم يُذكر الكثير عن الخطة مؤخرًا، لكن تنفيذها سيؤدي بلا شك إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وزيادة الإدانة الدولية لإسرائيل.
كما وافق المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي أوائل هذا العام على خطة لتسهيل «النقل الطوعي» للفلسطينيين من غزة إلى دول ثالثة، وهي خطة وُصفت بأنها محاولة للتطهير العرقي. وبالطبع، لن توافق أي دولة عربية على استقبال أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني.

هل يقبل نتنياهو بتعميق عزلة إسرائيل الدولية؟
أشار الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أمين سايكال، في مقابلة له الجمعة، إلى مدى تضرر سمعة إسرائيل دوليًّا منذ بدء الحرب، حتى بين الأميركيين.
أصبح الإسرائيليون يدركون أن السفر خارج البلاد قد ينطوي على مخاطر، فقد تم توقيف إسرائيليين اثنين في بلجيكا واستجوابهما بعد مشاركتهما في مهرجان موسيقي ورفع علم لواء من الجيش، حيث اتهما بالتورط في جرائم حرب بغزة.
كما جاء الرد الدولي سريعًا على قرار نتنياهو بتوسيع الحرب، إذ أعلنت ألمانيا، ثاني أكبر مزود أسلحة لإسرائيل، وقف جميع صادراتها العسكرية لها.
وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الجمعة، إن برلين لن توافق على صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل لاستخدامها في قطاع غزة «حتى إشعار آخر».
ويمثل هذا الإعلان تغيرًا كبيرًا في نهج ألمانيا، التي كانت واحدة من أقوى حلفاء إسرائيل على الساحة الدولية.
وقد جاء هذا القرار بالتزامن مع موافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على خطة للسيطرة على مدينة غزة، حيث قالت الحكومة إن هذه الخطة ضرورية لتدمير حماس وتحرير الرهائن المتبقين المحتجزين في قطاع غزة.
ولهذا، تبدو الخطة التي تسعى إسرائيل لتنفيذها ذات مخاطر عسكرية وسياسية وإنسانية عالية المستوى، وتفتقر إلى رؤية واضحة لما بعد السيطرة، وقد تؤدي إلى إطالة الحرب وتعميق عزلة إسرائيل دوليًّا، وهي ذات أهداف سياسية داخلية تدور في ذهن نتنياهو أكثر من كونها استراتيجية طويلة الأمد.

عن وكالات عالمية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: أكثر من 57 ألف أسرة في غزة تعيلها نساء وسط تهديدات الجوع والمرض

الأمم المتحدة: أكثر من 57 ألف أسرة في غزة تعيلها نساء وسط تهديدات الجوع والمرض

 ترجمة المدى أفاد مسؤول أممي بأن أكثر من 57 ألف أسرة في غزة باتت تُدار من قبل نساء يواجهن أوضاعًا قاسية في ظل انهيار النظام الصحي ومشكلات كبيرة في إيصال المساعدات رغم سريان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram