TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > طريق الموت في المثنى.. حفر خطيرة على الطريق الدولي تهدد حياة السائقين وسط عجز حكومي

طريق الموت في المثنى.. حفر خطيرة على الطريق الدولي تهدد حياة السائقين وسط عجز حكومي

نشر في: 19 أغسطس, 2025: 12:01 ص

 المثنى/ كريم ستار

وسط استياء واسع من مستخدمي الطريق، رصد مواطنون في قضاء الوركاء بمحافظة المثنى وجود عدد من "الطسات" والحفر على الطريق السريع الدولي ليست بالبسيطة، الأمر الذي بات يهدد سلامة المركبات ويشكل خطرًا مباشرًا على أرواح السائقين وفق حديث اصحاب العجلات.

يؤكد اصحاب المركبات أن هذه الحفر ليست مجرد تلفيات بسيطة يمكن تجاهلها، بل هي تشققات عميقة وتخسفات متفرقة تجبر السائقين، لا سيما سائقي الشاحنات والتريلات، على الانحراف المفاجئ لتجنبها، وهو ما يؤدي إلى حوادث مميتة في بعض الأحيان.
محمد عبد الحسن، أحد سائقي الشاحنات الذين يمرون يوميًا عبر الطريق، يقول لـ(المدى): "التخسفات عميقة، وإذا لم تنتبه فقد تنقلب شاحنتك أو تتعرض لعطل كبير. نحن مجبرون على الانحراف لتجنب الطسات، وهذا قد يضعنا في مسار المركبات القادمة أو على حافة الطريق، وهو أمر في غاية الخطورة".
من جهته يقول السائق الاخر، أبو زيد لـ(المدى): "كنا راكبين في السيارة واجبرنا على الانحراف قليلا عن مسارنا المخصص لتجنب الحفر، وهذا كاد يتسبب في حادث مميت. الوضع خطير، وعلى الجهات المعنية أن تتحرك فورًا".
من جانب آخر، يرى بعض المواطنين أن ما يفاقم المشكلة هو غياب الصيانة الدورية للطريق، وأن المعالجة المؤقتة، مثل ردم الحفر بالأسفلت الرديء، لا تصمد أمام الأمطار أو حركة الشاحنات الثقيلة.
كريم علي، سائق أجرة، يعلق قائلاً لـ(المدى): "الموضوع ليس جديدًا، الحفر موجودة منذ أشهر، وعندما يتم إصلاحها تعود خلال أسابيع. نحتاج إلى حل جذري وصيانة شاملة، وليس مجرد ترقيع مؤقت".
ورغم هذه الشكاوى، نفت الحكومة المحلية في المثنى مسؤوليتها المباشرة عن إصلاح الطريق، مؤكدة أن الملف من اختصاص وزارة الإعمار والإسكان
مدير إعلام محافظة المثنى، سعيد مشعان، أوضح أن "الكثير مما يُقال عن سوء الطريق السريع في قضاء الوركاء مبالغ فيه. هذا الطريق جديد نسبيًا، وتم استحداثه في السنوات الأخيرة وفق أحدث المعايير، مع وجود جزرات وسطية وإنارة عالية المستوى على امتداده. وإذا كانت هناك مشكلة أو تلفيات فهي ضمن مسؤولية وزارة الإعمار والإسكان، وليس الحكومة المحلية.”
ويضيف مشعان: “نحن على استعداد للتعاون مع الجهات المعنية لإيصال أي ملاحظات أو شكاوى، لكن من المهم أن يعرف المواطن أن صلاحيات الصيانة وإصلاح الطرق الخارجية تعود للوزارة المختصة.”
تصريحات مشعان لم تقنع بعض الناشطين المحليين، الذين اعتبروا أن الحكومة المحلية كان يمكن أن تلعب دورًا أكبر في متابعة الموضوع مع الجهات المعنية، خصوصًا في فترة تشهد فيها المحافظة كثافة مرورية غير مسبوقة.
حيدر فاضل، ناشط مدني، قال لـ(المدى): “لسنا مهتمين بمن تقع عليه المسؤولية الإدارية، نحن نريد حلاً سريعًا. الحوادث لا تنتظر المراسلات الرسمية، وأرواح الناس أهم من الروتين الحكومي.”
خبراء في مجال الطرق يرون أن المشكلة قد تتفاقم إذا لم يتم التدخل العاجل، إذ أن أي تأخير في الإصلاح سيؤدي إلى توسع التخسفات وتشقق الطبقات الإسفلتية، مما يضاعف كلفة الصيانة لاحقًا. ويشير هؤلاء إلى أن الحل الأمثل يتطلب إزالة الطبقات التالفة بالكامل وإعادة فرشها بأسفلت عالي الجودة، مع مراعاة معايير التحمل للشاحنات الكبيرة، فضلًا عن وضع خطة صيانة دورية. حتى ذلك الحين، يواصل المواطنون توثيق ما يشاهدونه من حوادث ومخاطر، فيما يتمنى مستخدمو الطريق أن يكون القادم أفضل، وأن يجدوا طريقًا آمنًا يليق بأهميته على المستوى الوطني والدولي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram