متابعة/ المدىبينما يتوقع الأمريكيون استمرار الاحتجاجات العراقية للمطالبة بالاصلاح دون استهداف النظام، لاحظ مراقبون قدرة شباب الفيسبوك العراقيين على تطوير وسائل الاتصال والتنسيق في اطار التظاهرات.وقال مسؤول أمريكي كبير إن العراق سيشهد مزيدا من الاحتجاجات
مع مطالبة المواطنين بخضوع المسؤولين للمحاسبة لكن الولايات المتحدة لا تعتقد أنها تستهدف الاطاحة بالحكومة الائتلافية الهشة.وقال مايكل كوربن نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون العراق في مركز للبحوث في واشنطن"الناس يحتجون لا لتغيير النظام وانما للمطالبة بالخدمات ومكافحة الفساد وتحسين استجابة الحكومة لمطالبهم".واضاف كوربن"علينا ان نراقب ما تفعله الحكومة وهي تتحرك إلى الأمام لكن علينا أيضا أن نراقب ما يفعله المحتجون، لكن من حيث الأساس سترون استمرارا للاحتجاجات في العراق وخصوصا مع مجيء شهور الصيف وحاجة الناس للكهرباء".ولاحظ كوربن أن بعض الاحتجاجات التي وقعت في الآونة الأخيرة شابها العنف مع قيام قوات الأمن العراقية بتفريق المتظاهرين الذين استلهموا الاضطرابات السياسية في مناطق اخرى في العالم العربي للمطالبة بالوظائف والكهرباء والمياه والخدمات الأساسية الأخرى وللتنديد بفساد المسؤولين.وقال كوربن إن الحكومة العراقية حثت المسؤولين العراقيين على التعامل مع الاحتجاجات"بطريقة متوازنة وصريحة".وأضاف أن الولايات المتحدة ستسعى لمساعدة المسؤولين العراقيين لتحسين الخدمات الأساسية مشيرا إلى أن بعض حالات الاحتجاجات تتعلق أساسا بالقضايا المحلية.ويقول مسؤولون أمريكيون إن قدرا كبيرا من الوجود الأمريكي سيكون مطلوبا مع هذا لمدة تتراوح بين ثلاثة وخمسة أعوام لأغراض سياسية واقتصادية وأمنية مثل مساعدة العراق على إضفاء طابع محترف على شرطته وتكثيف عمليات مكافحة القاعدة.على صعيد آخر، ومع استمرار الدعوات المطالبة بالديمقراطية في العديد من الدول العربية في أعقاب ثورتي مصر وتونس يخوض العراقيون حملة للمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية والحد من البطالة.وبعد ثماني سنوات ما زالت عجلة التنمية تدور ببطء في العراق. وتتزايد التظاهرات احتجاجا على نقص المواد التموينية ومياه الشرب والطاقة الكهربائية وفرص العمل.وبعد أسابيع من الاحتجاجات المتفرقة في أنحاء العراق خرج آلاف العراقيين إلى الشوارع في 25 فبراير شباط في تظاهرات"يوم الغضب"احتجاجا على سوء الخدمات الأساسية وللمطالبة بإقالة بعض المسؤولين.احد أعضاء مجموعة على موقع فيسبوك تطلق على نفسها اسم"بغداد لن تكون قندهار".وذكر الشاب لتلفزيون رويترز أن المجموعة تكونت في أعقاب حملة نفذتها بعض المجالس المحلية في المحافظات العراقية لقمع الحريات.وقال"انطلاقة هذه المجموعة.. يعني ان الفكرة الأساسية كانت مرتبطة بمجموعة أحداث وليس حدثا واحدا. مسائل التضييق على الحريات في المحافظات المجاورة لبغداد والبعيدة ووصولاً إلى بغداد. الكثير من المسائل حدثت من قبل مجالس المحافظات دفعتنا نحن مجموعة من الشباب لتأسيس مجموعة على الفيسبوك بعنوان بغداد لن تكون قندهار نحاول أنه نفضح الممارسات التي تسيء إلى الحريات.. التي تكبل وتقمع الحريات".وأوضح الشاب أن أعدادا كبيرة من العراقيين الذين يبحثون عن وسيلة لبث شكاواهم انضموا الى مجموعة"بغداد لن تكون قندهار"التي ينتمي إلى عضويتها بموقع فيسبوك. وأضاف أن الأعضاء المسجلين في المجموعة بلغ عددهم زهاء 26 ألف فرد حتى الآن. وثمة مجموعات أخرى مماثلة على مواقع التواصل الاجتماعي يصل عدد أعضائها إلى 1000 فرد.ومن المستحيل معرفة عدد أعضاء مثل هذه المجموعات الذين يعيشون داخل العراق.والفارق الرئيسي بين المجموعات العراقية على مواقع الشبكات الاجتماعية ومثيلتها في الدول العربية الأخرى هو أن العراقيين لا يطالبون بالإطاحة بحكومتهم المنتخبة التي شكلت قبل بضعة أشهر.
واشنطن: الاحتجاجات العراقية لن تتوقف لكن الحكومة ستبقى
نشر في: 9 مارس, 2011: 09:02 م