TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > أزمة المياه وتراكم النفايات تدفع عوائل العنكور للنزوح مرةً أخرى

أزمة المياه وتراكم النفايات تدفع عوائل العنكور للنزوح مرةً أخرى

نشر في: 24 أغسطس, 2025: 12:10 ص

الانبار / محمد علي
يعيش أهالي منطقة العنكور في محافظة الأنبار تحديات بيئية وخدمية متفاقمة، أجبرت عددًا من العوائل على النزوح، بسبب شحّة المياه الصالحة للشرب وتراكم النفايات العشوائية وما تسببه من أمراض تهدد الأطفال، إذ يعتمد سكانها على مياه غير صالحة تصلهم من مستنقعات بحيرة الحبانية مقابل مبالغ مالية كبيرة، ورغم الوعود الحكومية المتكررة بتنفيذ مشاريع لإيصال المياه وإنهاء الأزمة، إلا أن الأوضاع لم تشهد أي تغيير ملموس.
ويقول المختص بالشأن البيئي، صميم سلام، خلال حديثه لـ (المدى): «المعاناة في العنكور أصبحت يومية، فالأهالي يضطرون لشراء مياه ملوثة من بحيرة الحبانية بأسعار مرتفعة، حيث يصل سعر 500 لتر إلى عشرة آلاف دينار، رغم أنها لا تصلح للاستهلاك البشري، ومعظم العائلات لا تملك خيارًا آخر، فإما أن تدفع ثمن هذه المياه أو تعيش بلا ماء».
ويضيف أن «المنطقة تعاني من تراكم النفايات، حيث تتكدس قرب البيوت وتسبب أمراضًا، خصوصًا بين الأطفال»، مشيرًا إلى أن «بعض العوائل نزحت بالفعل بسبب هذه الظروف، فيما من تبقى يعاني من غياب أي خدمات حقيقية».
ويؤكد الناشط البيئي أن «توفير الماء الصالح للشرب والجهد الخدمي الدوري لإزالة النفايات والأنقاض حق من حقوق المواطنين، حيث يمكن ببساطة تخصيص سيارة ثابتة تعمل بين العنكور والمجر لنقل النفايات إلى موقع تحدده بلديات الأنبار، على أن تُرحَّل لاحقًا إلى طمر صحي نظامي».
ويطالب سلام الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية بالتحرك لإنهاء هذه الأزمة الخطيرة والمستمرة منذ سنوات: «الوضع لم يعد يحتمل، وصحة الناس لا يجب أن تترك رهينة الإهمال».
ومن جهته، يقول الناشط المدني، نور الدين الحمداني، خلال حديثه لـ (المدى): «قضية مياه العنكور ليست جديدة، بل هي مشكلة قديمة وخطيرة. الأهالي يعيشون منذ سنوات على مياه غير صالحة، رغم وعود كثيرة سمعناها من وزراء ومسؤولين بتنفيذ مشروع لإيصال الماء النقي، إلا أن شيئًا لم يتحقق حتى الآن».
ويضيف الحمداني أن «المعاناة الأكبر للعائلات في هذه المنطقة أنها من ذوي الدخل المحدود، ولا يملكون القدرة على شراء مياه صالحة، فيضطرون لاستخدام أي ماء يصل إليهم حتى وإن كان ملوثًا، رغم أن هذا الماء يهدد حياتهم ويعرضهم للأمراض».
ويتابع الناشط المدني: «شهدنا في السابق نزوح بعض العوائل من المنطقة بسبب الوضع البيئي، واليوم نشهد موجة نزوح جديدة، وهو مؤشر خطير جدًا يعكس حجم الأزمة والوضع المأساوي، لكننا نأمل أن تكون هناك حلول جدية وسريعة لإنهاء هذه المعاناة المستمرة».
من جانبه، يؤكد المواطن أحمد المرعاوي خلال حديثه لـ (المدى): «العنكور تعيش أزمة مياه خانقة منذ فترة طويلة، فمستوى المياه في بحيرة الحبانية انخفض بشكل كبير، وأصبح الماء غير صالح للاستخدام المنزلي أو للشرب، ما اضطر الأهالي إلى شراء المياه بأسعار مرتفعة».
ويضيف أن «الوضع لم يعد يحتمل، والمنطقة لم تعد صالحة للعيش، حتى أن الكثير من أقاربي وأهالي المنطقة اضطروا للنزوح إلى مناطق أخرى بحثًا عن بيئة أفضل تتوفر فيها الخدمات».
إن ما يجري في العنكور أزمة إنسانية وبيئية خطيرة لا تحتمل الانتظار، إذ يعيش الأهالي بين نزوح متكرر ومعاناة يومية مع الماء والنفايات، بانتظار حلول جذرية تضع حدًا لمعاناتهم، فالحياة هناك لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل، وما يحتاجه الناس اليوم ليس الوعود، بل خطوات واقعية تعيد إليهم حقهم في بيئة صالحة للعيش.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram