ترجمة: عمار كاظم محمدحينما تم تفجير هذا المرقد في قلب هذه المدينة الكبيرة كان الحزن عليه السبب الرئيسي لنشوب العنف الطائفي وهو يبشر الآن بكونه رمزا للتحسن الجاد.لقد مرت خمس سنوات منذ أن قام الإرهابيون بتفجير هذا المرقد جزئيا، كان من نتيجته موجات من القتل الطائفي لكن تم الآن إعادة بناء قبته الخراسانية التي تطل مثل قمر منخفض على المدينة، بالإضافة إلى منارتين جديدتين تلتف على سقالتها أعشاش الطيور.
ومع انخفاض العنف بشكل حاد هنا وعبر البلاد تصلي حشود الزوار مرة ثانية في ضريح الإمامين العسكريين احد أقدس الأماكن للمسلمين الشيعة. لكن في العراق حتى قصص الذين بقوا على قيد الحياة لم تكن سهلة جدا وهذا ما يكمن في التقاطعات الدينية والانقسامات الطائفية حيث أن العنف لم ينته هنا بالكامل. ويتمركز النزاع الحالي على حي البيوت القديمة والشوارع الملتوية قرب الضريح حيث يعمل حوالي 1500 شخص عاشوا لأجيال في هذا المكان. وبينما يتم إعادة بناء سامراء فان المخططين والمطورين بالارتباط مع الحكومة المركزية في بغداد بدأوا بتخيل صورة جديد لمركز المدينة الذي يحيط بالضريح بوجود فنادق جديدة وموقف للسيارات ومتنزهات ومطاعم وأماكن وقوف تقوم بخدمة ملايين الزوار الذي يجيئون كل عام. يقول محمد المشكور عضو البرلمان العراقي الذي يترأس لجنة الشؤون الدينية والأماكن المقدسة "إن خطة تحسين الضريح تقوم على تهديم كل ما يحيط بالمكان وسيكون مكانا سياحيا وترفيهيا عظيما". لكن البعض من الساكنين يرون أن ميراثهم في المنطقة في خطر حيث يقولون إن المنحة المقدمة تقدم لشراء حصة أصحاب البيوت بهدف السيطرة على المدينة القديمة.يقول عمر محمد حسن عن الحكومة المحلية في سامراء "إن ما يحدث هو تحد للناس فإذا اخذوا هذا الجزء فان اقتصاد المدينة سيموت واعتقد أن سامراء ستنفجر في يوم ما بالاحتجاجات بعد أن عانى أهلها لفترة طويلة". إن إعادة تطوير المدينة مازال في مراحله الأولية لكنه يشكل سؤالا مغيظا في الأحياء والبلدات حيث يرى البعض أن هذا يمثل انشقاقا وفصلا بين الأحياء المختلفة دينيا في الوقت الذي يعيد فيه العراق عملية البناء بعد سنوات من الركود والحرب. إن ضريح الإمامين العسكريين قد تم بناؤه عام 944 ويدعى كلا من الطرفين الرئيسين في العراق انه لهم فيما تصل حمولات الزوار من إيران وعبر العراق حيث يضم الضريح قبر اثنين من أئمة الإسلام لكن أهميته الروحية تأتي في المرتبة الثانية بعد المدن المقدسة في كربلاء والنجف.إن الزوار يمثلون ركناً أساسياً في اقتصاد المدينة ومصدر دخل غني لمن يدير الفنادق والدكاكين والأعمال التجارية في مركز المدينة. يقول الشيخ خطان يحيى السالم وهو رئيس قبيلة "إن هذه القرية القديمة هي سامراء الحقيقية وهم يريدون تغيير وجوه هذه المنطقة". وكان مسؤولو منظمة اليونسكو قد عينوا سامراء كأحد المواقع التراثية في العراق وقالوا بأنهم كانوا يحاولون التفاوض بين الحكومة المركزية والمسؤولين الإقليميين لحفظ التوازن مع التطوير. السيد مشرق عضو البرلمان قال إن المنحة يخطط لها للصرف خلال السنوات الثلاث القادمة لشراء البيوت والمحلات بمساحة 650 قدم التي تحيط بالمسجد ثم البدء ببناء الحي الجديد. مضيفا أن التحديث والتوسيع كان حاسما لجلب المزيد من الزوار ويعطي قفزة مدهشة لاقتصاد سامراء حيث أن مبلغ المنحة زاد من ارتفاع أسعار البيوت إلى ضعفين أو ثلاثة عن قيمتها عما كانت عليه قبل سنتين أو ثلاث. ويضيف السيد مشرق قائلا "نحن نعرف إن البعض من الناس لا تريد بيع بيوتها لكن مع المال يمكن إقناع أي شخص "وقال" لقد تم شراء 80 بيتا حتى الآن وقال ضياء عبد الرحمن البالغ من العمر 53 عاما انه رحب بعرض قيمته 400 ألف دولار كثمن لبيته الآيل للسقوط، مضيفا أنه لديه "ستة أبناء عاطلون العمل ويمكنني بهذا المال ان ادعمهم". لكن مصطفى عبد المؤمن البالغ من العمر 36 عاما يقول"ان الامر مؤلم جدا فانك تفقد حيك وتفقد جيرانك وتفقد قربك من الائمة". وقال انه مصمم على البقاء لكنه يؤمن بان هذا في النهاية جهد محكوم عليه بالفشل قائلا"هذه ارض أجدادي ربما سأكون آخر من يبقى في هذا المكان". عن: هيرالد تربيون
إعادة بناء الضريح المقدس يشعر السكان بتحقيق تحسن جادسامراء..المدينة تعود إلى الضوء
نشر في: 11 مارس, 2011: 09:33 م