كربلاء /علي العلاوي بينت احتفالية أقامتها دائرة صحة كربلاء بمناسبة اليوم الوطني لصحة المرأة والذي يصادف اليوم العالمي للمرأة حجم المخاطر التي تواجه المرأة بما فيها التعنيف والفقر والأمية مثلما بينت تزايد حالات الانتحار لدى المرأة بسب الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأسري.
وقالت الدكتورة إقبال أبو الحب مسؤولة شعبة البرامج والنظم الصحية في دائرة صحة كربلاء ..إن المرأة ما زالت في مجتمعنا مهمشة ومظلومة ولم تأخذ حقها من العناية الصحية والتعليم والعمل والاستقلال الاقتصادي..وأضافت : إن الظروف السياسية التي مرت على العراق منذ أجيال عديدة جعلت المرأة تصل إلى هذا المستوى الذي غابت عنه الرعاية الصحية إلى أدنى مستوى له..وأكدت إن المرأة هي المتأثر الأول لأي تأثير على العائلة فهي أم إذا ما فقدت ابنها وأرملة إذا ما توفي زوجها وتبقى تعيل العائلة ويضاف إلى ذلك العنف السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعقاب الأسري كل هذه تتحملها المرأة دون أن يدرك الجميع  لك.وأوضحت الدكتورة أبو الحب  : إن مجتمعنا ما زوال يحتاج إلى الكثير من التوعية وبرامج التثقيف التي تحتاج إلى جهد دولة وحكومة ومنظمات المجتمع المدني وإعلاميين ومثقفين..وأشارت إلى إن الأطباء يتحملون جزءا من هذه الحالة لأننا نعاني من نقص في المنظومة الصحية المطلوبة ولم نصل بعد حتى إلى مصاف الدول المتطورة قليلا وليست المتقدمة في مجال تقديم الخدمات الصحية للمارة أو للعائلة بكاملها كون المرأة جزء من العائلة..وأفادت إن هذه الأسباب جعلت نسبة الوفيات بين النساء تزداد وهو خلل اجتماعي وثقافي قبل ان يكون خللا حكوميا لان المجتمع إذا ما تثقف وخاصة بالصحة الوقائية وقللنا نسبة الوفيات ومتى ما كان هناك اهتمام بالجانب الصحي والتعليمي للمارة فان ذلك يعني أن هناك تطورا ولكن ما نراه هو وجود أمية بين نسبة عالية من النساء. في حين قالت الطبيبة  سيناء عبد الحسن إن الواقع الصحي للمرأة يبرز واقع المجتمع الثقافي والصحي والتقدم الملحوظ ومن خلال المرأة يملك قياس تطور البلدان..وأشارت إلى إن حالات الانتحار توضحت صورها خلال السنوات الأخيرة والانتحار يأتي بسبب الضغوط الشديدة والمستمرة على المرأة سواء أكان ذلك من الزوج أو الأب وحتى الأبناء ..وكشفت الدكتورة سيناء أن مستشفى النسائية والتوليد في المدينة تستقبل حالات كثيرة من عمليات موت الأجنة في بطون الحوامل  بسبب تعرض الزوجة إلى العنف بمعنى الضرب الذي يحيق بالمرأة من قبل الزوج في تعامله مثلما تستقبل المستشفى العديد من حالات الإجهاض القسري بسبب الضرب المبرح للمارة الحامل وهذا يؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة أو العوق أو تدهور الصحة النفسية للمرأة.. ..وهذا قد يدفعها في بعض الحالات إلى الانتحار إذا ما مات الطفل في بطنها مثلا وأفادت إلى إن حالات العنف الأسري تزداد في الريف بسبب الروح القبلية والتزمت الرجولي. وهذا ما أكد أيضا اختصاصي الإمراض النفسية في صحة كربلاء عامر الحيدري الذي قال إن الزوج الآن يعاقب زوجته كما كان أبوه يعاقب والدته لأنه يستخدم سلطته الأبوية والذكورية دون أن يدرك أن هذا يعني العنف الأسري وتعنيف المرأة يؤدي إلى تفكك الأسرة..وأضاف.: ما يمكن تسجيله هو إن العنف ضد المرأة والتعامل معها يجري عل أساس إنها كائن ضعيف ..ويشير إلى إن العنف له أسباب كثرة ومن أهمها البطالة والعامل الاقتصادي مما يولد آثارا جانبية والتأثير على سلوك الأطفال"..كاشفا عن إن مستشفى الحسيني يستقبل أسبوعيا أكثر من حالتين انتحار للمرأة أو محاولة انتحار بإحراق الجسد أو التعرض إلى ضربات مؤذية أو سقوط من أماكن مرتفعة خاصة وان المرأة بطبيعتها لا تفشي ما لديها حتى للطبيبة ..موضحا إننا بحاجة إلى  حملة توعية ثقافية للحد من إعمال تعنيف المرأة من خلال رجال الدين وزرع الوازع الديني والإعلام ومنظمات المجتمع المدني  مثلما إلى ثقافة لكي نصل إلى مراحل متقدمة من الوعي من أن العنف ضد المرأة يسبب تفكيك الأسرة. في حين قالت الكعبي من منظمة المرأة المسلمة إن المرأة العراقية ما زالت تعاني من شتى الجوانب إن كان في الجانب الصحي أو غيره..وأضافت حالات التعنيف ضد المرأة ما زالت مستمرة للأسف حتى بعد التغيير رغم محاولات الحكومة العمل على نشر الوعي الثقافي من خلال تعاونها معنا كمنظمات مجتمع مدني وخاصة الدوائر الصحية ومنها هذا الاحتفال الذي نريد أن نبين فيه مخاطر تعنيف المرارة على المجتمع والأسرة..وأفادت إن هناك حرية محجمة للمارة حتى في صحتها وهذا يحتاج إلى جهد كبير تقوم به منظمات المجتمع المدني المعنية بالمرأة لكي نصل إلى مستويات يعرف فيها الرجل إن العنف ضد المرأة هو ضده قبل كل شيء.