TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > واسط تباشر بتجديد غابة الكارضية ومجلس المحافظة يدعو لاستثمارها

واسط تباشر بتجديد غابة الكارضية ومجلس المحافظة يدعو لاستثمارها

شواء السمك والدجاج يهدّد بانقراض أكبر غابات الكوت

نشر في: 21 أغسطس, 2025: 12:13 ص

واسط / جبار بچاي

باشرت الحكومة المحلية في محافظة واسط حملة عمل لتأهيل وتطوير وتجديد غابة الكارضية في الكوت، التي تُعدّ أحد أهم الغابات على مستوى المحافظة، ومكانًا يُصنّف من أجمل الأماكن الترفيهية فيها قبل أن يطالها الإهمال في السنوات الأخيرة، وتعرّضها للانقراض نتيجة قطع الأشجار من قِبل مجهولين لغرض استخدامها لشواء السمك والدجاج.

وارتفعت انتقادات الأهالي والناشطين في المجال البيئي جرّاء القطع الوحشي للأشجار المعمّرة دون رحمة، لتكون حطبًا يُستخدم للشواء، في وقتٍ اقترح مجلس المحافظة طرح الغابة للاستثمار، باعتباره السبيل الأفضل لتطويرها وتأهيلها لتكون متنفسًا سياحيًا وترفيهيًا لأهالي المدينة كما كانت في السابق، لاسيما أنها لا تبعد عن مدينة الكوت أكثر من خمسة كيلومترات.
وقال مدير قسم الإعلام والاتصال الحكومي في محافظة واسط، حيدر هليل: «إن غابة الكارضية في الكوت أصبحت على لائحة الاهتمام والتطوير والمحافظة على هويتها، حيث وجّه محافظ واسط هادي مجيد كزار الهماشي بإطلاق حملة لرفع التجاوزات عن الغابة والعمل على تطويرها ومنع أي شكل من أشكال العبث فيها».
وأضاف في حديثه لـ(المدى): «إن هذا الإجراء جاء إثر زيارة للغابة للاطلاع على واقعها وإيجاد آلية لتطويرها ومنع ظاهرة قطع الأشجار ومحاسبة المخالفين».
مشيرًا إلى أن «أولى خطوات العمل التي تهدف إلى المحافظة على هذا المشروع الحيوي تمثّلت بمنع أي تجاوزات وعدم السماح بقطع الأشجار، وتكليف مفرزة لحراسة الغابة، كذلك تمت المباشرة فعلًا بتعديل الأرض والمساحات بين الأشجار، وفتح السواقي، ورفع النباتات والأحراش الضارّة».
ولفت إلى أن «الحكومة المحلية في واسط بدأت تعمل جديًّا لإحياء هذه الغابة التي كانت إلى وقت قريب تمثل ملاذًا ترفيهيًا جميلًا لعوائل المدينة، لاسيما أنها تقع مباشرة على نهر دجلة وعلى مسافة قريبة من مركز المدينة».
وأكد هليل أن «هذه الخطوة جاءت بالتزامن مع الجهود المبذولة والخطة الجديدة للمحافظة للاهتمام بتعزيز الاستدامة البيئية وزيادة المساحات الخضراء في المحافظة، والتحضير لأوسع حملة للتشجير مع انتهاء فصل الصيف».
من جانبه، قال الناشط البيئي محمد ثجيل القريشي: «إن الغابات في واسط وفي العراق عمومًا تتعرض لأقسى الظروف المناخية الناجمة عن الجفاف وشح المياه، وأغلبها أصبحت مهملة وتعرضت لأضرار كبيرة، وكل ذلك بسبب إهمال الجهات الحكومية لها».
وأضاف: «لا أحد يجهل أهمية الغابات سواء كانت ملاذات ترفيهية وسياحية جميلة أو الإفادة من أشجارها في الاستخدامات الصناعية، إضافة إلى كونها تمثل جزءًا من البيئة المستدامة، لذلك كان ينبغي الاهتمام بها من قبل وزارة الزراعة، وهي الجهة العليا التي تشرف على عموم الغابات من خلال الشركة العامة للبستنة والغابات».
