TOP

جريدة المدى > سياسية > الموصل تستعيد رموزها التاريخية: افتتاح الجامع النوري والحدباء وكنيستي الساعة والطاهرة

الموصل تستعيد رموزها التاريخية: افتتاح الجامع النوري والحدباء وكنيستي الساعة والطاهرة

نشر في: 2 سبتمبر, 2025: 01:15 ص

 الموصل / المدى

شهدت مدينة الموصل، أمس الاثنين، حدثاً بارزاً تمثل في افتتاح الجامع النوري الكبير ومئذنته الحدباء، إلى جانب كنيستي الساعة والطاهرة، بعد سنوات من إعادة الإعمار التي تولتها منظمة اليونسكو بتمويل إماراتي، ضمن مبادرة «إحياء روح الموصل».

السوداني: عودة الإرث رسالة قوة
رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أكد، خلال مراسم الافتتاح، أن إعادة إعمار الجامع النوري والحدباء تمثل «انتصاراً كبيراً على الإرهاب الأسود». وقال في كلمته: «تعود المئذنة باسقةً والجامع النوري ببهائه ليكونا علامة تذكّر الأعداء ببأس العراق الشديد ضد التخريب». وأشار السوداني إلى أن الاعتداءات الإرهابية التي طالت الرموز التاريخية «محاولات مفلسة نسفت القيم والإنسانية»، لافتاً إلى أن حكومته تبنّت منذ انطلاق عملها «رؤية معمارية حضارية» ستستمر في دعم الثقافة وحماية التراث.

اليونسكو: الموصل عادت للحياة
من جانبه، أوضح نائب مدير اليونسكو، شينج كو، أن الموصل تعد «رمزاً للتنوع الديني والثقافي عبر آلاف السنين»، مشيراً إلى أن المدينة التي رُفعت على منارتها رايات الإرهاب عام 2014 «تعود اليوم شامخة بفضل جهود الإعمار».
وأضاف أن المشروع لم يقتصر على إعادة بناء الجامع النوري، بل شمل أيضاً ترميم أكثر من 120 منزلاً وكنيستين تاريخيتين، وإنعاش الحياة الاقتصادية في الأحياء القديمة، مؤكداً أن «الجامع والحدباء يمثلان ولادة جديدة لرمزية المدينة التاريخية».
وزيرة الثقافة الإماراتية السابقة، نورة الكعبي، شددت في كلمتها على أن «عودة الجامع النوري والحدباء أكثر قوة وحياة تجسد صمود الموصل وقدرتها على تجاوز المحن». وأكدت أن المشروع «يعكس روح التعايش والتعددية التي عُرفت بها المدينة منذ قرون، ويجسد رؤية الإمارات في اعتبار إعادة إعمار التراث مسؤولية إنسانية ورسالة ثقة بالمستقبل».

رسالة أممية: انتصار إرادة الحياة
ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، محمد الحسان، قال إن إعادة إعمار الجامع النوري تمثل «انتصار إرادة الحياة على ثقافة الموت، وانتصار الأمل على اليأس». وأوضح أن الجامع، الذي ظل قروناً منارة للحضارة الإسلامية والتسامح، «يعود اليوم ليكون من جديد منارة للعلم والعيش المشترك بفضل عزيمة العراقيين والدعم الدولي».
إلى جانب الجامع النوري والحدباء، افتتح السوداني كنيسة الساعة للآباء الدومينيكان، وكنيسة الطاهرة الكبرى للسريان الكاثوليك، بعد إعمارهما ضمن المبادرة ذاتها. وشارك في الاحتفال وفد وزاري إماراتي، ومحافظ نينوى عبد القادر الدخيل، وعدد من النواب والمسؤولين المحليين، وسط حضور رسمي وشعبي واسع.
الجامع النوري الكبير، الذي شيده نور الدين زنكي في القرن السادس الهجري، يعد من أبرز معالم الموصل وأحد رموزها الدينية والتاريخية. وقد دمّر تنظيم داعش المئذنة الحدباء عام 2017 خلال معركة تحرير المدينة، ما أثار صدمة واسعة محلياً ودولياً.
مبادرة «إحياء روح الموصل»، التي انطلقت عام 2018، تهدف إلى إعادة إحياء الرموز الدينية والثقافية التي دمّرها الإرهاب، في خطوة تُعيد للمدينة مكانتها التاريخية كحاضرة للتعايش والتنوع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لأول مرة بعد الانتخابات…
سياسية

لأول مرة بعد الانتخابات… "الإطار" يتسلّم "قائمة مرشّقة" لمرشحي رئاسة الحكومة

بغداد/ تميم الحسن للمرة الأولى منذ قرابة شهر، يتلقى "الإطار التنسيقي" قائمة شبه نهائية بأسماء المرشحين لمنصب رئيس الحكومة المقبلة. ورغم هذا التطور، لا تزال الافتراضات بشأن موعد حسم مرشح رئاسة الوزراء غامضة، مع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram