الانبار / محمد علي
يشهد قضاء الحبانية بمحافظة الأنبار تزايداً في المخاوف بشأن نوعية المياه الصالحة للشرب بعد تراكم الترسبات وانتشار الطحالب والمياه الآسنة بالقرب من مضخات الإسالة، وتبرز هذه المشكلة في وقت تشير فيه تقارير طبية إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات الإصابة بالفشل الكلوي داخل المحافظة، الأمر الذي يثير تساؤلات حول سلامة المياه ومدى ارتباطها المباشر بصحة السكان.
ويقول قيس ناجح، مدير بيئة الأنبار، خلال حديثه لـ(المدى)، إن «وجود الطحالب في نهر الفرات يعود بالأساس إلى ركود المياه، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع نسب الملوثات».
ويضيف: «أما فيما يتعلق بانتشار الفشل الكلوي في الأنبار، فقد عقدت مؤتمرات طبية بهذا الخصوص بينت أن تلوث المياه لا يشكل سوى 2 إلى 3% من مسببات المرض»، مشيراً إلى أن «النسبة الأكبر تعود إلى الاستخدام المفرط وغير المنضبط للعقاقير الطبية».
من جهته، يؤكد الناشط المدني عبدالله الذبان، خلال حديثه لـ(المدى)، أن «منطقة الحبانية تشهد تدهوراً خطيراً في جودة المياه المخصصة للاستهلاك البشري، مما ينذر بكارثة صحية وبيئية وشيكة».
ويبين الذبان أن «هناك تقارير متزايدة تشير إلى وجود مشكلة خطيرة تتمثل في انتشار الترسبات والطحالب والمياه الراكدة بالقرب من مضخات مياه الشرب، وهو ما يتزامن مع ارتفاع كبير في حالات الفشل الكلوي وأمراض أخرى مرتبطة بتلوث المياه في المحافظة».
ويتابع أن «رغم محاولات بعض الجهات الرسمية التقليل من خطورة الموقف، إلا أن الواقع الميداني والتقارير الطبية تشير إلى العلاقة الوثيقة بين تلوث المياه وارتفاع نسبة أيونات العناصر الثقيلة فيها وضعف منظومة التجهيز، وبين تزايد هذه الحالات المرضية»، مبيناً أن «أمراض الأطفال المرتبطة بتلوث المياه في تزايد مستمر، مما يضع عبئاً هائلاً على الأسر الفقيرة والنظام الصحي المتهالك».
أما على الصعيد الاجتماعي، فيقول الناشط المدني إن «أزمة المياه أدت إلى موجات نزوح من القرى المطلة على بحيرة الحبانية، وتأثرت الأنشطة الاقتصادية كالزراعة والسياحة، مما فاقم الأعباء المعيشية على السكان».
ويضيف أن «التغيرات المناخية عامل مؤثر، ولكن سوء الإدارة وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة يزيدان من حدة المشكلة ويجعلان المواطنين يدفعون الثمن»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن فصل الواقع المأساوي عن التقصير الواضح من قبل المؤسسات الخدمية المعنية بإدارة ومتابعة مصادر المياه ومعالجتها، وضعف البنية التحتية لمحطات المعالجة وشبكات التوزيع، وعدم تطبيق معايير الجودة الصارمة؛ كلها عوامل ساهمت في تفاقم الأزمة».
إلى ذلك، يقول الناشط البيئي صميم سلام، خلال حديثه لـ(المدى)، إن «التحديات البيئية في محافظة الأنبار لا تزال بلا معالجة حقيقية»، مشيراً إلى «الأزمة المائية الخانقة التي تعاني منها المحافظة وانخفاضاً في منسوب المياه في بحيرة الحبانية، بينما يتم استنزاف نهر الثرثار، دون وجود خطط واضحة لحماية مصادرنا المائية».
ويضيف أن «التلوث الهوائي والمائي أنهك الأنبار بشكل كبير، بسبب غياب الإجراءات الرادعة للأنشطة الملوِّثة، خصوصاً تلك غير المجازة والتي لا تمتلك تقارير الأثر البيئي».
ويشير سلام إلى أن «النفايات الطبية تُلقى على تخوم بحيرة الحبانية ويتم حرق بعضها بشكل عشوائي، بالإضافة إلى العديد من الخروقات البيئية الأخرى التي تهدد صحة المواطنين والبيئة».
ويؤكد الناشط البيئي أن «تدمير الموائل الطبيعية والمناطق المحمية للطيور المهاجرة والحيوانات البرية وصل إلى حد ظهور هذه الحيوانات في المدن السكنية نتيجة فقدان بيئتها الطبيعية».
تتضاعف معاناة السكان في قضاء الحبانية نتيجة تراجع مناسيب البحيرة، إضافة إلى قلة الإيرادات المائية القادمة من دول المنبع وغياب المشاريع الاستراتيجية لإدارة المياه، مما يجعل الأزمة أكثر حدة ويستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لإدارة المياه وحماية السكان من خطر انعدام المياه.
أزمة مياه مستمرة تهدد حياة السكان في محافظة الأنبار

نشر في: 31 أغسطس, 2025: 12:10 ص










جميع التعليقات 1
ناظم البصري
منذ 3 شهور
ألاخوة في المدى،لا اعرف لماذا كل الصور المنشورة في الجريدة و الملاحق بدون عنوان. مثال، لاصورة المنشورة مع هذا المقال، القارئ لا يعرف ان كانت لنهر الفرات او لنهر اخر و لا يعرف اين اخذت الصورة. الرجاء الانتباه لهذا الامر.