TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > ارتفاع عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين قُتلوا منذ بداية الحرب إلى 240 صحفياً

ارتفاع عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين قُتلوا منذ بداية الحرب إلى 240 صحفياً

شبكة رصد: عدد الصحفيين الذين قُتلوا في غزة هو الأعلى في أي حرب موثقة عبر التاريخ

نشر في: 28 أغسطس, 2025: 12:03 ص

 متابعة المدى

في الهجوم الأخير على مستشفى ناصر في جنوب غزة يوم الاثنين الماضي، قُتل 20 فلسطينياً بينهم خمسة صحفيين بعد غارتين إسرائيليتين متتاليتين (ما يُعرف بـ«الضربة المزدوجة»)، وهو أسلوب وُصف بأنه “مقلق للغاية” يستهدف الصحفيين والمسعفين الذين يهرعون إلى مواقع القصف. وبهذا يرتفع عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين قُتلوا منذ بدء الحرب قبل 22 شهراً إلى 240 صحفياً، وهو أعلى عدد في أي حرب موثقة عبر التاريخ، متجاوزاً حروباً كبرى مثل فيتنام وأفغانستان ويوغسلافيا، وذلك وفق تقرير صادر عن شبكة رصد خسائر الحرب (Costs of War) في معهد واتسون للشؤون العامة والدولية.
وفي مقاطع فيديو، يظهر الصحفيون وعمال الإنقاذ وهم يهرعون إلى موقع الضربة الأولى، قبل أن يدوي انفجار ثانٍ عند درج خارجي اعتاد الصحفيون التمركز عنده.
كان هذا الهجوم من بين الأعنف ضمن سلسلة من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت المستشفيات والصحفيين على مدار الحرب المستمرة منذ 22 شهراً.
وفقاً لمديرة لجنة حماية الصحفيين (CPJ) جودي غينسبرغ، فإن ظاهرة “الضربة المزدوجة”، أي تنفيذ ضربة ثانية بعد أن يهرع الصحفيون والمسعفون إلى موقع الضربة الأولى، أصبحت نمطاً مقلقاً للغاية من جانب إسرائيل. وأوضحت بقولها: “هذه الحرب هي الأكثر دموية بالنسبة للصحفيين التي وثقتها اللجنة على الإطلاق، وتشمل 26 حالة نعتقد أن إسرائيل استهدفت فيها الصحفيين عمداً مع معرفتها الكاملة بكونهم صحفيين.”
وأضافت غينسبرغ قائلة: “الصحفيون يُعتبرون مدنيين في أوقات الحرب، لا يجوز استهدافهم أبداً، والقيام بذلك عن علم وإصرار يُشكّل جريمة حرب.”
وبحسب نقابة الصحفيين الفلسطينيين، رفعت هذه الوفيات الأخيرة عدد الصحفيين الذين قُتلوا في غزة منذ بداية الحرب إلى 240 صحفياً.
ويشمل هؤلاء القتلى مستقلين وموظفين، صحفيين متمرّسين قضوا سنوات في المهنة، وآخرين شباباً كانوا في بدايات عملهم.
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه “غير سعيد” بعد سماعه عن الضربات التي قالت السلطات الصحية المحلية إنها قتلت 20 شخصاً بينهم خمسة صحفيين.
ويُذكر أنه قرر عقد اجتماع موسع الأربعاء في البيت الأبيض حول الوضع في غزة، في وقت يلتقي فيه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مع نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر، في إشارة إلى عزم الإدارة على التحرك، ويبقى التحدي في مدى نيتها الخروج عن نهج الاحتواء المؤقت وترك الحبل على غاربه لنتنياهو في المنطقة.بعض الضحايا قُتلوا مع عائلاتهم في منازلهم، وآخرون قُتلوا داخل مركبات تحمل شارة “صحافة”، أو في خيام قرب المستشفيات، أو أثناء تغطيتهم أحداث العنف.
ومع استمرار منع دخول الصحفيين الأجانب إلى غزة منذ 7 أكتوبر 2023، تُركت مهمة نقل ما يحدث داخل القطاع للصحفيين الفلسطينيين وحدهم.
وكانت 28 دولة، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا، قد دعت الأسبوع الماضي إسرائيل إلى السماح بالوصول “الفوري والمستقل” إلى غزة، وسبقتها عريضة وقعها أكثر من 1300 صحفي قالوا فيها إن حجب الأخبار سيُشكّل سابقة في تاريخ الصحافة. غير أن الواقع الكارثي لم يتغير، إذ قتلت إسرائيل في 14 يوماً 14 صحفياً في قطاع غزة.
ووفقاً لتقرير “مشروع شبكة رصد خسائر الحرب” (Costs of War) الدولية التابع لمعهد واتسون في جامعة براون، فإن عدد الصحفيين الذين قُتلوا في غزة يفوق أي حرب أخرى عبر التاريخ، بما في ذلك الحرب الأهلية الأميركية، والحربين العالميتين الأولى والثانية، والحرب الكورية، وحرب فيتنام (بما فيها نزاعات كمبوديا ولاوس)، وحروب يوغسلافيا وحرب أفغانستان بعد أحداث 11 أيلول.
وفي مؤشر حرية الصحافة العالمي 2025، الذي صدر في 3 أيار عن منظمة “مراسلون بلا حدود”، خلصت المنظمة إلى أن غزة أصبحت “أخطر مكان في العالم على الصحفيين.”
كما دعت “مراسلون بلا حدود” إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي للنظر فيما وصفته بفشل إسرائيل في الالتزام بالقرار الأممي الذي يحمي الصحفيين المستقلين في أوقات النزاع.
الخمسة الذين قُتلوا في هجوم الاثنين كانوا يعملون لصالح قنوات ووكالات عالمية مثل قناة الجزيرة ووكالة رويترز وأسوشييتد برس، وميدل إيست آي البريطانية، معظمهم على أساس التعاقد الحر “فري لانسر”.
ويُذكر أن أكثر الأيام دموية للصحافة في هذه الحرب كان قبل أسبوعين، عندما قُتل ستة صحفيين، خمسة منهم يعملون مع قناة الجزيرة، في ضربة إسرائيلية استهدفت خيمة للصحفيين في غزة.
يقول المدافعون عن حرية الصحافة إنهم لم يشهدوا من قبل تراجعاً بهذه الدرجة في مستوى حماية وسلامة الصحفيين.
وقال تيبو بروتين، المدير العام لمنظمة مراسلون بلا حدود: “الجيش الإسرائيلي يفعل كل ما بوسعه لإسكات الأصوات المستقلة التي تحاول نقل ما يحدث في غزة.”
في حين أكدت غينسبرغ، مديرة لجنة حماية الصحفيين، أن الفلسطينيين هم “أعيننا وآذاننا” داخل القطاع. مشيرة بقولها: “ليس من قبيل الصدفة أن نشهد زيادة في هذه الهجمات مع تصاعد التوغل الإسرائيلي في غزة.”
وقالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين إن الهجوم الأخير “يمثل تصعيداً خطيراً في الاستهداف المباشر والمتعمد للصحفيين الفلسطينيين.”
وجاء في بيان النقابة: “هذا يؤكد بلا أدنى شك أن الاحتلال يشن حرباً مفتوحة على الإعلام الحر، بهدف ترهيب الصحفيين ومنعهم من أداء رسالتهم المهنية في كشف جرائمه للعالم.”
وأشارت مديرة لجنة حماية الصحفيين، غينسبرغ، إلى ضرورة إجراء تحقيق شامل في الهجمات الأخيرة، مضيفة: “نحن نادراً ما نشهد تحقيقات شفافة من إسرائيل في مقتل الصحفيين.”
ووفقاً لتقديرات الاتحاد الدولي للصحفيين، يوجد أكثر من ألف صحفي يعملون داخل قطاع غزة، مثل معظم سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة، ينام معظمهم في خيام أو في ساحات المستشفيات أو في سياراتهم، وبعضهم فقد العشرات من أقاربه، وعزل آخرون أنفسهم عن أطفالهم خوفاً من استهدافهم باعتبارهم صحفيين.
عن وكالات عالمية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

منظمة دولية: إسرائيل أكبر قاتل للصحفيين على مستوى العالم هذا العام

منظمة دولية: إسرائيل أكبر قاتل للصحفيين على مستوى العالم هذا العام

 ترجمة المدى قالت منظمة “مراسلون بلا حدود” يوم الثلاثاء إن إسرائيل مسؤولة عمّا يقرب من نصف عدد الصحفيين الذين قُتلوا هذا العام حول العالم، حيث قُتل 29 صحفياً فلسطينياً بنيران قواتها في غزة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram