متابعة المدى
أعلنت نقابة الفنانين العراقيين، صباح اليوم أمس الثلاثاء، عن وفاة الفنانة والممثلة العراقية سليمة خضير، عن عمر ناهز 78 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض، موجهة التعازي لأسرتها ومحبيها.
وجاء في بيان النقابة: "ببالغ الحزن والأسى، تنعى نقابة الفنانين العراقيين رحيل الفنانة سليمة خضير، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يلهم ذويها الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون".
وتفاعل الجمهور والفنانون بشكل واسع مع نبأ الوفاة، حيث انهالت رسائل التعازي والمواساة عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدين مكانة الراحلة في ذاكرة الفن العراقي.
ولدت سليمة خضير في محافظة البصرة يوم كانون الأول 1946، وكانت شغوفة بالفن منذ طفولتها، حيث حرصت على متابعة عروض السينما في مدينتها، ما ساهم في صقل موهبتها المبكرة في التمثيل.
وسليمة خضير شقيقة المطربة العراقية أمل خضير، تزوجت من لاعب كرة القدم حمزة قاسم، وأنجبت ابنها الوحيد وسام، الذي وافته المنية في حادث مأساوي، ما كان سبباً مباشراً في قرارها بالابتعاد عن الوسط الفني.
وانطلقت مسيرتها الفنية في نهاية الخمسينيات ضمن فرقة هواة الفن في البصرة، ومن هناك بدأت رحلتها التي امتدت لأكثر من ستة عقود، شهدت خلالها تقديم أكثر من 90 عملاً متنوعاً بين السينما والمسرح والتلفزيون.
قدمت الراحلة مجموعة من الأعمال التي تركت بصمة واضحة في المشهد الفني العراقي، منها المسلسلات: "شناشيل حارتنا"، "مملكة الشر"، "الثانية بعد الظهر"، "ثلج في زمن النار"، "غرباء الليل"، "جحيم الفردوس"، "فوبيا العراق"، "برج العقرب"، و"رجل فوق الشبهات".
كما تألقت في المسرحيات: "بين وخمس بيبان"، و"آسف الرقم غلط"، إضافة إلى مشاركتها في أعمال تلفزيونية مثل "البيت الكبير" و"خيط البريسم". أما آخر ظهور لها على الشاشة كان في عام 2011، من خلال مسلسل "أبو طبر".
في حوار معها قبل سنوات قالت: " إستأذنت زوجي حارس مرمى فريق الميناء بكرة القدم حمزة قاسم؛ لاصطحابي من البصرة الى بغداد، للعمل في الاذاعة والتلفزيون والفرقة القومية للتمثيل، بعد ان اشتهرت بالتمثيل وتقديم البرامج في إذاعة وتلفزيون البصرة، منتصف الستينيات" مؤكدة: "ابتدأت بمسرحية "أنتيكونا" إخراج سامي عبد الحميد، العام 1968، وأردت دراسة الحقوق، لكن الاقدار حولتني الى اللغة العربية في كلية آداب الجامعة المستنصرية".
وأشارت الى انها: "اشتغلت في مصر مسلسلات؛ فوجدت للفنان قيمة فائقة لديهم، وكذلك في دول الخليج وسوريا" مبينة: "قبل الثمانينيات، لم يكن المسرح الكوميدي يتاجر بالذائقة .. اسفافاً، إنما يبعث البهجة في نفوس الجمهور، وفق ضوابط أكاديمية، تخلو من أية ثلمة اجتماعية"، وأوضحت: "تأثرت أدائياً بدوري في "النخلة والجيران"، كانت بدايتي التي شعرت بالقلق قبلها، واكتسبت ثقة مطلقة بنفسي بعدها" ترى الفنانة سليمة خضير ان جيلها: "بنى وسطاً فنياً نظيفاً، وشخصياً خدمتني النجومية في كسب حب الناس".










