متابعة / المدى
اتهم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، خلال زيارته إلى روسيا أمس الأربعاء، إسرائيل بأنها "تقتل فرص السلام" في المنطقة عبر ممارساتها العسكرية والاستيطانية، مؤكداً أن العدوان على غزة خلّف "واقعاً لا إنسانياً" يهدد الاستقرار الإقليمي. وجاءت تصريحاته بالتزامن مع إعلان إسرائيل خطة عسكرية واسعة للسيطرة على مدينة غزة واستدعاء 60 ألف جندي احتياط، إضافة إلى موافقتها النهائية على مشروع استيطاني مثير للجدل في الضفة الغربية.
وقال الصفدي عقب اجتماعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو إن "الحكومة الإسرائيلية لا تكتفي بقتل الفلسطينيين وقتل فرص السلام في المنطقة، بل تمد صراعها أيضاً إلى لبنان وسوريا". وأضاف أن بلاده تسعى إلى بحث "الجهود المبذولة لإنهاء المجازر والمجاعة" الناتجة عن العدوان في غزة، مؤكداً أن "السلام يبقى الهدف الاستراتيجي لنا جميعاً، وهو السبيل الوحيد للاستقرار".
ورغم أن الأردن لا يملك حدوداً مباشرة مع قطاع غزة، إلا أنه يعد من بين الدول المتأثرة بالحرب المستمرة منذ 22 شهراً بين إسرائيل وحركة حماس، والتي اندلعت عقب هجوم الحركة على إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وفي القدس، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن الوزير يسرائيل كاتس صادق على خطة للسيطرة على مدينة غزة، وأمر باستدعاء نحو 60 ألف جندي احتياط لتنفيذ العملية. وأوضح الجيش الإسرائيلي أن المرحلة المقبلة ستكون "عملية تدريجية دقيقة ومركزة" داخل المدينة وحولها، باعتبارها المعقل العسكري والإداري لحركة حماس.
وبحسب الدفاع المدني في غزة، أسفرت الغارات الإسرائيلية الأخيرة عن مقتل 21 شخصاً في مناطق مختلفة من القطاع، فيما تتواصل العمليات العسكرية في أحياء الزيتون والصبرة وتل الهوى وسط قصف عنيف.
ويأتي التصعيد العسكري في وقت أعلنت فيه حركة حماس موافقتها على مقترح جديد لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، يتضمن تبادل رهائن مقابل معتقلين فلسطينيين على دفعتين، بضمانة أمريكية. لكن الحكومة الإسرائيلية لم تقدّم رداً رسمياً بعد، متمسكة بضرورة الإفراج عن جميع الرهائن دفعة واحدة.
من أصل 251 شخصاً اختطفتهم حماس عام 2023، لا يزال 49 رهينة محتجزين في غزة، بينهم 27 تؤكد إسرائيل أنهم لقوا حتفهم. ويرى مراقبون أن الحكومة الإسرائيلية تواجه معضلة بين خيار صفقة إنسانية قد تُعتبر "تنازلاً"، وبين اجتياح شامل يحمل مخاطر كبيرة على الرهائن والمدنيين.
في موازاة التصعيد في غزة، أعلنت إسرائيل موافقتها النهائية على مشروع استيطاني في المنطقة المعروفة بـ"E1" شرق القدس، يتضمن بناء 3400 وحدة سكنية بين القدس الشرقية ومستوطنة معاليه أدوميم.
ويحذر الفلسطينيون ومنظمات حقوقية من أن المشروع سيؤدي عملياً إلى تقسيم الضفة الغربية إلى قسمين شمالي وجنوبي، مما يقوّض إمكانية قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافياً. وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش علّق قائلاً إن "الدولة الفلسطينية لا تُمحى بالشعارات بل بالأفعال"، داعياً رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى استكمال عملية ضم الضفة الغربية.
وتشير بيانات وزارة الصحة في غزة إلى مقتل أكثر من 62 ألف شخص منذ اندلاع الحرب، معظمهم من المدنيين، وهي أرقام تؤكد الأمم المتحدة موثوقيتها. كما يعيش أكثر من مليوني فلسطيني تحت الحصار وسط خطر المجاعة، حيث وصف السكان أكياس الطحين التي تصل عبر المساعدات بأنها "الذهب الأبيض".
وفي الداخل الإسرائيلي، يتصاعد الضغط على نتنياهو بين عائلات الرهائن المطالبين بصفقة عاجلة لإنقاذ أحبائهم، وحلفائه المتشددين الذين يطالبون باجتياح شامل ونزع سلاح غزة.
خطة اسرائيلية لاجتياح غزة.. ومشروع استيطاني يقسم الضفة الغربية
وزير الخارجية الاردني: إسرائيل تقتل فرص السلام

نشر في: 21 أغسطس, 2025: 12:15 ص









