 المدى/متابعة

أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن بلاده لا تتدخل في الشأن اللبناني، لكنها تبدي وجهات نظرها مثل باقي الدول، مشيراً إلى أن نزع سلاح «حزب الله» خطة إسرائيلية خالصة. وأضاف أن إيران مستعدة للتعاون مع السعودية في الملف اللبناني، مبدياً تفاؤله بإمكانية التوصل إلى نقاط مشتركة بين البلدين.

وقال عراقجي، في مقابلة مع صحيفة «الشرق الأوسط» عقب مشاركته في اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بشأن غزة، إن العلاقات مع السعودية تمر بمرحلة غير مسبوقة من التعاون، مشدداً على أن المملكة دولة كبرى في المنطقة والعالم الإسلامي، والتعاون معها يحقق الاستقرار والسلام.
أوضح الوزير أن طهران على استعداد لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، شرط ضمان عدم الاعتداء العسكري خلال المحادثات. وأضاف أن ما لم تحققه الضربات العسكرية ضد منشآتها النووية «لن يتحقق عبر المفاوضات»، مؤكداً أن إيران لم تغادر طاولة التفاوض يوماً.
وأشار إلى أن طهران مستعدة لكل الظروف في ظل التوتر مع إسرائيل، محذراً من أن أي مواجهة جديدة ستقابل برد أقوى، فيما لفت إلى أن «حرب الـ12 يوماً» أثبتت فشل الخيار العسكري.
وشدد عراقجي على أن موقف بلاده من سوريا «واضح تماماً»، فهي مع وحدة أراضيها وسيادتها وترفض أي محاولات لتقسيمها، مبيناً أن غياب الاستقرار يحول البلاد إلى ملاذ للجماعات الإرهابية. كما أكد عدم وجود تواصل حتى الآن مع الحكومة السورية الجديدة، قائلاً إن طهران «ليست في عجلة من أمرها».
وحول اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، أشار عراقجي إلى أن بيانات الإدانة غير كافية، وأن أهالي غزة بحاجة إلى دعم عملي يشمل الغذاء والدواء والماء، إضافة إلى اتخاذ خطوات ملموسة كقطع العلاقات مع إسرائيل ووقف التبادل التجاري معها.
وفي ما يتعلق بتهديدات إغلاق مضيق هرمز، قال عراقجي إن السياسة الرسمية لإيران تقوم على السلام وحرية الملاحة في الخليج، لافتاً إلى أن بلاده منتجة ومصدرة للنفط ولا مصلحة لها في تعطيل الملاحة. وأضاف أن إسرائيل خلال الحرب الأخيرة حاولت إشعال «حرب نفطية» عبر استهداف منشآت نفطية إيرانية، لكن طهران حالت دون انتقال المعركة إلى الخليج.
وأكد الوزير أن إيران ترى فرصاً كبيرة للتعاون الاقتصادي مع السعودية، خصوصاً في قطاع النفط والغاز، لافتاً إلى وجود فرص استثمارية مربحة في السوق الإيرانية، التي تضم نحو 100 مليون نسمة وتشكل ممراً حيوياً نحو آسيا الوسطى والقوقاز وأوروبا.