TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > مسؤولون وسفراء أوروبيون سابقون يطالبون باتخاذ موقف صارم تجاه إسرائيل

مسؤولون وسفراء أوروبيون سابقون يطالبون باتخاذ موقف صارم تجاه إسرائيل

أكبر منظمة إغاثة كاثوليكية في العالم تندّد بالمجاعة التي تفرضها إسرائيل على غزة

نشر في: 27 أغسطس, 2025: 12:28 ص

 متابعة المدى

نددت منظمة «كاريتاس Caritas International» العالمية، وهي واحدة من أكبر المنظمات الإنسانية في العالم، بـ«حصار غزة» الذي تفرضه إسرائيل، والتي قالت إنه «تحوّل إلى آلة إفناء، تغذيها الحصانة والإفلات من العقاب وصمت أو تواطؤ الدول القوية». ودعت المنظمة إلى وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة.

وفي بيان صدر عن المنظمة بتاريخ 25 آب الجاري من مقرها في الفاتيكان، تحت عنوان «المجاعة المتعمدة والهجوم على مدينة غزة»، وصفت كاريتاس الدولية المجاعة في غزة، التي أكّدتها الأمم المتحدة مؤخراً، بأنها «نتيجة استراتيجية متعمدة، من خلال منع المساعدات، وقصف قوافل الغذاء، وتدمير البنية التحتية مع حرمان الناس من الاحتياجات الأساسية».
وأشار البيان إلى أنه في 20 آب «اقتحمت القوات الإسرائيلية مدينة غزة، حيث لجأ ما يقرب من مليون مدني نازح، كثير منهم يعانون أصلاً من الجوع. وبعد يومين، في 22 آب، أعلنت الأمم المتحدة وقوع مجاعة. لكن حينها كان الضرر قد وقع بالفعل: إذ توفي 273 شخصاً جوعاً، بينهم 112 طفلاً». وأضاف البيان أن إعلان الأمم المتحدة عن المجاعة «لم يكن تحذيراً، بل تأكيداً قاتماً لما كانت المنظمات الإنسانية تردّده منذ شهور: الغزيون عانوا طويلاً من تدهور متعمد نحو المجاعة».
وقالت المنظمة: «هذه ليست حرباً، بل هو التدمير المنهجي للحياة المدنية».
وفي بيانها الموجّه إلى وسائل الإعلام الدولية، أكدت كاريتاس الدولية أنها «تشهد على هذه الفظائع، التي يتم فيها تجويع المدنيين، الذين معظمهم من النساء والأطفال، ويتم قصفهم وإبادتهم».
ونددت بأن «حكومات ذات نفوذ، وشركات كبرى، وشركات متعددة الجنسيات قد مكنت من حدوث هذه الكارثة عبر الدعم العسكري، والمساعدات المالية، والتغطية الدبلوماسية»، مضيفة بقولها: «صمتهم ليس حياداً، بل هو تأييد».
وجاء في البيان أيضاً: «المجاعة في غزة هي اختبار للنزاهة الأخلاقية، وكثيرون فشلوا فيه. إن تجويع شعب هو تدنيس للحياة. أما التزام الصمت فهو تواطؤ». وأوضحت المنظمة أن «هذه الأفعال والإخفاقات تمثل تجاهلاً صارخاً للقيم والمبادئ الأساسية للإنسانية، وتشكل خرقاً واضحاً للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، فضلاً عن العديد من أحكام اتفاقيات الأمم المتحدة، بما في ذلك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها».
غزة مدينة صغيرة يسكنها نحو 2.1 مليون فلسطيني. وكان الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك اللاتين في القدس، قد وصفها بأنها «سجن في الهواء الطلق»، حيث تسيطر إسرائيل بشكل كامل على دخول وخروج الناس. ومنذ هجمات 7 أكتوبر لحركة حماس في 2023، قُتل أكثر من 60 ألف فلسطيني هناك على يد القوات الإسرائيلية، بينهم أكثر من 18 ألف طفل. كاريتاس الدولية هي اتحاد يضم 164 منظمة وطنية كاثوليكية للإغاثة والتنمية والخدمات الاجتماعية، تعمل في أكثر من 200 دولة وإقليم. ويقع مقر أمانتها العامة في الفاتيكان، وترأسها الأمين العام أليستر داتون. وقال الكاردينال تارسيسيو أيساو كيكوتشي، رئيس الاتحاد الحالي وأرشيف أسقف طوكيو، في مؤتمر صحفي بالفاتيكان في أيار 2023: «إنها منظمة كاثوليكية، وبالتالي، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية، علينا أن نجلب الأمل للناس، أملاً في الحياة، وأملاً في المستقبل».
واختتمت منظمة كاريتاس الدولية بيانها بسبعة مطالب محددة، سبق أن دعا الكرسي الرسولي إلى العديد منها:
وهي وقف إطلاق نار فوري ودائم، ووصول إنساني غير مقيّد لإنهاء المجاعة وتوفير الرعاية، والإفراج عن جميع الرهائن والمحتجزين، ونشر قوة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة لحماية المدنيين، وحماية جميع المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن، ومحاسبة جميع من ارتكبوا هذه الانتهاكات والذين ساعدوا عليها وإخضاعهم للمحاكم الوطنية والدولية، وأخيراً التنفيذ الكامل للرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في 19 تموز 2024، بما في ذلك إنهاء الوجود غير القانوني لإسرائيل في الأراضي الفلسطينية، ووقف النشاط الاستيطاني وإجلاء المستوطنين، وتقديم تعويضات، ومطالبة الدول برفض الوضع غير القانوني، وإلزام هيئات الأمم المتحدة باتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء الاحتلال.
واختتمت كاريتاس الدولية بنداء إلى «جميع المؤمنين وأصحاب الضمائر» ومطالبتهم بـ«رفع أصواتهم، والضغط على حكوماتهم، والمطالبة بالعدالة. العالم يشاهد. والتاريخ يسجل. وغزة تنتظر، لا الكلمات بل الخلاص».
من جانب آخر، وفي خطوة غير مسبوقة، وقّع عدد كبير من السفراء الأوروبيين السابقين والمسؤولين رفيعي المستوى السابقين في الاتحاد الأوروبي على وثيقة جديدة تدعو الاتحاد إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل بسبب تفاقم الوضع الإنساني في غزة.
وبلغ عدد الموقعين على الوثيقة 206 من السفراء والمسؤولين الأوروبيين السابقين، مقارنة بوثيقة سابقة في تموز لم تتجاوز توقيعاتها 58 شخصاً.
وتعكس الوثيقة المشتركة حالة الغضب المتزايد من أفعال إسرائيل في غزة ومن عجز الاتحاد الأوروبي عن صياغة رد موحد أكثر حزماً. ويُنظر إلى أن تأكيد الأمم المتحدة رسمياً، نهاية الأسبوع الماضي، بوجود مجاعة في غزة قد أضاف شعوراً بالإلحاح إلى توقيع الوثيقة. وتم توجيه الرسالة الموقعة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، كما أرسلت إلى مسؤولة السياسة الخارجية كاجا كالاس وعدد من المفوضين الأوروبيين الآخرين، إضافة إلى قادة ووزراء خارجية الدول الـ27 الأعضاء.
وجاء في الرسالة الجديدة: «نشعر ببالغ الأسى لأنه، خلال الأسابيع الأربعة التي تلت رسالتنا الأخيرة، لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، ولم يُفرج عن أي رهائن، والأسوأ أن الحكومة الإسرائيلية بدأت بتنفيذ خطط لإفراغ مدينة غزة ومحيطها من مليون فلسطيني، عبر دفعهم إلى مناطق تركيز في الجنوب، تمهيداً لاحتمال ترحيل واسع النطاق إلى بلدان ثالثة مع ما يحمله ذلك من خطر خلق أزمة هجرة». وجاء فيها أيضاً: «ما زاد الطين بلة أن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) أكّد في 22 آب أن مجاعة متعمدة من صنع الإنسان موجودة فعلاً في هذه المناطق، حيث يواجه نصف مليون شخص خطر الجوع والموت. ويهدد سوء التغذية حياة 132 ألف طفل دون الخامسة حتى حزيران 2026، ومع نهاية أيلول 2025 يُقدَّر أن 640 ألف شخص (ما يعادل ثلث السكان) سيواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي. وقد قضى أكثر من 200 مواطن غزّي، بينهم 60 طفلاً، جراء وفيات ناجمة عن سوء التغذية».
عن وكالات عالمية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وزير الخارجية الايراني: لا نريد حرباً.. ونسعى للدبلوماسية

وزير الخارجية الايراني: لا نريد حرباً.. ونسعى للدبلوماسية

متابعة / المدى أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي استعداد القوات المسلحة والشعب الإيراني للدفاع عن بلادهم، قائلًا: «لا نريد حربًا، بل نريد حل القضايا عبر الدبلوماسية». وقال عراقجي، في مقابلة تلفزيونية حول «حرب...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram