TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > تزايد احباطات إسرائيل في غزة تشعل احتجاجات داخلية عارمة ضدها

تزايد احباطات إسرائيل في غزة تشعل احتجاجات داخلية عارمة ضدها

نشر في: 19 أغسطس, 2025: 12:03 ص

 متابعة/ المدى

حاول متظاهرون إسرائيليون يطالبون بإبرام اتفاقية للإفراج عن الاسرى في غزة شلّ حركة البلاد يوم الاحد الماضي، في واحدة من أكبر وأشد المظاهرات منذ اندلاع الحرب قبل 22 شهرا. المنظمون للتظاهرات، الذين يمثلون عائلات الاسرى، أكدوا أن مئات الالاف من الأشخاص شاركوا فيها.

يتزايد الإحباط داخل إسرائيل إزاء خطط شن هجوم عسكري جديد في بعض أكثر مناطق غزة اكتظاظا بالسكان. كثير من الإسرائيليين يخشون ان يعرض ذلك حياة الاسرى المتبقين لمزيد من الخطر. ويعتقد ان 20 من أصل 50 مازالوا محتجزين على قيد الحياة.
يهودا كوهين، والد أحد الاسرى المحتجزين في غزة، يقول " نحن نعيش بين جهة مسلحة تحتجز ابناءنا وحكومة ترفض التفاوض للإفراج عنهم لأسباب سياسية."
حتى بعض كبار قادة الجيش والمخابرات السابقين باتوا يدعون الى التوصل الى صفقة لإنهاء القتال.
تجمع المتظاهرون في عشرات المواقع من تل ابيب، بما في ذلك أمام منازل سياسيين، ومقرات عسكرية، وعلى الطرق السريعة. قاموا بإغلاق مسارات واشعال نيران. بعض المطاعم والمسارح أغلقت تضامنا. الشرطة قالت إنها اعتقلت 38 شخصا.
أحد المتظاهرين حمل صورة طفل فلسطيني من غزة يعاني الهزال من الجوع. كانت مثل هذه الصور نادرة في المظاهرات الإسرائيلية سابقا. لكنها باتت تظهر كثيرا الان مع تنامي الغضب من الأوضاع في القطاع بعد تسجيل أكثر من 250 وفاة مرتبطة بسوء التغذية والتجويع.
لكن نهاية الحرب لا تبدو قريبة. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوازن بين ضغوط متعارضة، منها احتمال حصول تمرّد داخل ائتلافه.
قال نتنياهو " من يطالبون اليوم بإنهاء الحرب دون القضاء على حماس لا يرسخون فقط موقف حماس ويؤخرون إطلاق سراح أسرانا، بل يضمنون أيضا تكرار فضائع 7 أكتوبر."
المرة الأخيرة التي وافقت فيها إسرائيل على وقف لإطلاق النار شمل الإفراج عن بعض الاسرى في وقت سابق من هذا العام، هدد أعضاء من حكومته اليمينية المتطرفة بإسقاطه.
وفي التظاهرة رفع ناشطون علما إسرائيليا ضخما مغطى بصور الاسرى المحتجزين في غزة، كما اضرمت النيران في الإطارات وتوقفت حركة المرور بالكامل.
وأعلن " منتدى عائلات الاسرى والمفقودين “، الذي يمثل ذوي المحتجزين، اضرابا عاما على مستوى البلاد. وقال المنتدى في بيان صدر عنه: " سنعطل البلاد اليوم بنداء واحد واضح: أعيدوا الخمسين اسيرا ، أوقفوا الحرب " ، متعهدا بتصعيد حملته من خلال نصب خيمة احتجاج قرب حدود غزة.
أحد المتظاهرين قال: " هناك شريحة واسعة تعارض السياسة الرسمية."
الهجوم الجديد سيستلزم استدعاء آلاف من الجنود الاحتياط، وهو مصدر قلق آخر للإسرائيليين.
من جانب آخر، قالت مستشفيات وشهود عيان في غزة ان القوات الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 17 من طالبي المساعدات يوم الاحد الماضي، بينهم تسعة كانوا ينتظرون شاحنات إغاثة تابعة للأمم المتحدة قرب ممر موراج. قال حمزة عصفور، الذي كان شمال الممر بانتظار قافلة، ان قناصة إسرائيليين أطلقوا النار بداية لتفريق الحشود، ورأى شخصين مصابين بالرصاص. وأضاف بقوله: " اما ان أتحمل هذا الخطر أو انتظر وارى عائلتي تموت جوعا." في الوقت نفسه، وبحسب بيانات مستشفى العودة، تم قتل ثلاثة اشخاص في ضربة إسرائيلية استهدفت مجموعة من الأشخاص في مخيم البريج بوسط غزة.
الحرب الجوية والبرية الإسرائيلية قتلت أكثر من 61 ألف و900 شخص، وذلك وفق وزارة الصحة في غزة، التي تقول ان نحو نصفهم من النساء والأطفال.
وقالت الوزارة ان طفلين وخمسة بالغين توفوا الاحد الماضي جراء سوء التغذية. الأمم المتحدة وخبراء مستقلون يعتبرون بيانات الوزارة هي الأكثر موثوقية بشأن الضحايا.
وحذرت الأمم المتحدة من ان مستويات الجوع وسوء التغذية في غزة هي الأعلى منذ بدء الحرب. ومعظم المساعدات مُنعت من الدخول منذ فرض إسرائيل حصارا شاملا في آذار بعد انتهاء وقف إطلاق النار. ومنذ ذلك الحين استؤنفت جزئيا، لكن المنظمات الإنسانية تقول ان الكميات أقل بكثير من المطلوب.
ليس واضحا متى سيبدأ الجيش الإسرائيلي هجومه الجديد في مدينة غزة المكتظة، ومناطق المواسي، وما وصفه نتنياهو بالمخيمات المركزية في القطاع.
الهيئة العسكرية الإسرائيلية لتنسيق المساعدات، اشارت في عطلة نهاية الأسبوع الى خطط لإجلاء السكان قسرا من مناطق القتال الى جنوب غزة " لحمايتهم “. لكن " المناطق الآمنة " نفسها تعرضت للقصف مرات عديدة خلال الحرب.
قالت راغدة أبو ظاهر، التي نزحت عشرات المرات منذ بداية الحرب وتعيش الآن في مدرسة غرب مدينة غزة: " لا توجد مناطق إنسانية وآمنة على الإطلاق."
أما محمد أحمد، شخص آخر من سكان غزة، فيقول بأنه لن يتحرك جنوبا. مشيرا بقوله: " هنا قصف وهناك قصف." من جانب آخر، اتهمت منظمة العفو الدولية يوم الاثنين إسرائيل بانتهاج " سياسة متعمدة " لتجويع سكان غزة، في وقت تحذر فيه الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من مجاعة وشيكة في القطاع الفلسطيني.
وفي تقرير استند الى شهادات فلسطينيين نازحين وعاملين طبيين عالجوا أطفالا يعانون من سوء التغذية، قالت العفو الدولية ان " إسرائيل تشن حملة متعمدة من التجويع في قطاع غزة المحتل."
وأضافت المنظمة أن إسرائيل تقوم " بتدمير منهجي للصحة والنسيج الاجتماعي للحياة الفلسطينية."
وقالت منظمة العفو في تقريرها: " إنها النتيجة المقصودة لخطط وسياسات وضعتها إسرائيل ونفذتها على مدى الأشهر ال 22 الماضية، بهدف تعمد الحاق أوضاع معيشية مدروسة صعبة بالفلسطينيين في غزة تؤدي الى تدميرهم جسدياً، وهو جزء لا يتجزأ من الإبادة الجماعية المستمرة التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة."

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

منظمة دولية: إسرائيل أكبر قاتل للصحفيين على مستوى العالم هذا العام

منظمة دولية: إسرائيل أكبر قاتل للصحفيين على مستوى العالم هذا العام

 ترجمة المدى قالت منظمة “مراسلون بلا حدود” يوم الثلاثاء إن إسرائيل مسؤولة عمّا يقرب من نصف عدد الصحفيين الذين قُتلوا هذا العام حول العالم، حيث قُتل 29 صحفياً فلسطينياً بنيران قواتها في غزة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram