TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > زيلينسكي يرى أن اللقاء مع بوتين هو الطريق الأمثل للتوصل إلى اتفاق سلام

زيلينسكي يرى أن اللقاء مع بوتين هو الطريق الأمثل للتوصل إلى اتفاق سلام

نشر في: 26 أغسطس, 2025: 12:23 ص

 متابعة / المدى

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون «الطريقة الأكثر فاعلية للمضي قدماً»، على الرغم من تعثّر الجهود المبذولة لإنهاء الصراع بين الجانبين. وفي وقت أوضح فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الرئيس بوتين لن يوافق على لقاء الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلا إذا كان هناك جدول أعمال ملموس ومتفق عليه بشكل متبادل، مشيراً إلى أن «ذلك الجدول لم يُجهّز بعد»، الأمر الذي أدى فعلياً إلى عرقلة الآمال في إجراء مفاوضات فورية.

وتحدث زيلينسكي الأحد 24 آب أمام حشد من الشخصيات البارزة في ساحة صوفيا في كييف خلال مراسم إحياء ذكرى استقلال البلاد، متعهداً «بدفع روسيا نحو السلام».
وقال زيلينسكي إن «صيغة المفاوضات بين القادة هي الطريقة الأكثر فاعلية للمضي قدماً».
وأضاف زيلينسكي في خطابه بمناسبة ذكرى استقلال أوكرانيا عام 1991، أن الولايات المتحدة وأوروبا متفقتان على أن أوكرانيا «لم تحقق النصر الكامل بعد، لكنها بالتأكيد لن تخسر. لقد ضمنت أوكرانيا استقلالها»، مشيراً إلى أن أوكرانيا ليست ضحية، بل مقاتلة.
وقال أيضاً: «نحن جميعاً نعمل لأن تكون نهاية هذه الحرب ضمان السلام لأوكرانيا، حتى لا يُترك لا الحرب ولا تهديد الحرب لأطفالنا أن يرثوا».
وشدد زيلينسكي على أنه يريد أن تكون الضمانات الأمنية المستقبلية، كجزء من أي اتفاق سلام محتمل، أقرب ما يمكن إلى المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي تعتبر أي هجوم على دولة عضو هجوماً على الجميع.
لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وضع عقبة جديدة أمام المحادثات المباشرة خلال مقابلة مع شبكة NBC الأميركية. وقال لافروف خلال المقابلة: «ردود الفعل على اجتماع إنكوريج، وما تبعه من تجمع ممثلي الدول الأوروبية في واشنطن، وما كانوا يقومون به بعد واشنطن، تشير إلى أنهم لا يريدون السلام».
وأكد لافروف أن الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، يجب أن يكونوا الضامنين لأمن أوكرانيا. لكن كييف وحلفاءها رفضوا حتى الآن فكرة أن تكون موسكو من بين الضامنين لأي اتفاق سلام، كما رفض زيلينسكي احتمال أن يكون لبكين أي دور. وأوضح لافروف أن الرئيس بوتين لن يوافق على لقاء الرئيس زيلينسكي إلا إذا كان هناك جدول أعمال ملموس ومتفق عليه بشكل متبادل، وقال: «ذلك الجدول لم يُجهّز بعد»، الأمر الذي أدى فعلياً إلى عرقلة الآمال في إجراء مفاوضات مباشرة.
تُعَد تصريحات لافروف انتكاسة لمبادرة السلام التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. فبعد لقائه الأخير مع بوتين في ألاسكا، أعلن ترامب أن الترتيبات الأولية جارية لعقد قمة مباشرة بين الزعيمين الروسي والأوكراني. إلا أن الرد الروسي يبدو أنه خفّض من سقف التوقعات.
وعلى الرغم من تأكيده أن روسيا لا تزال ملتزمة بالسلام، جاءت تصريحات لافروف في وقت يشهد تصعيداً حاداً في الهجمات العسكرية بين البلدين. ففي وقت سابق من اليوم نفسه، أعلن القائد العسكري الأعلى في كييف أن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة على ثلاث قرى في إقليم دونيتسك، فيما شنت أوكرانيا هجمات بطائرات مسيرة على روسيا، ما أدى إلى اندلاع حريق في محطة نووية جرى إخماده سريعاً.
وقال عمدة موسكو سيرغي سوبيانين في وقت مبكر من يوم 25 آب إن وحدات الدفاع الجوي الروسية دمرت طائرتين مسيرتين كانتا تتجهان نحو العاصمة الروسية، وأضاف أن فرق الطوارئ تعمل في موقع سقوط الحطام.
ومن جهته، قال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية إن هجوماً روسياً في وقت متأخر من 24 آب أدى إلى انقطاع الكهرباء عن بعض المستوطنات في منطقة سومي، كما استهدفت القوات الروسية البنية التحتية المدنية هناك باستخدام القنابل الموجهة والطائرات المسيرة الهجومية، مؤكداً أنه لم تُسجل أي خسائر بشرية.
من جانبها، أعلنت أوكرانيا أنها نفذت ليلاً ضربات على مصفاة نفط في منطقة سامارا الروسية، وكذلك على منشأة لمعالجة الغاز في أوست–لوغا، وهو ميناء روسي رئيس لتصدير الطاقة.
رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، الذي كان حاضراً في مراسم احتفالات كييف بذكرى استقلالها يوم الأحد 24 آب، قال للرئيس زيلينسكي إنه يدعم دعوات أوكرانيا للحصول على ضمانات أمنية قوية كجزء من أي اتفاق سلام، مضيفاً بأن كندا لا تستبعد إرسال قوات ضمن هكذا إطار كجزء من الضمانات الأمنية المستقبلية المقترحة.
وقال كارني خلال مؤتمر صحفي مشترك: «في تقدير كندا، من غير الواقعي أن تكون الضمانة الأمنية الوحيدة هي فقط القوات المسلحة الأوكرانية، بل يجب تعزيزها ودعمها»، مشيراً إلى أن السلام والأمن الحقيقيين سيتطلبان ضمانات أمنية لأوكرانيا.
ووقع الزعيمان اتفاقاً بشأن إنتاج مشترك لطائرات مسيرة، وأعلن كارني أن أوكرانيا ستتسلم الشهر المقبل أكثر من مليار دولار كندي (723 مليون دولار أميركي) كمساعدات عسكرية من حزمة سبق الإعلان عنها.
وفي مقابلة مع شبكة NBC الأميركية يوم 24 آب، قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس إن روسيا قدمت «تنازلات مهمة» لإنهاء الصراع.
وأوضح فانس بقوله: «لقد أبدوا استعداداً للمرونة بشأن بعض مطالبهم الجوهرية. لقد تحدثوا عما قد يكون ضرورياً لإنهاء الحرب».
وأضاف أن موسكو اعترفت «بأن أوكرانيا ستحتفظ بوحدة أراضيها بعد الحرب، وبأنهم لن يتمكنوا من تنصيب نظام دمية في كييف».
أما ترامب، الذي قدّم نفسه كوسيط محتمل، فقد أجّل مؤخراً الموعد النهائي الذي سبق أن أعلنه لإنهاء الحرب. وقال إنه سيتخذ قراراً بشأن ما إذا كان سيفرض عقوبات على روسيا خلال أسبوعين.
وقد دخلت الحرب بين روسيا وأوكرانيا الآن عامها الرابع، متسببة في عشرات آلاف القتلى وأضرار هائلة في البنى التحتية وتشريد واسع النطاق. ولا تزال الدول الغربية تدعم أوكرانيا بالمساعدات العسكرية وبالعقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا.
أما الجهود الدبلوماسية السابقة فقد انهارت مراراً بسبب الخلافات حول السيادة الإقليمية والضمانات الأمنية والشروط السياسية. ومع تمسك كل طرف بموقفه، يبقى طريق السلام غير واضح المعالم رغم استمرار الضغوط الدولية.

عن وكالات دولية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وزير الخارجية الايراني: لا نريد حرباً.. ونسعى للدبلوماسية

وزير الخارجية الايراني: لا نريد حرباً.. ونسعى للدبلوماسية

متابعة / المدى أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي استعداد القوات المسلحة والشعب الإيراني للدفاع عن بلادهم، قائلًا: «لا نريد حربًا، بل نريد حل القضايا عبر الدبلوماسية». وقال عراقجي، في مقابلة تلفزيونية حول «حرب...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram