TOP

جريدة المدى > سياسية > تقرير أمريكي يتوقع تصاعد التوتر في العراق

تقرير أمريكي يتوقع تصاعد التوتر في العراق

نشر في: 21 أغسطس, 2025: 12:59 ص

متابعة / المدى

مع اقتراب موعد الانتخابات العامة في العراق في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، يتوقع تقرير أمريكي تصاعد حدة التنافس بين الحكومة والفصائل المسلحة، في ظل تراجع النفوذ الإيراني مقارنة بالسنوات الماضية.

صراع على السلطة بين الحكومة والفصائل
أشار تقرير «معهد صوفان» إلى أن الجدل حول مصير الفصائل المسلحة سيحدد مستقبل العراق، وما إذا كان قادراً على الاندماج بشكل أوسع في محيطه العربي والابتعاد عن النفوذ الإيراني. وأوضح أن حادثة الاشتباك الأخيرة في المكتب الزراعي بمنطقة الدورة في بغداد، أظهرت وجود صراع متنامٍ على السلطة بين المؤسسات الرسمية، وعلى رأسها مكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وبين جماعات مسلحة تمتلك نفوذاً مستقلاً، وقد تتحدى سلطة الدولة.
وبين التقرير أن الدبلوماسيين الأمريكيين ينظرون إلى هذه الجماعات باعتبارها أدوات لإيران تنفذ توجيهات الحرس الثوري، لكن مراقبين محليين يشيرون إلى أن لها قاعدة اجتماعية عميقة بين أوساط الأغلبية الشيعية، التي ترى أن المؤسسات الرسمية تعاني من ضعف وفساد، وغير قادرة على مواجهة التنظيمات السنية المتطرفة التي سيطرت عام 2014 على مناطق واسعة من العراق ووصلت إلى السلطة في سوريا المجاورة.
واعتبر التقرير أن حكومة السوداني، التي يصفها بـ«المهيمنة من قبل الشيعة المعتدلين»، تحاول إيجاد توافق وطني لنزع سلاح الجماعات الخارجة عن سلطة الدولة، على غرار ما يحدث في لبنان، مع السعي لتجنب رد فعل عنيف من قادة تلك الفصائل وأنصارهم. ورأى أن نتيجة هذا الصراع ستحدد موقع العراق الإقليمي، بينما يسعى السوداني لربط بلاده أكثر بالعالم العربي بعيداً عن «محور المقاومة» الذي تقوده إيران.
وأشار التقرير إلى أن السوداني، الطامح لولاية ثانية، استثمر حادثة الدورة لتصعيد خطواته ضد كتائب حزب الله وفصائل أخرى، ما قد يلقى صدى لدى الناخبين الراغبين بدولة أكثر سيادة واستقلالية. وأكد أنه في حال تمت إقالة قادة اللواءين 45 و46 من الحشد الشعبي، فقد يُنظر إلى ذلك كإشارة على تقدم ملموس في فرض سلطة الدولة. أوضح التقرير أن واشنطن تضغط على السوداني لنزع سلاح الفصائل المرتبطة بإيران وتسريحها بالكامل، في إطار مساعيها لإعادة دمج العراق في محيطه العربي وإبعاده عن طهران. كما أشار إلى إجراءات أمريكية للحد من الموارد المالية للفصائل، عبر قيود على التحويلات والمعاملات المصرفية، شملت كيانات يشتبه بارتباطها بالحوثيين في اليمن. وأكد أن هذه الضغوط ساهمت في تقليص التنسيق بين الفصائل العراقية المتشددة وحلفائها الإقليميين. وفي المقابل، يسعى الإيرانيون للاحتفاظ بقدر من النفوذ من خلال زيارات متكررة لقائد فيلق القدس إسماعيل قاآني إلى بغداد، ورفضهم العلني لنزع سلاح الحشد الشعبي.
وختم التقرير بأن تراجع الموقع الاستراتيجي لإيران خلال العام الماضي، إلى جانب الضغوط الاقتصادية التي يفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جعلا نفوذها في العراق أقل بكثير مما كان عليه في السنوات السابقة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

سباق محتدم: مفاوضات صعبة لتحديد رئيس البرلمان القادم
سياسية

سباق محتدم: مفاوضات صعبة لتحديد رئيس البرلمان القادم

بغداد/ تميم الحسن يقترب ما بات يُعرف بـ«الإطار السني» من لحظة اختيار رئيس جديد للبرلمان. لكن الإعلان، على ما يبدو، لن يكون وشيكًا، إذ ما زال مرهونًا بموافقة بقية المكونات وشبكة تفاهمات أعقد مما...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram