TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > في أربعينية ضحايا "هايبر ماركت الكوت " .. ارتفاع المطالبات بالكشف عن المقصّرين ومحاسبتهم

في أربعينية ضحايا "هايبر ماركت الكوت " .. ارتفاع المطالبات بالكشف عن المقصّرين ومحاسبتهم

أحد ذوي الضحايا: نخشى أن تتحول القضية إلى انتحار جماعي!

نشر في: 27 أغسطس, 2025: 12:21 ص

 واسط / جبار بچاي

بغياب تام للجهات الحكومية والرسمية في المحافظة، أقام ذوو ضحايا حريق «هايبر ماركت الكوت» محفلاً تأبينياً بالتزامن مع مرور أربعين يوماً على الحادثة التي راح ضحيتها 63 شهيداً، بينهم عوائل توفي جميع أفرادها جرّاء الحريق.

وأُقيم المحفل أمام المبنى المحترق بحضور جمع غفير من أبناء المحافظة وناشطيها، الذين طالبوا بالكشف عن المقصّرين في الحادث ومحاسبتهم، وحذّروا من التسويف والمماطلة من قبل الجهات المعنية بهدف كسب الوقت حتى طيّ ملف الفاجعة دون محاسبة، بالمقابل حذّر أحد ذوي الضحايا من أن تتحول القضية إلى انتحار جماعي (على حدّ قوله) شأنها شأن قضايا سابقة. يقول الحقوقي والناشط المدني مهند القريشي إن «نُخَباً واسعة من الطيف الواسطي شاركت في الحفل التأبيني الذي أُقيم بمناسبة أربعينية شهداء حريق هايبر ماركت الكوت، الذي راح ضحيته 63 شخصاً بينهم نساء وأطفال وعوائل احترق جميع أفرادها». وأضاف: «من خلال المحفل التأبيني، الذي تميّز بالمشاركة المجتمعية الواسعة وغياب تام للجهات الرسمية والحكومية، أردنا إيصال رسالة إلى الحكومة العراقية مفادها البحث عن نتائج التحقيقات في الموضوع: أين وصلت؟ ومن هم المقصّرون للكشف عنهم ومحاسبتهم من قبل السلطات القضائية». وذكر: «كوني محامياً ومتابعاً للموضوع سأبقى على تواصل مع السلطات القضائية في واسط للمضي بتحريك الشكاوى ومتابعتها من أجل الوصول إلى الحقيقة التي لا تزال مجهولة، كما أن الفاعل الرئيس والمتسبّب بالحريق ما زال مجهولاً».
من جانبه قال علي العمار، الذي فقد سبعة أشخاص من أقاربه هم عائلة المهندس علي محمود ووالدته وزوجته وأطفاله، إن «قضية حريق هايبر ماركت الكوت بدأ يلفها الغموض وهي في طريقها إلى التسويف، لكن هذا الإجراء ستكون له انعكاسات سلبية، ولن نسكت عن حقنا». وأضاف: «نطالب السيد رئيس مجلس القضاء الأعلى المحترم ورئيس محكمة استئناف واسط الاتحادية بمتابعة الشكاوى التي أُقيمت أمام المحاكم المختصة والكشف عن المقصّرين مهما كانت عناوينهم الوظيفية، وإنزال العقوبات بحقهم وفق القانون».
لافتاً إلى أن «عوائل المتوفين جرّاء الحادث لن يسكتوا عن حقهم مطلقاً، وستكون لهم وقفة كبيرة في قادم الأيام في حال استمرت الأمور على ما هي عليه دون الكشف عن المقصّرين ومحاسبتهم». وحذّر السيد مازن البدري، وهو عمّ أحد الضحايا في حادث الحريق، من تسويف القضية وعدم المضي بالإجراءات التي تنصف ذوي الضحايا من خلال الكشف عن المقصّرين ومحاسبتهم.
وأضاف لـ(المدى) أن «أشد ما نخشاه هو التسويف، وأن يُقال هؤلاء المتوفون وعددهم 63 ضحية انتحروا جماعياً، وهذا أقرب سيناريو للتسويف وغلق القضية، وبالتالي التستّر على المجرمين والفاسدين وسلب حقوق الضحايا وعوائلهم».
لافتاً إلى أن «الإجماع العام لذوي الضحايا هو انتظار إجراءات القضاء العراقي من أجل بلوغ حقيقة المقصّرين وإنزال العقوبات بهم وفق القانون، أمّا إذا استمر التسويف وعدم الكشف عن ذلك فستكون لنا وقفة كبيرة، ومعنا كل الشرفاء والخيرين ليس من أبناء واسط فحسب، بل من جميع المحافظات العراقية للمطالبة بحقوق الضحايا المعنوية وليست المادية، وأهم تلك الحقوق محاسبة المقصّرين».
وشهدت مدينة الكوت، مركز محافظة واسط، مساء الأربعاء السادس عشر من تموز الماضي فاجعة مروّعة إثر اندلاع حريق هائل في «هايبر ماركت الكوت»، الذي أودى بحياة 61 عراقياً، إضافة إلى عامل سوري الجنسية ومدبّرة منزل أجنبية قضت مع عائلة مكوّنة من سبعة أفراد.
وكان الحريق، الذي وُصف بالكارثة، قد اندلع في ساعة الذروة بينما كان المتسوقون يتوافدون إلى المجمع التجاري، وكانت بدايته بسيطة ويمكن السيطرة عليه، لكنه سرعان ما أتى على جميع طوابق المبنى المؤلف من خمس طبقات، وعجزت فرق الدفاع المدني عن السيطرة عليه لضعف إمكاناتها الآلية والبشرية. وعلى إثر تلك الفاجعة زار رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بمعية وزيري الداخلية والصحة، موقع الحادث في اليوم التالي، حيث شكّل لجنة عليا للتحقيق في أسباب الحادثة ومعرفة الجهات المقصّرة، كما شُكّلت لجان أخرى من النزاهة وديوان المحافظة ومجلس واسط، إضافة إلى لجنة شكّلها مجلس القضاء.
وأعلنت لجنة السوداني نتائج التحقيق في حادثة الحريق، وأسفرت النتائج الأولية عن إيقاف 17 مسؤولاً حكومياً عن العمل وتوقيف 3 ضباط جراء وجود تقصير واضح، ما أدى إلى تفاقم حجم الكارثة والخسائر الناتجة عنها.
يُذكر أن محافظ واسط محمد جميل المياحي، الذي ظهر في مقطع فيديو مستفز للناس ولذوي الضحايا أثناء اندلاع النيران في المبنى ومحاصرة الناس أعلى سطح البناية وتعذّر إخلائهم لأكثر من أربع ساعات، قدّم في وقت لاحق استقالته إلى مجلس المحافظة الذي قبل الاستقالة وانتخب محافظاً جديداً من الكتلة ذاتها (واسط أجمل) هو السيد هادي مجيد كزار الهماشي، في وقت يرى ذوو الضحايا أن المقصّر الأول في الحادث هو الرئيس الأعلى للدفاع المدني في المحافظة، والذي بموجب القانون هو المحافظ.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram