TOP

جريدة المدى > سياسية > العراق: الجفاف يهدد حياة مربّي الجواميس في الأهوار

العراق: الجفاف يهدد حياة مربّي الجواميس في الأهوار

نشر في: 27 أغسطس, 2025: 01:17 ص

متابعة / المدى

تشهد أهوار جنوب العراق، المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، جفافاً غير مسبوق منذ عام 1933، مع تجاوز درجات الحرارة خلال الصيف 50 درجة مئوية.
المساحات التي كانت مغطاة بالقصب تحولت إلى أرض متشققة، فيما لم تعد الجواميس تجد ما يكفي من الماء والعشب للبقاء. ويصف مربو الماشية حياتهم بأنها «مهددة بالانقراض»، إذ يعتمد عشرات آلاف السكان على تربية الجواميس وصيد الأسماك كمصدر رئيسي للرزق.
في بعض المناطق، اضطرت السلطات هذا العام إلى تعميق قنوات مائية لتسهيل وصول الجواميس إليها. لكن هذه الجهود لم تمنع وقوع خسائر، حيث يؤكد مربون مثل واثق عباس من أهوار الجبايش أن قطيعه فقد عدة رؤوس بسبب شرب مياه مالحة وراكدة. ويقول عباس، الذي ورث المهنة عن والده: «لم يبقَ ماء، الهور انتهى ومات».

صراع على المياه وتغير مناخي
يرتبط الجفاف بتراجع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة نتيجة التغير المناخي، إضافة إلى تقليص تدفقات المياه بفعل السدود التي شيدتها تركيا وإيران على نهري دجلة والفرات. ووفق جاسم الأسدي، المدير التنفيذي لمنظمة «طبيعة العراق»، فإن غياب العدالة في توزيع المياه داخل العراق ساهم بدوره في تفاقم الأزمة، مشيراً إلى اعتماد طرق ري تقليدية تُهدر كميات كبيرة من المياه.
الأسدي كان من الناشطين الذين ساهموا قبل عقدين في إعادة إحياء أكثر من 5,600 كيلومتر مربع من الأهوار التي جففها نظام صدام حسين في التسعينيات. لكن المساحات المغمورة تراجعت اليوم إلى نحو 800 كيلومتر مربع فقط، ما دفع سكاناً كُثر إلى النزوح. ويحذر الأسدي من أن فقدان الأهوار يعني أيضاً خسارة ثقافة محلية ضاربة في جذور الحضارات السومرية والآرامية والأكادية.
الأزمة طالت التنوع البيولوجي أيضاً. إذ يؤكد الطبيب البيطري وسام الأسدي أن أنواع الأسماك انخفضت من 48 إلى أربعة فقط، فيما تقلصت أعداد الطيور البرية من 142 نوعاً إلى 22. ويضيف أن الجواميس التي كان وزنها يصل سابقاً إلى 600 كيلوغرام لا تتجاوز حالياً 300 أو 400 كيلوغرام بسبب سوء التغذية وارتفاع الملوحة، ما يجعل مناعتها أضعف ويعرضها للأمراض.
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حذّر الشهر الماضي من «خطر انقراض» الجواميس المائية في الأهوار إذا لم تتخذ تدابير عاجلة، مشيراً إلى أن أعدادها تراجعت من 309 آلاف رأس عام 1974 إلى 40 ألفاً فقط بحلول عام 2000.
المربون في الأهوار يعانون بدورهم من خسائر جسيمة. تويّه فرج، البالغ 56 عاماً، يروي كيف انتقلت عائلته لثلاثة عقود بحثاً عن الماء، مؤكداً: «إذا عاشت الماشية عِشنا، وإذا ماتت الماشية انتهينا». بعد أن كان يرعى 120 رأساً، لم يتبق لديه سوى 30، باع البقية لتأمين ثمن العلف. ويشير إلى أنه لا يملك أي مصدر دخل آخر ولا يتلقى دعماً حكومياً، فيما بدأ أبناؤه بالعمل في قطاعات أخرى بعيداً عن تربية الجاموس، ما يهدد بانقراض هذه المهنة المتوارثة.

عن فرانس 24

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لأول مرة بعد الانتخابات…
سياسية

لأول مرة بعد الانتخابات… "الإطار" يتسلّم "قائمة مرشّقة" لمرشحي رئاسة الحكومة

بغداد/ تميم الحسن للمرة الأولى منذ قرابة شهر، يتلقى "الإطار التنسيقي" قائمة شبه نهائية بأسماء المرشحين لمنصب رئيس الحكومة المقبلة. ورغم هذا التطور، لا تزال الافتراضات بشأن موعد حسم مرشح رئاسة الوزراء غامضة، مع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram