TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > فرنسا ترفض تصريحات نتنياهو ضدها وتصر على خطة حل الدولتين

فرنسا ترفض تصريحات نتنياهو ضدها وتصر على خطة حل الدولتين

نشر في: 21 أغسطس, 2025: 12:19 ص

متابعة / المدى
بينما تستعد باريس للاعتراف بالدولة الفلسطينية الشهر المقبل كما وعد بذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد جوبهت بهجوم حاد من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باتهامها بمعاداة السامية وتشجيع الهجمات على اليهود بهذا الاعتراف.
وردّت فرنسا بقوة غير معتادة بعد هذا الاتهام لمعاداة السامية، وكان ردّ الإليزيه سريعًا وحازمًا عندما وصف المسؤولون مزاعم نتنياهو بأنها "مهينة" و"خاطئة".
وقد اندلعت الخلافات، التي كانت تتصاعد منذ إعلان ماكرون في تموز عن حلّ الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين، إلى الواجهة العلنية يوم الثلاثاء عندما كتب نتنياهو رسالة إلى الرئيس الفرنسي محذرًا من أن معاداة السامية قد "تصاعدت" في فرنسا منذ قراره. وادّعى أن الاعتراف بدولة فلسطين سيؤدي إلى "إضافة الوقود على نار معاداة السامية هذه"، وسيكافئ حركة حماس، بينما يعرّض المجتمع اليهودي الفرنسي نفسه للخطر.
وكانت قناة "آي 24" الإسرائيلية قد نقلت عن رسالة بعثها نتنياهو إلى ماكرون قوله إن "دعوتكم للاعتراف بدولة فلسطينية تسكب الوقود على نار معاداة السامية. هذه ليست دبلوماسية بل استرضاء. إنها تكافئ حماس، وتزيد من إصرار الحركة على عدم إطلاق سراح الرهائن"، مؤكّدًا أن ماكرون بتلك الخطوة "دفع حماس إلى التشبّث بمواقفها وعدم إبداء مرونة في مفاوضات التبادل".
وردّ الإليزيه في بيان أكدت فيه الرئاسة الفرنسية أن مزاعم نتنياهو خاطئة، وأن هذه "الفترة تتطلّب الجدية والمسؤولية، لا التزوير والتلاعب".
وأكدت باريس أن فرنسا، بعيدًا عن التسامح مع معاداة السامية، "تحمي وستظل دائمًا تحمي مواطنيها اليهود".
وأشار مكتب ماكرون إلى أنه منذ هجمات 7 أكتوبر 2023، أمرت حكومته بـ"أقوى الإجراءات" ضد الجرائم المعادية للسامية. وأضاف البيان أن العنف ضد اليهود الفرنسيين "غير مقبول".
وكان وزير أوروبا لدى ماكرون، بنيامين حداد، صريحًا بالمثل، حيث قال: "فرنسا لديها ما تتعلمه في مكافحة معاداة السامية"، محذرًا من استغلال "قضية تضرّ مجتمعاتنا الأوروبية".
تضمّ فرنسا أكبر الجاليات اليهودية في أوروبا، وقد شهدت الحكومة ارتفاعًا في عدد الجرائم المعادية للسامية المبلّغ عنها خلال السنوات الأخيرة، من 436 حادثة في 2022 إلى 1,676 حادثة في 2023، قبل أن تنخفض قليلًا العام الماضي. وتؤكد باريس أن ذلك يجعل يقظتها وسجلها في هذا المجال لا يشوبهما شك.
وتعود الخلافات الدبلوماسية الأخيرة إلى قرار ماكرون بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة في أيلول القادم، في وقت تتزايد فيه الدعوات الأوروبية للاعتراف بدولة فلسطين، بعد خطوات مماثلة اتخذتها دول عدة في القارة خلال الأشهر الماضية، الأمر الذي تعدّه الحكومة الإسرائيلية مكافأة لحماس، بينما يراه الفلسطينيون تصحيحًا لمسار تاريخي.
وتقول فرنسا، الداعمة منذ زمن طويل لحلّ الدولتين، إن هذه الخطوة تهدف إلى مواجهة حماس وإحياء فرص السلام. وقد اعترفت أكثر من 145 دولة عضو في الأمم المتحدة بالفعل بالدولة الفلسطينية أو تخطّط للقيام بذلك.
وفي رام الله، رحّبت السلطة الفلسطينية بموقف فرنسا وأدانت بشدة مزاعم نتنياهو.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن اتهاماته "غير مبررة وعدائية تجاه السلام"، ورفضت ما وصفته بـ"السجل القديم" في خلط النقد الموجّه لإسرائيل مع معاداة السامية. وأضافت الوزارة: "لا أحد ينخدع".
وقد تطوّر الخلاف في ظلّ توتر دبلوماسي أوسع، إذ وجّه نتنياهو يوم الثلاثاء أيضًا انتقاده لأستراليا، واصفًا رئيس وزرائها أنطوني ألبانيز بأنه "سياسي ضعيف خان إسرائيل وتخلى عن يهود أستراليا" بعد أن أعلنت كانبيرا أيضًا أنها ستعترف بالدولة الفلسطينية.
وقد أدّى هذا النزاع بالفعل إلى إلغاء التأشيرات بين البلدين ردًّا على بعضهما البعض.
لكن بالنسبة لفرنسا، تكمن الأولوية في ضمان أن لا يُساء فهم اعترافها بالدولة الفلسطينية على أنه عداء تجاه اليهود داخل فرنسا أو خارجها. وتصرّ السلطات على أن هذه الخطوة تتماشى مع عقود من الدبلوماسية الفرنسية وليست خروجًا عنها.
وكانت فرنسا، وبالتنسيق مع المملكة العربية السعودية والجمعية العامة للأمم المتحدة، قد خططت لمؤتمر دولي بخصوص خطة حلّ الدولتين يُعقد في نيويورك للفترة من 17 إلى 20 حزيران 2025، ولكن اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران في 13 حزيران، التي استمرت 12 يومًا، أدّى إلى تأجيله.
وكان قصر الإليزيه قد أوضح في مستهل حزيران أن المؤتمر الدولي المزمع عقده في نيويورك بخصوص الحلّ السلمي للقضية الفلسطينية وتطبيق حلّ الدولتين يهدف إلى تحشيد المبادرات المتخذة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي لضمان تحقيق هذا الهدف وتطبيق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية وحلّ الدولتين من أجل التوصّل إلى سلام دائم وشامل في منطقة الشرق الأوسط.
وكان الرئيس الفرنسي ماكرون قد أعلن في 14 حزيران خلال مؤتمر صحفي عن تأجيل مؤتمر نيويورك لحلّ الدولتين بسبب الهجوم الإسرائيلي على إيران، والذي أشار في وقت سابق إلى أن باريس تسعى خلال المؤتمر إلى الاعتراف بدولة فلسطينية، وهي خطوة عارضتها إسرائيل.
عن وكالات عالمية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

منظمة دولية: السودان وفلسطين تتصدران قائمة أكثر الأزمات الإنسانية حول العالم

منظمة دولية: السودان وفلسطين تتصدران قائمة أكثر الأزمات الإنسانية حول العالم

 ترجمة المدى وفقًا لقائمة الأزمات الإنسانية العالمية التي أصدرتها منظمة الإغاثة الدولية (IRC)، فقد تصدّر السودان، وللمرة الثالثة على التوالي، القائمة التي نشرت الثلاثاء، في وقت يواصل فيه طرفا النزاع المضي قدمًا في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram