بغداد/المدى
شهدت محافظة نينوى، شمال العراق، انطلاق المرحلة الأولى من فتح مقبرة “الخسفة”، إحدى أضخم المقابر الجماعية في العالم، والتي تحتوي على رفات آلاف الضحايا الذين سقطوا على يد تنظيم داعش الإرهابي خلال سيطرته على المحافظة.
وأكد محافظ نينوى، عبد القادر الدخيل، خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم، أن “الإرهاب تفنن في ارتكاب المجازر بحق أبناء المحافظة من مختلف القوميات والأديان”، موضحًا أن عدد الضحايا في هذه المقبرة وصل إلى نحو 20 ألف شخص.
وأوضح الدخيل أن “يومًا واحدًا فقط شهد إعدام أكثر من 2000 مواطن من أهالي الموصل على يد التنظيم، بينهم 600 ضحية من منطقة وادي حجر”. وأشار إلى أن هذه المقبرة تعد من أكبر المقابر الجماعية التي وثقها التاريخ الحديث في العالم.
مقبرة "الخسفة" كانت شاهدة على أبشع فصول الإرهاب في العراق، إذ استخدم تنظيم داعش أساليب وحشية في الإعدام والدفن الجماعي، مستهدفًا المدنيين من جميع المكونات العرقية والدينية في نينوى. وقد ظل موقع المقبرة طيّ النسيان طوال سنوات الاحتلال، حتى تم اكتشافها وفتحها حديثًا ضمن جهود الحكومة المحلية لتوثيق الجرائم ومعاقبة المجرمين.
تأتي هذه الخطوة ضمن جهود السلطات لإعادة رفات الضحايا إلى ذويهم، وإقامة العدالة التاريخية لهم. كما تسهم في توثيق الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها التنظيم، وتقديم دليل ملموس على حجم المعاناة التي عاشها أهالي نينوى خلال سيطرة داعش.
أعلن محافظ نينوى أن الحكومة المحلية بصدد إنشاء نصب تذكاري للضحايا، ليصبح رمزًا لتخليد ذكرى الشهداء وتذكير الأجيال القادمة بالمأساة التي عاشتها المحافظة. وسيحمل النصب تفاصيل هذه المجزرة المروعة، ويشكل مكانًا للتأمل والتعليم حول آثار الإرهاب على المجتمع العراقي.
تفاعل المجتمع المحلي مع افتتاح المقبرة بشكل كبير، معتبرين أن هذه الخطوة تمثل بداية للشفاء النفسي للجماعات المتضررة، وإشارة إلى ضرورة تعزيز السلام والأمن في المنطقة. كما أعربت منظمات حقوق الإنسان الدولية عن دعمها لخطوات توثيق الجرائم ضد المدنيين في نينوى، مشيرة إلى أن هذه المقبرة تعد دليلًا مهمًا على جرائم داعش المروعة.










