متابعة المدى
ضيّف نادي القراءة في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق جلسة نقاشية حول رواية (المسخ) للكاتب العالمي فرانز كافكا، والتي تدور أحداثها حول الشخصية المحورية (غريغور سامسا) الذي يجد نفسه ذات صباح وقد تحوّل إلى حشرة ضخمة، بعدما كان المعيل الأساسي لعائلته، في جلسة عامرة احتضنتها قاعة مكتبة ألفريد سمعان.
وتناول النقاش التداعيات النفسية والاجتماعية لهذا التحوّل الغريب، فيما سلّط الناقد علي حسن الفواز الضوء على أثر الرواية في الأدب العربي، وأسباب الاهتمام الواسع بأدب كافكا بعد وفاته، إلى جانب الرمزيات النفسية والاجتماعية والسياسية التي تحملها.
كما ناقش الحاضرون، أثر السرد الكافكوي في إعادة كتابة التاريخ وصناعة الوعي، إضافةً إلى زوايا متعدّدة أبرزتها الرواية، جعلتها واحدة من العلامات الفارقة في الأدب العالمي.
والمسخ هي رواية قصيرة كتبها الروائي الألماني فرانز كافكا، نُشرت لأول مرة عام 1915. وهي من أشهر أعمال القرن العشرين وأكثرها تأثيرًا، حيث تتم دراستها في العديد من الجامعات في العالم الغربي. وقد وصفها الكاتب البلغاري إلياس كانيتي بكونها «أحد الأعمال القليلة الرائعة، وأحد أفضل أعمال الخيال الشعري المكتوبة في هذا القرن".
يقول روجيه جارودي عن «كافكا» وعالمه السوداوي أنه خلق هذا العالم بمواد عالمنا مع إعادة ترتيبها وفقاً لقوانين أخرى تماماً كما فعل الرسامون التكعيبيون في نفس الفترة. وتنتمي المسخ إلى المذهب العبثي في الأدب. وتعالج موضوعات مرتبطة بالحداثة كالاغتراب الذي يعد من أهم سمات المجتمع الحديث الرأسمالي. كما يذكر إبراهيم مجمود في كتابه الاغتراب الكافكاوي« إنّ المرء هو مغترب كيف كان اختياره. فالخضوع للقوانين غير الأخلاقية يعني طلاق كل ما هوإنساني فيه، وعدم الخضوع يعني الفناءوهذا ما حدث مع جريغور سامسا. كيف صار مسخاً؟ لأنه حاول الخروج عن القانون الذي يقتل فيه انسانيته في مجتمع مرعب». ويعاني جريجور من الاغتراب على مستويات عدة. اغتراب عن العمل والأسرة والمجتمع والجسد وحتى عن نفسه.










