متابعة / المدى
كشف رئيس مجلس أعيان الصابئة المندائيين، غانم هاشم، أن أكثر من 50 عائلة صابئية غادرت العراق خلال الأشهر الخمسة الأخيرة باتجاه تركيا والأردن كمحطات انتقالية صوب دول أخرى.
وأوضح في تصريح صحفي أن عملية مغادرة العوائل الصابئية مستمرة منذ عام 2005 ولم تتوقف حتى الآن. وأشار إلى أن العوائل التي غادرت تنحدر من محافظات عدة بينها البصرة وميسان وبغداد وكركوك.
وبحسب هاشم، فإن الدافع وراء هذه الهجرة يعود إلى الأوضاع الاقتصادية وغياب فرص العمل، لاسيما مع تراجع مهنة الصياغة التي تشكل النشاط الرئيسي لأبناء الطائفة.
الصابئة المندائيون يعدون من أقدم الأديان في العراق، إذ تمتد جذورهم لأكثر من سبعة آلاف عام في بلاد الرافدين. وتشير المخطوطات المندائية إلى وجود أكثر من 400 معبد للطائفة قبل العهد الساساني، معظمها في جنوب العراق، قبل أن تتقلص بشكل كبير عبر الزمن. وقد مارسوا أعمالاً حرفية متنوعة مثل النجارة وصياغة الذهب وصناعة السفن والحدادة.
أقدم المعابد المندائية التاريخية يقع في منطقة الطيب بمحافظة ميسان، وكان يسمى قديماً "الطيب ماثا" أي "أرض الطيب" باللغة المندائية. ويختلف تقويمهم عن الميلادي من حيث ترتيب الأشهر مع بقائها بنفس العدد، حيث تبدأ سنتهم في شهر طابيت الموافق لشهر تموز.
وفي شأن آخر، أكد هاشم أنه تم جمع ملفات نحو 60 إلى 70 شاباً من الصابئة لضمهم إلى الحشد الشعبي، مبيناً أن هناك مساعٍ سابقة لتشكيل فصيل خاص باسم الطائفة قبل أن يُطرح إدماجهم بشكل فردي. وأشار إلى أنه عارض هذا التوجه، متسائلاً: "لماذا لا يوجد صابئة في الأمن الوطني أو وزارة الداخلية أو الشرطة المحلية؟".
وأضاف أن غياب الوظائف دفع بعض أبناء الطائفة للانخراط في الحشد لتأمين رواتب لإعالة أسرهم، منتقداً في الوقت نفسه وجود مكتب للنائب الصابئي أسامة البدري داخل معبد الطائفة في منطقة القادسية ببغداد.
مندى الصابئة في حي القادسية ببغداد، المشيد في ثمانينات القرن الماضي على مساحة 1200 متر مربع مملوكة لوزارة المالية ومخصصة للطائفة، يُعد مركزاً للاحتفالات والمناسبات الدينية. ويضم قاعات تعازٍ ودار ضيافة، كما استُخدم مأوى لبعض العائلات المهجّرة من مدن أخرى.
عائلات صابئية تغادر العراق وسط تراجع فرص العمل وضغوط اقتصادية

نشر في: 21 أغسطس, 2025: 01:04 ص









