متابعة / المدى
دعت لجنة المقابر الجماعية في نينوى، المنظمات الدولية والإقليمية ومؤسسات المجتمع المدني، إلى مساندة الفرق العاملة في مقبرة الخسفة جنوب الموصل، من أجل التمكن من الوصول إلى قاع الحفرة التي تُعد من أفظع مواقع المقابر الجماعية في العراق.
وقال رئيس اللجنة، القاضي محمد صلاح الدين البدراني، إن “ما تم العثور عليه حول الحفرة وفي مداخلها يندى له الجبين، فكيف بما قد يُكتشف في أعماقها”، موضحاً أن الأمتار الأولى من العمل أظهرت رفات ضحايا أعدمهم تنظيم داعش وألقاهم في الموقع.
وأشار البدراني إلى أن العمل في المقبرة يواجه تحديات كبيرة وقد يستغرق أكثر من عامين لإنجازه، مؤكداً أن الملف الإنساني يتطلب تظافر الجهود وبدعم دولي واسع للوقوف إلى جانب ذوي الضحايا وإنصافهم بالكشف عن مصير أحبّتهم.
وكان محافظ نينوى عبد القادر الدخيل ورئيس محكمة استئناف المحافظة القاضي رائد حميد المصلح، قد أعلنا قبل أيام افتتاح مقبرة الخسفة في مرحلة أولى، بعد سنوات من مطالبات الأهالي بفتحها.
في السياق نفسه، نظم العشرات من ذوي المفقودين والمغيبين في منطقة وادي حجر بالجانب الأيمن من الموصل وقفة احتجاجية، مطالبين بالكشف عن مصير أكثر من 600 شخص من أبنائهم المفقودين منذ عام 2014.
المشاركون رفعوا صور ذويهم ولافتات تدعو الحكومة إلى توضيح مصير أبنائهم، مؤكدين أن معاناتهم مستمرة منذ تحرير المدينة وحتى اليوم. وقالت أم أحمد، والدة أحد المغيبين: “نحن نشكر المحافظ على فتح ملف الخسفة، لأن هذه الخطوة قد تكشف لنا مصير أبنائنا، هل ما زالوا أحياء أم أصبحوا شهداء”. وأضافت: “نريد أن نعرف الحقيقة، فإذا كانوا قد استشهدوا ندفنهم بكرامة، وإذا كانوا أحياء نطالب بإطلاق سراحهم”.
وتُعد منطقة وادي حجر من أكثر المناطق التي فقدت أبناءها بعد سيطرة داعش على الموصل، حيث تشير التقديرات إلى اختفاء نحو 600 شاب ورجل من منتسبي الشرطة والمدنيين. بعض الروايات تقول إنهم شوهدوا في السجون بعد التحرير، فيما تؤكد أخرى أن التنظيم أعدمهم وألقى بجثثهم في حفرة الخسفة.
تُفتح حفرة الخسفة اليوم كأحد الملفات الأكثر تعقيداً في نينوى، وسط ترقب واسع من ذوي المفقودين الذين يرون فيها بارقة أمل لكشف مصير أحبّتهم وتوثيق جرائم تنظيم داعش بحق أبناء المحافظة.










