TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > بعد ضربة إدلب.. ماذا تبقى لتنظيم داعش في العراق وسوريا؟

بعد ضربة إدلب.. ماذا تبقى لتنظيم داعش في العراق وسوريا؟

نشر في: 24 أغسطس, 2025: 12:01 ص

بغداد / محمد العبيدي
يضيق الخناق شيئاً فشيئاً على ما تبقى من عناصر تنظيم داعش في العراق وسوريا، بعد تلقيه ضربات موجعة خلال الأيام الماضية، في إطار تنسيق أمني متصاعد يستهدف أوكار التنظيم وخلاياه النائمة التي ما زالت تتحرك في الجبال والأودية النائية.
ونفذت قوات التحالف الدولي بمشاركة عراقية عملية عسكرية في ريف إدلب شمالي سوريا، استهدفت منزلاً في بلدة أطمة كان يؤوي قياديين بارزين في التنظيم.
وقال مصدر أمني عراقي رفيع إن «العملية استهدفت قياديين في تنظيم داعش لم يُحسم مصيرهما لغاية الآن، إذ تجري قوات التحالف إجراءات للتثبت من هويات القتلى ومعرفة ما إذا كان أبو حفص القرشي قائد التنظيم بينهما»، مضيفاً أن «العملية جاءت بعد متابعة استخبارية دقيقة وتحركات مشبوهة داخل البلدة السورية القريبة من الحدود التركية».
وأوضح المصدر الذي طلب حجب اسمه لـ»المدى» أن «التنفيذ تخلله إطلاق نار محدود استمر بضع دقائق فقط، من دون تسجيل اشتباك واسع مع السكان أو الجماعات المسلحة المنتشرة في المنطقة، إذ كان الهدف معروفاً ومراقباً منذ فترة طويلة».
غارات مستمرة
وفي الداخل العراقي، استهدفت القوات الأمنية مواقع متفرقة في محافظات صلاح الدين وديالى وكركوك والأنبار، كان أبرزها تدمير مضافة لداعش في وادي الشاي شرقي صلاح الدين، إذ أعلنت قيادة العمليات المشتركة السبت، أن الضربة التي نفذتها طائرات F16 العراقية أسفرت عن مقتل مجموعة من العناصر الإرهابية وتدمير معدات وأجهزة اتصالات.
وتشير التقديرات الأمنية إلى أن أعداد عناصر داعش النشطين في العراق لا تتجاوز 400 عنصر ناشط حالياً، يتركزون في المناطق الوعرة والصحراوية، ويتنقلون بين المضافات السرية لتجنب الرصد المباشر.
بدوره، أوضح الخبير الأمني عبدالغني الغضبان أن «من المعروف عن التنظيم أنه عندما يُقتل قائد معين يظهر بديل عنه، ولذلك فإن مقتل القادة لا يعني انتهاء التنظيم».
وأضاف لـ»المدى» أن «التنظيم تقهقر بعد مقتل أبو بكر البغدادي، وأصبح مجرد مجاميع غير منظورة، أفراد طبيعيون في الشوارع لكنهم مؤمنون بالفكر المتطرف، وعندما يُستدعون ينطلقون إلى الصحارى والمضافات».
وبيّن الغضبان أن «الأجهزة الأمنية تلاحق هذه المجموعات باستمرار عبر الضربات الاستباقية والجهد الاستخباري» لكنه أشار إلى أن السيطرة الكاملة «بنسبة 100‌% غير ممكنة، لأن التنظيم غير منظور ويعتمد على التخفي».
وتابع أن «بقاء التنظيم في العراق مرتبط بإنهاء مقراته في الجغرافيا السورية، لأن الأخيرة ما زالت تمثل حاضنة خفية تمده بالقوة والدافع».
فقدان السيطرة
وتشير الإحصائيات الأممية الأخيرة إلى أن عدد عناصر التنظيم في العراق يتراوح بين 1000 و2000 عنصر موزعين على خلايا صغيرة، في حين تؤكد السلطات العراقية أن النشطين لا يزيدون على 400 فقط.
ورغم اختلاف الأرقام، إلا أن المؤكد أن التنظيم – وفق خبراء - فقد قدرته على السيطرة على مدن أو شن هجمات متزامنة، وبات يعتمد على الكمائن والاغتيالات والعبوات الناسفة كتكتيك أساسي.
ويؤكد خبراء مكافحة الإرهاب أن خطر التنظيم اليوم «تكتيكي» أكثر من كونه استراتيجي، فهو يعرقل الاستقرار ويستنزف الأجهزة الأمنية، لكنه غير قادر على فرض واقع جديد كما فعل في 2014.
وتوصي الدراسات بتركيز الجهد على اختراق الخلايا النائمة، وتعزيز التنسيق بين القوات العراقية والتحالف الدولي، مع إغلاق الثغرات الحدودية التي يتسلل عبرها المسلحون من سوريا.
وبحسب المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، فإن «داعش» تبنى نموذجاً لا مركزياً أشبه بالشبكات المستقلة، ما يجعله أكثر مرونة وصعوبة في الاستئصال النهائي. ومع ذلك، يرى المراقبون أن استمرار الضغط العسكري والاستخباري، إلى جانب معالجة الأزمات السياسية والاجتماعية، كفيل بتقليص التنظيم إلى أدنى مستويات الخطر، وصولاً إلى إنهائه كلياً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram