 الموصل / سيف الدين العبيدي

نظمت منظمة السلام والحرية فعاليات منتدى مشروع العدالة التحويلية في نينوى للعام الرابع على التوالي، بمشاركة 15 فريقاً تطوعياً شبابياً من مختلف أقضية ونواحي المحافظة. المنتدى، الذي بدأ قبل خمس سنوات بالتركيز على قصص الضحايا، تحوّل هذا العام إلى تسليط الضوء على قصص النجاح والتعافي، إلى جانب مناقشة قضايا المرأة والبيئة والسياسة والتراث.

محاور المنتدى
مديرة المشروع، ريم غسان، أوضحت لـ(المدى) أن المنتدى ناقش عبر عدة طاولات قضايا أساسية، الأولى تمكين المرأة سياسياً وتوعيتها قانونياً قبل خوضها الانتخابات، مع التأكيد على عدم اختزال مشاركتها في خانة «الكوتا»، وضرورة اختيار القوائم الانتخابية بشكل مدروس.
أما الطاولة الثانية فركزت على دور النساء في الحفاظ على التراث ونقله بين الأجيال من خلال الأغاني الشعبية والملابس التقليدية والمأكولات المحلية.
الطاولة الثالثة تناولت قضايا البيئة والمناخ، حيث شددت على أهمية بناء السدود وضمان التوزيع العادل للمياه، داعية الحكومة إلى التعاون مع المنظمات البيئية.
الطاولة الرابعة ناقشت ملف شهداء الخسفة، ودعت إلى إنشاء مركز بحثي لتوثيق المقابر الجماعية وجمع عينات الحمض النووي لتشكيل قاعدة بيانات وطنية.
أما الطاولة الخامسة فسلطت الضوء على خطورة الابتزاز الإلكتروني، وأكدت أهمية التوعية المجتمعية بدءاً من المدارس لتعريف الأطفال بطرق التعامل الآمن مع مواقع التواصل.
وفي الطاولة السادسة طُرح موضوع دمج ذوي الإعاقة بالمجتمع، مع التأكيد على ضرورة مواجهة التنمر الاجتماعي بحقهم، مشيرة إلى وجود أربعة ملايين شخص من ذوي الإعاقة في العراق.

المرأة في نينوى
غسان أكدت أن وضع المرأة في الموصل اليوم أفضل مما كان عليه سابقاً، بعد أن أدرك المجتمع أن التطرف كان سبباً رئيسياً في الدمار الأمني والاجتماعي والاقتصادي. وأشارت إلى أن النساء أصبحن يشاركن في تنشيط الحياة العامة إلى جانب الرجال، لكنهن ما زلن بحاجة إلى المزيد من الفرص والمشاركة في اتخاذ القرار.
من جانبها، أوضحت عضو المنظمة رسل حسن لـ(المدى) أنها تعمل على تمكين النساء سياسياً وقانونياً قبل دخولهن الانتخابات، مؤكدة أن التجارب السابقة في نينوى أظهرت اختياراً عشوائياً للمرشحات من قبل الأحزاب. وشددت على ضرورة أن تكون المرأة على دراية كاملة بآليات العمل السياسي والمنافسة، معربة عن أملها في رؤية قائمة انتخابية تقودها امرأة مستقبلاً.

قصص التعافي
المنتدى عرض أيضاً نماذج للتعافي المجتمعي، بينها قصة العمة شتات نوفان، الملقبة بـ«حمامة السلام» من ناحية بعشيقة، والتي عاشت فيها خمسين عاماً. نوفان روت لـ(المدى) أنها هجرت عام 2014 إلى قضاء بردرش قبل أن تعود بعد تحرير بعشيقة، حيث ساهمت في مساعدة الإيزيديين على ترميم مراقدهم. وأشارت إلى أنها تعيش وسط نسيج اجتماعي متنوع يضم مسلمين ومسيحيين وإيزيديين وشبكاً وأكراداً، مؤكدة أنها فقدت أحد أقاربها الذي استشهد بعد شهر واحد من انضمامه إلى الشرطة المحلية، لكنها واصلت الدعوة إلى السلام حتى اليوم.