TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > أحياء المثنى الزراعية بين العطش وغياب الخدمات

أحياء المثنى الزراعية بين العطش وغياب الخدمات

نشر في: 28 أغسطس, 2025: 12:02 ص

 السماوة / كريم ستار

تشهد الأحياء الزراعية في محافظة المثنى، ولا سيما حي الإعلام الزراعي بمدينة السماوة، أوضاعاً خدمية متردية وسط شكاوى السكان من انعدام مياه الإسالة وتدهور البنى التحتية، في وقت تتواصل فيه التظاهرات والاعتصامات للمطالبة بتوفير أبسط مقومات الحياة. ويؤكد الأهالي أن الأزمة دفعت عائلات عديدة إلى البحث عن بدائل سكنية في مناطق غير رسمية، بعدما ضاقت بهم سبل العيش في مناطقهم التي كانت يوماً بيئة خصبة للزراعة والاستقرار.
على أطراف مدينة السماوة يمتد حي الإعلام الزراعي، الذي كان يُنظر إليه في السابق كمشروع زراعي واعد، لكنه اليوم يواجه واقعاً مختلفاً تماماً؛ إذ تحولت مساحاته الخضراء إلى أراضٍ جرداء بسبب شح المياه وغياب الخدمات. الأهالي يواجهون معاناة يومية تبدأ بانقطاع المياه لأيام متواصلة، ولا تنتهي بغياب شبكات الصرف الصحي وتردي الطرق الداخلية التي امتلأت بالحفر والأتربة.
يقول أبو علي العبودي، أحد سكان الحي: «نحن في بلد يملك نهري دجلة والفرات، ومع ذلك نعيش العطش. منذ أشهر ونحن نعتمد على شراء المياه من الصهاريج بأسعار مرتفعة، بينما شبكة الإسالة غائبة تماماً». وأضاف أن الأهالي طرقوا أبواب الدوائر المعنية مراراً لكنهم لم يتلقوا سوى وعود مؤجلة، ما اضطر بعض العائلات إلى النزوح نحو مناطق أخرى تتوفر فيها المياه ولو بالحد الأدنى.

احتجاجات متواصلة ووعود مؤجلة
خلال الأسابيع الأخيرة، نظم سكان حي الإعلام الزراعي ومناطق زراعية أخرى في المثنى تظاهرات متكررة للمطالبة بتوفير المياه والخدمات الأساسية. ورفع المحتجون لافتات كتب عليها «الماء حقنا» و«لا حياة بلا إسالة»، ملوحين بخطوات تصعيدية تشمل قطع الطرق أو الاعتصام أمام مباني الدوائر الحكومية. ويقول الناشط المدني قاسم الناصري إن الأزمة «ليست وليدة اللحظة، بل نتيجة تراكمات طويلة من الإهمال وسوء التخطيط»، مشيراً إلى أن مشاريع المياه في المحافظة لم تتوسع بما يتناسب مع النمو السكاني، وأن سوء توزيع الحصص المائية أثّر بشكل مباشر على المناطق الزراعية. وأضاف أن المنطقة التي كان يفترض أن تكون «رئة زراعية للمحافظة» تعاني اليوم التصحر.
من جانبه، أوضح مدير ماء المثنى محمد طالب أن المشاريع قيد الإعداد لتوسيع شبكة المياه في مدينة السماوة وتشمل المناطق الزراعية التي أُلحقت بالمخطط السكني، لكنه أشار إلى أن نقص التمويل وارتفاع كلف التنفيذ يمثلان عائقاً أمام إنجاز سريع. وأكد أن حي الإعلام الزراعي مدرج ضمن أولويات المرحلة المقبلة من دون تحديد جدول زمني واضح.
بدوره، قال مدير إعلام محافظة المثنى سعيد مشعان إن جميع الأحياء الزراعية السكنية في المحافظة «دخلت ضمن مشاريع الجهد الهندسي الخدمي وتنتظر دورها تباعاً من بنى تحتية كالتبليط وتهيئة الأرصفة والماء والكهرباء». وأوضح أن «المشكلة الأساسية تكمن في التخصيصات المالية التي لم تُطلق بعد، وبمجرد توفرها ستبدأ أعمال التنفيذ وفق الأولويات».
لكن هذه التصريحات لم تقنع الأهالي، الذين يرون أن الأزمة تحولت إلى مسألة حياة أو موت. ويقول محمد الخزاعي، أحد المحتجين: «ما نسمعه منذ سنوات هو أن الحل قريب، لكن لم يتغير شيء. نريد إجراءات ملموسة على الأرض، لا تصريحات إعلامية».
ويطالب سكان حي الإعلام الزراعي ومعهم بقية الأحياء الزراعية في المثنى الحكومة المحلية والوزارات المعنية بوضع خطة عاجلة لتأمين مياه الإسالة وإطلاق مشاريع البنية التحتية الأساسية، معتبرين أن استمرار الوضع الحالي يمثل «تهديداً مباشراً للاستقرار الاجتماعي والصحي». كما شددوا على أن الحلول يجب أن تكون آنية ومستدامة، بدلاً من المعالجات المؤقتة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لا حسم في

لا حسم في "الإطار": الملف البرتقالي يخرج بلا مرشحين ولا إشارات للدخان الأبيض

بغداد/ تميم الحسن أصبح "الإطار التنسيقي" يبطئ خطواته في مسار تشكيل الحكومة المقبلة، بانتظار ما يوصف بـ"الضوء الأخضر" من واشنطن، وفق بعض التقديرات. وفي المقابل، بدأت أسماء المرشحين للمنصب الأهم في البلاد تخرج من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram