اربيل / سوزان طاهر
أخيراً وبعد طول انتظار، أصدرت وزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان قراراً أكدت فيه أن السيارات التي تحمل لوحات أرقام محافظات وسط وجنوب العراق ستكون مشمولة بالغرامات.
وقالت الوزارة في بيان إن «لوحات السيارات الصادرة من محافظات وسط وجنوب العراق أو لوحات أجنبية، يتوجب على أصحابها الالتزام بتعليمات المرور في كردستان».
وأضافت أن «كاميرات رصد السرعة في إقليم كردستان تقوم بتسجيل جميع أنواع اللوحات دون استثناء، وسيتم فرض الغرامات المالية لاحقاً».
وكانت مديرية المرور العامة قد كشفت في وقت سابق عن التحرك لتفعيل النظام المروري الموحّد بين المركز والإقليم .
وقالت مديرية قسم العلاقات والإعلام في المديرية إن «هناك تنسيقاً مباشراً بين الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان بشأن النظام المروري الموحّد».
وأضافت أن «وفداً من الإقليم حضر إلى بغداد من أجل إعداد نظام مروري موحّد، يتم من خلاله تبادل البيانات والمعلومات وإعداد نظام موحّد للغرامات».
حاسبة مركزية
وفي هذا السياق، يؤكد مدير شعبة الغرامات المرورية في أربيل العميد يوسف كريم أن خطوة توحيد الغرامات مع بغداد سبقتها عدة مباحثات بين الطرفين وزيارات متبادلة.
ولفت خلال حديثه لـ «المدى» إلى أن «تطبيق هذه الخطوة ستكون له انعكاسات على تنظيم حركة السير، وتقليل الحوادث المرورية، وتنظيم العلاقة المرورية بين بغداد وإقليم كردستان».
وأضاف أن «ستكون هناك حاسبة مركزية، ويتم تزويد الحكومة الاتحادية بالمخالفات التي تُرتكب داخل محافظات الإقليم لسيارات محافظات وسط وجنوب العراق، وبالعكس، يتم تزويد الإقليم بالمخالفات التي تُرتكب لسيارات الإقليم في تلك المحافظات، ليتم تسجيل الغرامات المالية بحقهم».
وكان المتحدث باسم مديرية مرور أربيل العقيد هيمن أمين قد أشار إلى أن غرامات المخالفات المرورية في إقليم كردستان تُطبق على جميع المركبات دون استثناء، بغض النظر عن نوع لوحة التسجيل التي تحملها، سواء كانت محلية أو تابعة للمحافظات العراقية الأخرى أو حتى دولية.
وأوضح أمين في تصريح صحفي أن «هناك اعتقاداً خاطئاً لدى البعض بأن غرامات المخالفات المرورية تقتصر فقط على المركبات التي تحمل لوحات تسجيل محلية، وهذا بعيد كل البعد عن الحقيقة».
وأردف بأن «أي مركبة تحمل لوحة تسجيل من مدن وسط وجنوب العراق، أو حتى من خارج البلاد، وترتكب مخالفة في إقليم كردستان، ستُفرض عليها غرامة مماثلة للمركبات المحلية».
وحول كيفية تحصيل مبالغ الغرامات من هذه المركبات، بيّن المتحدث باسم مرور أربيل وجود شعبة خاصة تتولى هذه المهمة، حيث يُلزم السائقون بمراجعتها للحصول على براءة ذمة، وفي حال وجود غرامات مسجلة، يجب عليهم تسديدها.
وفيما يتعلق بالمركبات التي تحمل لوحات تسجيل أجنبية (من خارج العراق)، أكد أن «هذه المركبات تخضع للتدقيق عند مغادرتها عبر المنافذ الحدودية».
الجميع تحت خشية الغرامات
من جانب آخر، يرى مهندس الطرق والجسور سيروان جمال أن هذه الخطوة ستقلل من الحوادث المرورية في الطرقات، خاصة مع تفعيل كاميرات السرعة لتسجيل المخالفات.
وبيّن في حديثه لـ «المدى» أن «أغلب حوادث الطرق والجسور في الإقليم وعموم العراق، بنسبة تصل إلى 70%، سببها السرعة الفائقة والاجتياز الخاطئ، ومع تفعيل الغرامات وتوحيدها سيكون الجميع تحت خشية وخوف من فرض الغرامة عليهم».
وذكر أن «في السابق كان السائق الذي يحمل لوحة مرورية صادرة من محافظات الوسط والجنوب عندما يزور الإقليم لا يلتزم بالقواعد المرورية، وخاصة في الطرق الرابطة مع المحافظات والمناطق السياحية، وبسبب ذلك تحصل حوادث كثيرة».
لكن مع توحيد الغرامات سيلتزم الجميع بالإجراءات المرورية، ومع هذا الالتزام يُتوقَّع تخفيف الحوادث بنسبة عالية جداً.
إشادة من المواطنين
مواطنون وعدد من سائقي السيارات أبدوا تأييدهم لقرار توحيد الغرامات، مؤكدين أنه سيقلل الحوادث المرورية، وينظم حركة السير، ويطبق الإجراءات القانونية على الجميع.
ربير، وهو مواطن من السليمانية، قال في حديثه لـ «المدى» إن «هذه الخطوة كان يفترض تطبيقها منذ سنوات لكي يلتزم الجميع بالقانون، فهناك العديد من سائقي الإقليم اشتروا سيارات مرقمة بلوحات محافظات أخرى كي لا تُطبق عليهم الغرامات».
وأضاف أنه «مع تطبيق توحيد الغرامات، فإن الجميع سيلتزم بالإجراءات القانونية، وبالتالي سيرتدي الجميع حزام الأمان، ويخفف السرعة، ويخشى تسجيل المخالفات، ولا يجتاز بشكل خاطئ».
ويعود هذا التوجه إلى عام 2023، حيث باشرت مديرية المرور بإجراءات توحيد الغرامات المرورية بين مدن العراق وإقليم كردستان عبر سلسلة اجتماعات مع مديرية مرور الإقليم.










