 بغداد/ اياس حسام الساموكعبد الله.. عاطل عن العمل في العقد الثاني يسكن محافظة نينوى تعود الجلوس كل يوم أمام شاشة الكمبيوتر ليتصفح الموقع الاجتماعي "الفيسبوك" وليقضي وقت فراغه الطويل جدا، من خلال الأحاديث مع زملائه العاطلين أيضاً.بعد تظاهرات الخامس والعشرين الماضي التي اجتاحت البلاد للمطالبة بتحسين الخدمات والإصلاح وتداعياتها، بدا أن السياسيين العراقيين يحسون بأهمية موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
يقول عبدالله، إن محافظ نينوى اثيل النجيفي بدأ بالظهور وبصورة متكررة ولأوقات طويلة على هذا الموقع، متسائلا في الوقت نفسه أين كان النجيفي قبل هذه التظاهرات التي حدثت بسبب إدارة حكومته السلبية للمحافظة وأدت إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى؟النجيفي رد عبر "المدى" على هذا التساؤل قائلا "لم أكن انظر إلى الفيسبوك كأداة للتفاعل السياسي بل كنت أراها مجالاً للعلاقات الاجتماعية، ولكن ما بعد أحداث مصر والتأثير الذي أحدثه الفيبسوك في تجميع قوى التغيير بدأت ابحث عن ذلك".وأضاف النجيفي "وجدت في الفيسبوك مجالا للتواصل مع عقلية الشباب التي أصبحنا نحن جيل الكهول بحاجة إلى الاستماع لآرائهم وتغيير أساليبنا وفقا لتطلعاتهم فالوضع الذي يجب أن نبنيه الآن هو الوضع الملائم للجيل الذي سيتسلم الأمور خلال فترة قصيرة".محاولات بعض الأطراف السياسية شراء أصوات ناشطي الفيسبوك سيما المتواجدين ضمن المجاميع المهمة التي دعت إلى التظاهرات هو ما أكد عليه الناشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيدر طاهر في اتصال هاتفي مع "المدى"، كاشفا في الوقت نفسه عن وجود لجنة مشتركة تضم ممثلين عن هذه المجاميع لرفض أي سياسي يحاول الاستفادة من هذه الثورة.  ويقول الناطق باسم حركة تجديد شاكر كتاب في اتصال هاتفي مع "المدى" انه من اشد المعجبين بمواقع التواصل الاجتماعي وهو يتواجد عليه لمدة لا تقل عن الساعتين يوميا من اجل التواصل مع المواطنين فضلا عن طرح أفكاره.هذا الموقع الذي يتيح للجميع التواصل برغم بعد المسافات، والذي كان له اثر كبير في اندلاع التظاهرات في العديد من البلدان العربية وأسقط دكتاتوريتين ولا تزال آثاره تجتاح بلدانا أخرى، يرى كتاب وهو عضو في القائمة العراقية أن بعض السياسيين لا يعيرون له أية أهمية بل أكثر من ذلك يؤكد أن هنالك من الساسة من لا يعرف استخدام جهاز الحاسوب، إلا أن هذا الأمر نفاه نواب آخرون وعلى رأسهم خالد الأسدي. "من خلال النظر وبقوة إلى واقع الأحداث نرى أن هنالك علاقة طردية بين استخدام الفيسبوك من قبل الساسة وأهمية الحراك السياسي الذي يمر به البلاد"، يقول  الأسدي في اتصال هاتفي مع "المدى".ويضيف: "أنا من مستخدمي الفيسبوك ولكن بصورة متقطعة لكثرة مشاغلي فليس لدي الوقت الكافي للتفرغ له".الأسدي وهو نائب عن التحالف الوطني قال: إن بعض السياسيين يحاولون ركوب موجة التظاهرات التي تجتاح الشرق الأوسط من خلال تبني مطالب المتظاهرين باستخدامهم للفيسبوك، إلا انه استدرك في الوقت نفسه، عادا الأمر من الوسائل المشروعة.