وأشار إلى أن «غابة الكارضية، وبسبب الإهمال، تعرضت لأضرار جسيمة، وأصبحت أشجارها الكبيرة سلعة رخيصة للحطّابين وأصحاب مطاعم شواء السمك والدجاج الذين يفترشون الشوارع والأماكن العامة دون حسيب أو رقيب».
وذكر أن «النيل من هذه الغابة غيّر ملامحها كثيرًا، وبات التصحّر يشغل الحيّز الأكبر منها، ولم تعد لها أهمية بيئية أو ترفيهية على العكس مما كانت عليه في السابق».
واعتبر القريشي خطوة الحكومة المحلية في واسط بتأهيل وتطوير غابة الكارضية ومنع التجاوز عليها على أقل تقدير خطوة بالاتجاه الصحيح، ولابد من مساندتها ودعمها من قبل الجهات الحكومية المعنية وحتى منظمات المجتمع المدني والأهالي».
وفي السياق ذاته، قدّم عضو مجلس واسط حبيب البدري طلبًا إلى مجلس المحافظة لإحالة غابات الكارضية في مدينة الكوت إلى الاستثمار، نظرًا لكونها شبه متروكة وعدم الاستفادة من مساحاتها الكبيرة.
وقال البدري: «إن الهدف من هذا المقترح هو الاستثمار الأمثل لهذه الأراضي وتوظيفها في مشاريع تنموية وخدمية تعود بالنفع على المحافظة، إلى جانب الحرص على منع أي استغلال سلبي للمساحات الكبيرة وحماية ما تبقى من أشجار فيها قبل أن يطالها القطع من قِبل العابثين». وأشار إلى أن «مجلس واسط يضع ضمن أولوياته دعم المشاريع الاستثمارية التي تُسهم في تنمية الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل جديدة لأبناء المحافظة، فضلًا عن إتاحة الفرصة لسكان وأهالي منطقة الكارضية للاستفادة المباشرة من هذه المشاريع وإيجاد فرص عمل ملائمة للكثير من العاطلين».
وكان مشروع غابات واسط قد انطلق عام 1954 في مدخل مدينة الكوت بمساحة قدرها 1336 دونمًا موزعة على موقعين: الأول في مدخل المحافظة، وتقع فيه إدارة المشروع بمساحة 840 دونمًا، وموقع الكرامة في الكارضية بمساحة 496 دونمًا.
وتوجد في محافظة واسط، التي تتميز بكونها ذات طابع زراعي، خمس غابات منفّذة من قبل الشركة العامة للغابات والبستنة في وزارة الزراعة، هي: غابة الكوت بموقعيها «الكوت والكارضية»، وشيخ سعد (50 كم جنوب شرق الكوت)، والنعمانية (60 كم شمال غرب الكوت)، والشحيمية (90 كم شمال غرب الكوت)، وغابتا الحفرية والموفقية، ويبلغ مجموع مساحة تلك الغابات بحدود 29 ألفًا و552 دونمًا، لكن جميعها تعرضت لأضرار جسيمة في السنوات الأخيرة تصل إلى 100% في أغلبها، وأصبحت غير ذات جدوى ما لم يتم إحياؤها مجددًا.
ويُذكر أن الشركة العامة للبستنة والغابات في وزارة الزراعة العراقية سبق أن أعلنت عن البدء بخطة لإحياء الغابات الصناعية في محافظة واسط بعد تعرض تلك الغابات لأضرار تراوحت بين 50 إلى 100%، وحينها دعت الحكومة المحلية إلى شمولها بمخصصات تنمية الأقاليم لأهميتها الاقتصادية والسياحية والبيئية.
وكانت غابات واسط تُجهّز دوائر الدولة والبلديات والمواطنين بمختلف الشتلات الملائمة للبيئة المحلية مثل: اليوكالبتوس، الكازورينا، الأثل، الديدونيا، اللو سينيا، الأكاسيا، والأشنطونيا، وبأسعار مدعومة قدرها 500 دينار للشتلة الواحدة، للإسهام في زيادة المساحات الخضراء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram